استهجان فلسطيني لقرار السلطة منع قراءة القرآن قبل الأذان عبر مكبرات المساجد

زاد الاردن الاخباري -

عبّر أئمة مساجد ومواطنون فلسطينيون في الضفة الغربية عن استهجانهم، وغضبهم الشديد، على قرار لوزير الأوقاف، محمود الهباش، بمنع قراءة القرآن عبر مكبرات المساجد قبل رفع الأذان بخمس أو عشر دقائق.

وبينما تسري إشاعات في الشارع الفلسطيني بأن القرار سياسي، جاء بعد احتجاج المستوطنين اليهود، في مستوطنة جبل الطويل (بسغوت) المقامة على أراضي مدينتي رام الله والبيرة، ومستوطنات عدة في الخليل بأن قراءة القرآن تزعجهم، وتربك حياتهم. اعتبر الوزير الهباش في تصريحات إلى الصحافيين برام الله، أمس، أن "هذا الإجراء ديني وفقهي ويأتي انسجاما مع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".

وقال قاضي قضاة فلسطين السابق، الشيخ تيسير التميمي، لـ"الغد": من الناحية الشرعية فإن قراءة القرآن جائزة بل ومحببة في كل مكان ما دامت شروط قراءتها متوفرة، ومنها الإنصات وتدبر المعاني والخشوع، مضيفا أنه من غير الجائز قراءة القرآن في أماكن اللهو وارتكاب المعاصي، لكن في المساجد التي هي بيوت له فإنه من المحبب من الناحية الشرعية قراءة القرآن، ما دامت الشروط متوفرة.

واستغرب أحد أئمة المساجد في مدينة البيرة، فضل عدم ذكر اسمه، كي لا يفصل من قبل الوزير الهباش، على حد تعبيره، هذا القرار، وقال: نحن نقرأ القرآن، أو نبث تسجيلات لمقرئين معروفين من مصر والسعودية وغيرها قبل خمس أو عشر دقائق من الأذان لنبث الخشوع في قلوب المارة، وندفعهم الى التفكر في كلمات الله، وهذا هو ما لا يريده الهباش وحكومته على ما يبدو.

وأضاف معقباً على إشاعة انزعاج المستوطنين من تلاوة القرآن عبر سماعات المساجد: هذا ليس بجديد ففي الخليل، وبالتحديد في الحرم الإبراهيمي، منعت سلطات الاحتلال مراراً ليس فقط قراءة القرآن، بل رفع الأذان .. إنه صراع ديني يعملون من خلاله على تثبيت حقهم في بلادنا، عبر طمس رموزنا الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كالأذان والقرآن وغيرها، وللأسف قرار الهباش يساعدهم في ذلك، وإن كنت لست متأكداً من صحة الأنباء التي تتحدث عن أن المبرر وراء هذا القرار هو احتجاجات المستوطنين.

ويقول أبو عبدالله صبيح، ويعمل مؤذناً في أحد المساجد: أستغرب منع قراءة القرآن، بل وإقامة الصلاة أحياناً، عبر سماعات المساجد في الضفة الغربية، في وقت يسمح فيه بالغناء عبر مكبرات الصوت، وإطلاق الألعاب النارية حتى ساعات متأخرة من الليل احتفالاً بحفل زفاف، أو فوز فريق على آخر في مباريات كأس العالم، مضيفاً الفلسطيني الذي يقول إنه يخشى من السكوت على مثل هذه الخطوات: حسبنا الله ونعم الوكيل. أما أبو محمد الجعبري، وهو مدرس متقاعد، فيقول معقباً: صحيح أن هناك اجتهادات في هذا الأمر، لكني أرى أن قراءة القرآن قبل الاذان واقامة الصلاة امور مهمة جدا وايجابياتها اكثر من سلبياتها .. فالقراءة تجعل الشخص يهيئ نفسه للصلاة من وضوء وذهاب الى المسجد والإقامة تعني أن الصلاة بدأت لذلك تجعلك تهرول مسرعا الى المسجد .. بالنسبة للقراءة الجهرية أتفق أنها تشوش على المساجد الأخرى والأفضل ان تكون القراءة داخل المسجد فقط، لكنه يضيف: على كل أعتقد أن خطوة سلطة رام الله لم تأت من هذه الناحية الشرعية.. أكاد أجزم أن هذا يأتي ضمن مشروع اميركي غربي مخطط له من أجل الحرب على الدين، والله تعالى أعلى وأعلم.