ربما كانت مشاركة سلاح الجو الأردني الأردني لدى فئات المجتمع الأردني مرفوضة ولكنها قبلت على مضض.
في حقيقة الأمر لم يكن التهديد الداعشي على الأردن ومن فيها أكثر بخطورة من تهديد النظام البعثي السوري الحاكم، ولا أجد في حقيقة الأمر بأن هنالك أية نية للإدارة الدولية بتدمير النظام السوري المجرم الذي قتل وشرد ملايين الأبرياء من الأخوة السوريين، كما أنه وبحقيقة الأمر من أوجد تنظيم داعش والنصرة وغيرها هو النظام السوري ذاته، (فكأنما التحاف الدولي يساند نظام بشار الارهابي في محارية الإرهاب) وما جدوى قتل ذنب الأفعى وترك الرأس حياً، ولن تنتهي الحرب على الإرهاب فما دام النظام موجوداً سيخرج لنا تنظيمات ومليشيات بأسماء متعددة وسيبقى الإرهاب وينتشر ويتوسع.
تبقى اتخاذ الخطوة الخطيرة والتي أعتبرها بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، والتي ستجلب المزيد من الفوضى العارمة في الشارع الأردني نظراً للتبعات التي لا يحمد عقباها كوننا لن نتحدث بعد ذلك شهداء بل سنحدث عن ضحيا قدمت قرباناً لأمريكيا والصهيونية العالمية من أجل مصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية، مقابل ثمن بخس دولارات معدودة.
إن مشاركة القوات المسلحة الأردنية في حرب برية، أو عمليات نوعية تعني بأن دم المسلم على المسلم حرام وستزيد من فجوة الانقسام السني الشيعي، وفي ظني بأننا بهذه المرحلة الحرجة والمنعطف الخطير بحاجة ماسة جداً إلى تماسك النسيج الوطني، وترتيب البيت الأردني بدلاً من التدخل في أمور لإرضاء جهات عربية أو أجنبية، فهنالك الكثير من القضايا المحلية الملحة التي همشت ولم تعالج والتي ستؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم تعالج معتقداً بأن صيانة الجسد الأردني أولى من صيانة أجساد الأخرين، لكي نستطيع البناء في ظل ما تشهده الأقاليم العربية من نيران مشتعلة هي بعيدة عنا فلماذا نذهب لها لنكتوي بها؟
الجميع يعلم بأن المعايير المزدوجة للولايات المتحدة الأمريكية مشهود لها في المنطقة العالمية والعربية على حدٍ سواء، فلم تستطيع أن تسمي ما جرى في غزة هاشم من تدمير وإرهاب وقتل وتدمير إرهاباً بل كانت تدعوا إلى الحوار والحكمة في ظل صمود المقاومة الفلسطينية ضد الإرهاب الصهيوني، بينما تضع كل ثقلها وتجمع التحالفات العربية والدولية من أجل إنقاذ الشعب السوري، بينما هي في حقيقة الأمر تقتل المقاومة التي تقاتل النظام البعثي المجرم وما زالت البراميل المتفجرة تتساقط على الشعب السوري.