استبشرنا بدولة النسور حينما صدحت الإرادة الملكية بتعيينه على رأس الحكومة التنفيذية خيرا، من منطلق معارضة الرجل طيلة فترة جلوسه على كرسي النيابة تحت قبة مجلس النواب، ولكن الرجل ما إن وصل إلى سدة الحكم حتى بدأ حربه الشعواء على المواطن الأردني، فلم يبقي ولم يذر، حتى الربيع العربي الذي استبشر به المصلحون خيرا، استطاع دولته أن ينهي أحلام الحالمين بالانفراج أو الإصلاح، فكان خير معاول الهدم التي يمكن أن تستخدمها ماكينة النفوذ والتسلط في البلاد، لحصر التطلعات أو حتى الاهتمام بشيء من شؤون العامة، فحارب الناس باسم إنقاذ البلاد، بحنكة الرجل الوقور الحكيم.
واني إذ اسأل دولة الرئيس الوقور الحكيم، لم الوناة والصبر على حل مشكلة تحويلة طريق المريغة / معان، التي تتوالى عليها النعوش، ألا تشكل له ارق، أو حتى إحساس نبيل بالمسؤولية، ففي ليلة البارحة لفت الأكفان اثنان من أبناء المريغة، على هذه التحويلة المصنوعة بإرادة النسور، وتقصيره هو ووزيره الأمشق هلسة.
فمحمد وزاهر اللذان كانا على أعتاب التخرج من جامعة الحسين بن طلال، تُحصد أرواحهم بخطيئة التقصير والنكوث في القسم، الذي اقسمه دولته ووزيره يوم أدت الحكومة قسمها أمام جلالة الملك، فلم يقوم أي منهم بالواجب الموكول له في هذه المهمة على الوجه الذي يجب.
فإلى متى ستبقى تحويلة الموت في المريغة تفغر فاهها، وحكومة النسور تنظر عاجزة عن حل هذه المشكلة، التي هي اكبر خطرا على الشعب الأردني من خطر الموت القادم من الشرق، الذي يهدد المتخمين والفاسدين والمفسدين من العتاة والمتسلطين.
نهيب بدولة الرئيس أن يتحمل مسؤولياته هو وحكومته، في حل مشكلة تحويلة المريغة، فكفاها حصدا لأرواح الناس، ويكفيها نسيانا وإهمالا من قبل حكومة ما جاءت ببارقة خير على المواطن منذ اعتلت كراسي السلطة.
وأخيرا دولة الرئيس، إن لم تستطع حل مشكلة تحويلة بسيطة على الطريق الدولي في البلاد، فالقياس والنتيجة تدل على انك عاجز عن حل مشاكل اكبر تهم المواطن وتؤثر على الوطن، فبيتك أوسع لك من تلك البناية الكبيرة على الدوار الرابع، وأذكرك بالعبارة المشهورة لعمر بن الخطاب، حيث قال لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها.