أصبحت سياحة المؤتمرات من أنماط السياحة الوافدة الهامة لأي دولة في العالم لما توفره من منافع اقتصادية ، وتنشط سياحة المؤتمرات في الاردن بالرغم من التوترات السياسية المستمرة في المنطقة وانعكاس تأثيرها السلبي على السياحة.
لم تستغل سياحة المؤتمرات في الاردن بالشكل المطلوب بالرغم من تمتع الاردن بالأمن والامان التي يفتقدها بعض دول الاقليم نتيجة الصراعات والاقتتال الدائر بين مختلف الأنظمة والمعارضة في تلك الدول. وكان يجب على الاردن أن يقتنص الفرصة منذ بدء مايسمى بالربيع العربي لتفعيل سياحة المؤتمرات التي يستفيد منها كافة القطاعات .
وبعد مضي عدة سنوات على الربيع العربي ، قامت هيئة تنشيط السياحة في هذه السنة 2014 وبالتعاون مع جهات أخرى بما فيها القطاع الخاص بوضع استراتيجية سياحة المؤتمرات والسماح باستخدام المواقع السياحية والأثرية في الاردن لاقامة المؤتمرات والفعاليات المصاحبة لها. وقد تم تأهيل عدد من الأشخاص لهذه المهمة ، بالاضافة الى خطة الترويج والتسويق لاستقطاب المؤتمرات والمعارض وترويج الاردن عالميا كمقصد سياحي لهذا النوع من السياحات.
السياحة الداخلية والخارجية هي من عناصر الصناعة السياحية ، واذا كان الاهتمام بالسياحة الوافدة ومنها سياحة المعارض والمؤتمرات فإن ذلك يحتاج الى تطوير عناصر مرتبطة بها مثل تطوير الاجراءات الحكومية وتطوير البيئة التنظيمية وتطوير القدرات البشرية والترويجية والتسويقية وتحسين الخدمات في الفنادق والنقل والمواصلات والاتصالات والقاعات ، ولا شك أن بعض هذه العناصر متوفرة في الاردن ، حيث كانت الاردن قد استقبلت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" مايزيد عن سبع مرات في قصر المؤتمرات في البحر الميت والذي كان يرفع نسبة اشغال فنادق البحر الميت الى 100% خلال انعقاد المؤتمر وزيارة الأماكن السياحية والأثرية في المملكة كمدينة البترا الوردية.
من متطلبات السياحة الوافدة ومنها سياحة المؤتمرات الاهتمام بتدريب الشباب على احتياجاتها وتحفيزهم على الاقبال على العمل في المجال السياحي الذي يتوفر فيه فرص عمل على مدار السنة، وهو ما يساهم في مكافحة الفقر والبطالة بالاضافة الى رفد خزينة الدولة حيث ساهم قطاع السياحة في نمو الدخل القومي ما قيمته حوالي 3 مليارات دينار في عام 2013 بالاضافة الى ازدياد عدد العاملين في القطاع السياحي بنسبة 12%.