أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أردوغان: قيمة الضرر الذي لحق بسوريا خلال 13 عاما تتجاوز 500 مليار دولار كأس آسيا 2027 .. كم عدد الملاعب التي استضافت النسخ السابقة؟ ترمب يرسل مبعوثه إلى قطر قبل توليه الحكم بحث آليات تنفيذ برامج تدريبية للعاطلين عن العمل في الطفيلة 214 ألف طن من البضائع خرجت من "الحرة الأردنية السورية" باتجاه سوريا ولبنان العام الماضي الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد سرية من لواء ناحال ونائبه في غزة الصناعة والتجارة: 30% ارتفاع عدد شكاوى المستهلك العام الماضي بحث إمكانية إقامة سكة حديد بين المفرق وموقع أم الجمال إعلام إسرائيلي: الصفقة مع حماس ستنقل قرار الحرب للضفة عمان .. أربعيني يردي شقيقته قتيلة ب 16 طعنة في سويمة إتاحة خدمة الإقرار الضريبي على تطبيق سند مبعوث ترمب: حققنا تقدما كبيرا بمفاوضات صفقة التبادل الحكومة اللبنانية تقرّر تسليم عبد الرحمن القرضاوي العثور على جثة شاب توفي شنقاً في غابات ثغرة عصفور _ جرش 478 عاملا تم تسريحهم من فنادق البترا بسبب الحرب صندوق التنمية في إربد يمنح 3.9 مليون دينار قروضاً ويوفر 495 فرصة عمل عام 2024 سرعة بديهة ضابط دفاع مدني تنقذ حياة سائق تكسي دخل بغيبوبة طائرة الملكية تعيد شريان الحياة الجوي بين عمان ودمشق استشهاد 54 أسيرا بينهم 35 من غزة الصفدي يعلق على حديث العلاونة: "الحكومة طلعت بـ50 دونم بالموازنة"

الأستاذة غزة

28-08-2014 11:15 AM

تعلمنا وتعودنا أن نجلس أمام الأستاذ وفي حضرته بأدب ونستمع إليه بخشوع ، ننهل من معينه ونأخذ من علمه ونتعلم من تجاربه .

فكيف إذا كان هذا الأستاذ كبيراً وعصاميّا وموسوعيّا ، حصّل علمه ومعارفه وتجاربه بجهده وعرقه وسهره ومثابرته ، وترقّى إلى درجة الأستاذية بعد أن ترقّى بالعطاء والبذل والتجربة الممهورة بالدم والدموع والفقد والعذابات .

لقد كانت تجارب قاسية إلا أنها غنية بالعبر والاعتبار ، يصلح كلّ منها ليكون مدرسة بل جامعة . ويصلح أفرادها ليكونوا أبطال روايات مفتوحة أو مسلسلات لم تكتمل . استفادت منها غزة لتجعل منها نموذجاً للشعوب المستضعفة ذات الإمكانات القليلة والظروف الصعبة وعدم وجود العمق الجغرافي والسكاني والإستراتيجي وتواضع الدعم وندرة النّصير .

ومع كل هذه الظروف غير المساعدة والتي تقول حسب المنطق وكل أنواع الحسابات وفي كل الأعراف العسكرية والاقتصادية والإستراتيجية ، بأن الوضع ميئوسا منه ، ولا يمكنه الصمود والاستمرار .

لقد علمتنا غزّة بأن الإنسان هو الأصل وعليه المعوّل ، هو مصدر كل خير وتقدّم وانتصار ، والذي يملك قوى غير محدودة يستطيع تسخيرها لتجاوز كل العقبات وتحدي كل الصعاب . ونوعيّة الإنسان هذا يمكن إيجاده في كل المجتمعات ، بشرط أن يجتمع مع هذه القدرات الذاتية إيمان وطاقة ذاتية تدفع للعمل تحت كل الظروف ، والاستفادة من كل شيء وأي شيء مهما كان بسيطا . والانضباط والاستفادة من الوقت وعدم هدره أو إضاعة أي فرصة .

إنه الإنسان الذي يستطيع أن ينزل بحاجاته ومتطلباته إلى ما دون الحد الأدنى ، فيتخلى عن كل الكماليات ومعظم الأساسيات ، ويتدبر أموره وأوضاعه بما هو متاح ، بل مما لا يخطر على بال ، فالحاجة أم الاختراع . وهو نفسه الإنسان الذي يمكنه أن يرتفع بطاقاته وقدراته وهمته إلى ما هو أعلى من الحد الأعلى .

ولقد علمتنا غزة بأن الإرادة تصنع المعجزات وتتفوّق على الصعاب وتُجسّر الفروق الهائلة في العدد والعدّة والتكنولوجيا . وبأن التصميم على تحقيق الأهداف الموضوعة مسبقا والناتجة عن تخطيط سليم ومتابعة حثيثة مستمرة ومراجعة وتدريب ، يجعل تحقيقها أمرا ممكنا . وأنّ الإنسان بإرادته لا بما يملك أو يتوهم أنه يملك . وأن أي خلل في الإنسان يبدأ بإرادته وقواه الدافعة ، وأن إن ملك الإرادة أصبح ما بعدها أيسر .

كما علمتنا غزة بأن الوحدة مصدر كل خير والفرقة مفتاح كل شر . فالمجتمع الموحد مجتمع قوي متماسك عصيّ على الاختراق والعبث . وما تمكن الأعداء من أي مجتمع إلا بعد بث روح الفرقة فيه . وهم بخبثهم ودهاءهم يدرسون المجتمعات ويلعبون على التناقضات فيها وينفخوا في الاختلافات لتصبح خلافات . وهم يحاولون أن يُقسموا المجتمعات إلى شيع وطوائف حتى يصل الانقسام إلى أصغر الوحدات الاجتماعية فيسود التناحر والعداء بدل المحبة والوئام ، لدرجة أن يستعين قسم من المجتمع بالأعداء لينصره على أخوته وبني قومه . فشعار وحدتنا مصدر قوتنا هو الذي يجب أن يسود .

هذا غيض من فيض ما علمتنا إياه " الأستاذة " غزة ، وحُقّ لها أن تكون أستاذة ، فقد صنعت ما يفوق الخيال وما يتضاءل أمامه أي وصف ، حتى أمكن القول : لقد أتعبتِ من بعدك يا غزة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع