تعاني كثير من مدارس البنات في الأردن من تعدٍ سافر من قبل قطعان الكلاب الضالة والجرذان القذرة على حرمات المدارس، وترويع الطالبات والمعلمات، والإيذاء اللفظي، ورمي الحجارة، والتهديد بالسكاكين، ودخول الغرف الصفية أحياناً، والقيام بحركات بذيئة وتصرفات مشينة يندى لها الجبين، وتأباها أخلاق البشر، ولا يرضاها صاحب ضمير لأي فتاة على الأرض، فكيف لبنات حيه ومدينته، وربما بنت جيرانه وبعض أقاربه؟!
إن هذه التصرفات القذرة، تهدد الطالبات والمعلمات، وتجعل البيئة المدرسية بيئة غير آمنة، لا تصلح للدراسة والتدريس، مما قد يضطر الطالبات والمعلمات في نهاية المطاف، وعندما يبلغ السيل الزبى للتوقف عن الدراسة احتجاجاً على الصمت المطبق من الجميع، وعدم مسارعتهم للتدخل لحل المشكلة وإعادة الأمن والطمأنينة إلى المدارس.
هل يعقل أن تبنى مدارس البنات وسط أو بجوار مدارس الذكور؟؟ ... هل يعقل أن تكون مداخل مدارس البنات وسط المناطق الحرفية التي يعمل فيها من هبَّ ودبَّ وبعضهم لا خلاق لهم؟؟ ... هل يعقل أن معظم مدارس الفترتين هي مدارس بنات؟؟
تتحمل مديريات التربية والتعليم المسؤولية الأولى والأهم في معالجة هذه الظاهرة المتزايدة، بضرورة إيجاد الحلول الجذرية التي تنهي المشكلة وتقضي عليها تماماً، بالاستعانة بوجهاء المناطق وكبارها وشيوخها ونوابها.
كما تتحمل مديريات الشرطة والمراكز الأمنية والحكام الإداريين المسؤولية بضرورة التواجد في المناطق الساخنة والإسراع إلى نجدة المدارس فور الشكوى، والضرب بيد من حديد على كل من يعتدي على حرمة المدارس ويهدد أمنها.
وأخيراً تتحمل الحكومة المسؤولية والبحث عن حلول وآليات للحفاظ على الطالبات والمعلمات بعيداً عن تعكير الأجواء، والترهيب، والتهديد، ومنها إعادة شرطة الآداب التي كانت فيما مضى رادعاً لذوي النفوس المريضة.
Mosa2x@yahoo.com