زاد الاردن الاخباري -
سحبت وزارة الخارجية الإسبانية 13 من كبار الموظفين في سفارتها بالرباط من ضمنهم السفير لويس بلاناس ومسؤول المخابرات. وبينما تعتبر مدريد الأمر طبيعيا ويدخل ضمن التغيير العادي للموظفين الدبلوماسيين، ترى أوساط أخرى أن الأمر يتعلق بأزمة لم تعد صامتة بل انتقلت إلى أزمة رسائل وإشارات متبادلة بين البلدين.
تحت ذريعة "التغيير العادي" قامت الخارجية الاسبانية بسحب موظفي ودبلوماسيي السفارة في الرباط يتقدمهم السفير والوزير المستشار والوزير السكرتير، ثم ملحق وزارة الداخلية ونائبه والمسؤول عن المخابرات والمكلف بملف العمل والمكلف بالتعليم وقاضي الاتصال وقنصل مدينة تطوان وقنصل الناضور والمسؤول عن المكتب التقني للتعاون والملف الخاص بسلاح البحرية.
ورغم أن الخارجية في مدريد تحاول أن تقدّم عملية التغيير بأنها عادية وهي جزء من التغيير الروتيني للموظفين، إلا أن جريدة "آ بي سي" المحافظة نقلت أمس الاثنين عن مصادر دبلوماسية أخرى أنه لم يسبق لوزارة الخارجية أن سحبت دفعة واحدة وفي بلد حيوي وأساسي مثل المغرب كل هذا العدد الضخم من المسؤولين، لا سيما وأن بعضهم يشرف على تسيير قطاعات ومجالات حيوية مع المغرب مثل المخابرات والتعاون والأمن وشؤون العمل الخاصة بالمهاجرين.
وكتبت الجريدة نقلا عن المصادر نفسها أن سحب 13 من الموظفين الكبار بمن فيهم السفير ودفعة واحدة سينعكس سلبا على تمثيلية اسبانيا في المغرب.
يذكر أن تغيير السفير لويس بلاناس كان منتظرا لأن دبلوماسية مدريد أعلنت عن ذلك في وقت سابق، إلا أن السرعة التي تمت بها واحتمال قدوم السفير الجديد ألبرتو نافارو في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل سيترك فراغا خاصة في الاحتفالات الوطنية المغربية.
وتقول مصادر مغربية ان المغرب سيحتفل بعيد العرش نهاية هذا الشهر الجاري، وسيفسر غياب السفير الإسباني عن الاحتفالات على أنه أشبه بمقاطعة، إلا إذا أتى السفير قبل نهاية الشهر أو حضر مسؤول دبلوماسي كبير الاحتفال لتعويض هذا الفراغ.
ويعتبر المهتمون بسير العلاقات المغربية - الإسبانية أن الوقائع التي تشهدها هذه العلاقات خلال الشهور الأخيرة تنم عن وجود أزمة دبلوماسية بين البلدين لم تعد صامتة بقدر ما أصبحت تتجلى في إشارات رمزية ورسائل متبادلة. فالمغرب عين كسفير جديد، القيادي السابق في البوليزاريو الذي عاد للمغرب أحمد ولد سويلم، وتأخر المجلس الحكومي الإسباني كثيرا في منحه الاعتماد.
وقالت جريدة "الباييس مؤخرا: "عندما حصل سويلم على الاعتماد من اسبانيا، تعمـّد المغرب تأخير إرساله لشغل مكانه في السفارة كرد فعل على التأخير الإسباني"، موضحة أن عددا من المسؤولين لم يلتحقوا بعد بالسفارة المغربية في مدريد.
وكان ولد سويلم قد صرح لجريدة "لراسون" الإسبانية حول تاريخ قدومه لمدريد بأن "ملفات القصر المغربي تسير بمهل"، مؤكدا أنه لا يعلم بعد تاريخ التحاقه بمدريد.
وفي الوقت ذاته، كان المغرب قد أبدى عبر الصحافة المغربية قلقه من هيمنة المخابرات الإسبانية على ملف العلاقات الثنائية شمالا. كما شنت بعض القوى السياسية الإسبانية حملة على المغرب بسبب مطالبته بفتح مفاوضات حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وهي كلها أحداث وإشارات تدل على أزمة تهيمن على مملكتي مضيق جبل طارق.
القدس العربي