يعتبر تيار السلفية الجهادية نفسه تياراً مطبقاً للمنطق الإسلامي الصحيح المستقى من القرآن والسنة والإجماع متمثلاً في العقيدة وفقه (الجهاد) السياسة الشرعية وفي الحكم والتعامل مع المحتل والمبدل للشريعة فهو يرى أن التغيير بالقوة هو أنسب وأصح الوسائل للتحرر وتحكيم الشريعة وتصحيح البنية الأساسية الدينية والاجتماعية والسياسية
ضد الطاغوت والجاهلية في كل مكان من الكرة الأرضية والعمل على إقامة دولة خلافة عالمية طبقاً لما أعلنه أبو بكر البغدادي أي حكم الإسلام للعالم ، وذلك في بدء تشكيل دولة الخلافة الإسلامية.
بعد حرب الخليج الأولى عام 1990 م تم توسيع الدائرة أكثر حتى شملت استهداف مصالح الدول الطاغية الكبرى كأمريكا وبريطانيا في داخل أراضيهم وفي بلاد عملائهم في المنطقة.
فلقد تم استهداف برج التجارة العالمي عام 1993م ونجم عنه خسائر بشرية ومادية فادحة، كما قامت القاعدة بعملية تفجيرات في اليمن استهدفت فندق الموفمبيك وكان الهدف منه القضاء على جنود أمريكيين بطريقهم إلى الصومال، وكان ذلك عام 1992م.
تفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام أدت إلى مقتل 300شخص، وفي عام 2000م قام أعضاء من تنظيم القاعدة في اليمن بقصف الصواريخ المدمرة يو أس أس كول، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الأمريكيين.
.
يقول أبو محمد المقدسي (أحب أن أنوه بأننا لم نتسمى بهذا الاسم يقصد السلفية الجهادية وإنما نعتنا به من سمانا به من الناس لتمسكنا بما كان عليه السلف الصالح من الاعتقاد والعمل والجهاد.
فالسلفية الجهادية تيار يجمع بين الدعوة إلى التوحيد بشموليته والجهاد لأجل ذلك في آن واحد أو قل هو تيار يسعى لتحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت فهذه هي هوية التيار السلفي الجهادي والتي تميزه عن سائر الحركات الدعوية والجهادية فبعض الحركات السلفية تقزم وتقصر دعوة التوحيد على شرك التمائم والقبور ولا تتعرض من قريب أو بعيد إلى شرك الحكام والمشرعين والقصور بل قد تكون ممن يسير في ركاب الحكام ويعمل على تثبيت عروشهم كما أن بعض الحركات الجهادية توثق جهادها وتحصره في منطلقات وطنية وترفض رفضاً حازماً وحاسماً أن تتعدى بجهادها حدود الوطن فالتيار السلفي الجهادي يخالف هؤلاء وهؤلاء ومن أجل ذلك فهو يدعو إلى التوحيد بشموليته وفي كل مكان. فحيث وجد الخلق شرعت دعوتهم إلى التوحيد بشموليته وحيث وجدت هذه الدعوة وجد الجهاد من أجلها وفي سبيلها ولا بد ولذلك فأنت ترى أن هذا التيار لا يحصر جهاده في بقعة معينة من الأرض من منطلقات قومية أو أرضية بل ميدانه هي الأرض كلها فتجد أبناءه يجاهدون في شتى بقاع الأرض.)
أود أن أبين بأن نشأة هذا التيار قد بدأت في الستينيات على يد السيد قطب بعد انقلابه المعروف في العهد الناصري، ابتداء من سنة 1957 في ظل مسارات الصراع بين الإخوان وعبد الناصر من جهة وتحت تأثير كتابات أبي الأعلى المودودي خاصة كتابه المصطلحات الأربعة في القرآن التي اطلع عليها في السجن من جهة ثانية ثم تبلورت هذه الصياغات في السبعينيات مع صالح سرية في رسالة الإيمان عام 1973 ومحمد عبد السلام فرج في الفريضة الغائبة أواخر عام 1980 ثم كتابات شيوخ التنظيمين الجهاديين الأساسيين في مصر خلال تلك الفترة: الجماعة الإسلامية بالتحديد ميثاق العمل الإسلامي الصادر سنة 1984 والذي شارك في كتابته جماعة الجهاد - كتابات أمير الجماعة ومنظرها الأساسي من عام 1987 إلى عام 1993 .
من ناحية أخرى ساهم عبد الله عزام من موقعه في أفغانستان في التأصيل لبعض الأساسيات الفكرية التي تقوم عليها السلفية الجهادية إذ يقرر رضوان السيد أن عزام هو أول من استخدم هذا المصطلح سنة 1987 بغرض توحيد صفوف السلفيين العرب وغير العرب في أفغانستان على مشارف خروج الروس منها.
نستطيع القول بأن تنظيم القاعدة قد نشأ على مبدأ السلفية الجهادية وما خرج منه من تنظيمات مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش وغيرها من الفصائل هي أساساً تنتمي إلى السلفية الجهادية وشارك الكثير منهم في القتال في العراق وأفغانستان وسوريا مثل أبو مصعب الزرقاوي والدكتور عبدالله عزام كقيادات بارزة في التنظيم.
الأن في ظل ما يسمى الربيع العربي، وفي ظل التحالفات الشيعية على أهل السنة والجماعة في سوريا والعراق برز للعالم تنظيم داعش وتأسيس دولة الخلافة الإسلامية، وقد أثار هذا حُنق الولايات المتحدة وجيشت جيوش الغرب ومن تحالف معهم من دول العرب لتدمير هذه المنظمة الإرهابية التي تقاتل تحت راية لا إله إلا الله، معتقداً بأن هذا التنظيم ما زال بحاجة إلى تفحيص وتمحيص لمزيداً من الغربلة ألتي تسيء لما هو منافي للقيم والأخلاق النبوية المعطرة.
Abosaif_68@yahoo.com