زاد الاردن الاخباري -
جلنارالراميني - ما زالت القضية شائكة وتراوح مكانها ، في الأكاديمية العربية للعلوم المالية و المصرفية ، فالغموض يكتنف القضية ، حيث أن إغلاقها بات بحكم المؤكد ما دام المتنفذون يصولون ويجولون ، دونما حق مشروع ،وأضحى الأمر قاب قوسين أو ادنى من التساؤلات التي هي بأمس الحاجة إلى إجابة شافية وكافية ، والامر هنا يحبس الانفاس ، فالغرق في البحث في ثنايا القضية أمر طبيعي ، فكيف لقرار مُجحف أن يلعن الضوء بالرغم من ظلام دامس هو سيد الموقف.
الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ،مهددّة بالإغلاق بالرغم من قوتها الأكاديمية ، وبالرغم من قوة الكادر الأكاديمي الذي بات اليوم على شفا هاوية من الانعزال الأكاديمي ، فالأكاديمية يا رئيس الوزراء ليست "سوبر ماركت " أو محل ملابس .. والسلام..
بل إنها اكاديمية عريقة ، امتدت ليصل صيتها إلى العالم العربي ـ وتزهو بكفاءاتها ، فكيف لقرار "مجحف " أن يغطي الشمس بغربال ، ولا عذر لإغلاقها، والامر هنا بحاجة إلى ديوان المحاسبة .
القائم بأعمال رئيس الجامعة في الأكاديمية الدكتور يزن العطيات كشف المستور لـ"زاد الأردن"، معبرا عن استيائه حيال ما يحدث في الأكاديمية ، معتبرا ان تصفية حسابات جعلت الاكاديمية في مازق وبات موظفوها والقائمون عليها ضحية لبركان لم تعلم ملامحمنذ زهاء 8 أشهر من خلال وثائق نرفق بعضا منها آخر التقرير.
.
ونوه العطيات ان الاكاديمية قد أسهمت اسهاما فاعلا في تنمية القطاعات المالية والمصرفية الأردنية والعربية وتأهيل أداء الكوادر البشرية فيها ،ناهيك عن تنمية المجتمع المحلي نتيجة لوجودها في منطقة خاوية على عروشها حيث منطقة شفا البدران/ مرج الفرس ، وقال "الاكاديمية قامت بتمويل الاقتصاد الاردني من خلال تدريبها لـ(180000) متدرب وتخريجها لـ(12000) خريج يتبؤون مراكز ومناصب قيادية في القطاعات المالية والمصرفية في الاردن وفي اصقاع العالم العربي وتقديمها منحا لمؤسسات رسمية اردنية تتعدى فيها 4.5 مليون دولار امريكي".
العطيات لا يابه لمنصبه أمام موظفي الأكاديمية الذين باتوا يتساؤلون عن مصيرهم ، فلا قضية فساد ثقيلة شابت الاكاديمية او فوضى رشاوى سيطرت عليها او قضية اخلاقية هزت اوصالها ، فكم من مؤسسة ما زالت قائمة وقد" عشعش" الفساد فيها والامثلة كثيرة لمؤسسات بات الفساد فيها عنوانا واضحا .
رئيس الوزراء يعي تماما كواليس هذه القضية الغامضة، وبات الصندوق الأسود مفقودا للأكاديمية ، فلا ذريعة او حجة في إغلاقها ، ولا بد من تحرك نيابي وشعبي وحكومي فعّال لإعادة المياه لمجاريها لأكاديمية لا حول لها ولا قوة .
لافتا إلى أنه تم توجيه عدة خطابات لمجلس الوزراء والديوان الملكي لبحث الامر ، منوها أنه لم يتم الرد على تلك الخطابات حتى اللحظة ، والأمر معلّق بيد القضاء على ضوء شكاوى تقدمت بها الأكاديمية ، وما زالت الاكاديمية بين السماء والأرض ،ولم يُبتّ الأمر في شأنها ، وصاحب الضمير ذو النفوذ سيرى أن الأكاديمية "مظلومة" ومن الاجدر تواجدها في الخارطة الاكاديمية الأردنية ، وليس إلغاؤها من الخارطة ، "والماء يكذّب الغطاّس" .
المعطيات واضحة ، علما انه تم الكشف عن وجود خلل ما وتم محاسبة هؤلاء ، لكن لا يتعالج الامور بإغلاق كامل دون وجه حق وتشرد مئات من الموظفين ، لمجرد تصفية حسابات بين افراد - نتحفظّ عن ذكر تفاصيلها - ، فلماذا لا تغلق مؤسسة الغذاء والدواء نتيجة و لوجود فساد فيها ، وتلاعبها بشحنات تدخل الأردن دون وجه مشروع ، بالرغم من أن المواطن الأردني هو الضحية ، فأين عدالة الحق في حكومتك يا رئيس الوزراء؟!
وثائق تؤكد أحقيتها في ان تكون صرحا علميا شامخا في منطقة شفا بدران ، علما انها تأسست عام 1988باسم المعهد العربي للدراسات المصرفية ، وقد تحول المعهد إلى الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية عام 1996 ، واتخذت من عمان مقرا لها ، من خلال اتفاقية مع الحكومة آنذاك ، وتتمتع باستقلال مالي وإداري ، ولها فروع أو تمثيل في كل من دمشق والقاهرة وصنعاء ومسقط ، ووقعت عددا من الاتفاقيات مع عدد من الجامعات العربية والمؤسسات العلمية في البلاد العربية لإنشاء فروع لها في تلك الدول .
كما أنها منبثقة عن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية وهي مؤسسة عمل عربي مشترك غير ربحية تعمل ضمن سياسات وتوجهات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية .
والأسئلة التي ما زالت تشحذ عن إجابة ما السبب في إغلاقها؟ ولماذا رؤوس الفساد لهم كلمتهم امام الحق ؟ وهل تكافؤ الأكاديمية بإغلاقها؟!.وهل الحكومة قطعة شطرنج لشخص يأخذها للبحر ويرجع الحكومة عطشى ، والأكاديمة هي الضحية؟!
يتبع ...كواليس ساخنة