التداول الالكتروني في البورصة الأردنية

هناك ستة عشر شركة أردنية ترغب في إدراج التداول الإلكتروني ضمن التعاملات في سوق البورصة ، هذه الخطوة مهمة جداً في تطوير سوق الأوراق المالية وتحسين الأداء الاقتصادي العام لهذه الشركات ، حيث بإمكان كل بائع أو مشتري ممارسة عملية البيع والشراء وهو في بيته أو عمله من خلال حساب وكلمة سر له ، تمكنه من ذلك .
هذه العملية تحتاج إلى الكثير من التجهيزات الفنية والإدارية أو بعبارة أخرى ضرورة تهيئة متطلبات البنية التحتية في البورصة وفي الشركات لتفادي الأخطاء التشغيلية التي قد تنجم عن ممارسة هذه العملية على الانترنت . كما أن التطور التقني الذي يرافقه ظهور أساليب جديدة للتداول عبر الحاسب يتطلب الكثير من التغييرات التشريعية التي تمكن المستخدمين من إدارة محافظهم الاستثمارية عبر الانترنت . هذه العملية تزيد من التنافس بين المستثمرين وقد يؤدي ذلك إلى دخول البنوك والمؤسسات المالية والشركات نفسها إلى السوق ، وقد يكون الزبون محلي أو من الخارجي مقيم و غير مقيم ، وبالنهاية قد يكون المستفيد هو الاقتصاد الوطني وقد يكون في الوقت نفسه هو المتضرر ما لم يتم تهيئة المناخ العام للتداول بصورة آمنة من عمليات الاختراق أو القرصنة الإلكترونية Hacking.
التداول الإلكتروني يزيد من الرقعة الجغرافية لعملية التداول ويزيد من عدد المستفيدين ، كما قد تبرز أهمية استخدام عملية التوريق \" التسنيد \" Securitization الإلكتروني من قبل البنوك والمؤسسات المالية التي ترغب الاستفادة من ذلك في عملية منح القروض والتسهيلات الائتمانية على الطريقة الإسلامية ، ويتم ذلك من خلال استخدام أو قيام البنك بشراء أسهم الشركات المدرجة في السوق المالي بشكل يناسب قيمة القرض الممنوح ، وتترك الحرية للمقترض في بيع أو تأجيل بيع هذه الأسهم بغية تسييلها .
التداول الإلكتروني سيمكن الشركات وحتى المستثمرين من تنويع خطوط إنتاجها ، فقد يتحول السوق إلى الاستثمار بالأدوات المالية الأكثر تطوراً مثل الخيارات والمستقبليات ، كما قد يساعد ذلك على سرعة إنجاز سوق السندات وظهور بورصة خاصة بها في المستقبل .

التداول الإلكتروني يقضي وجود نماذج خاصة لتحسين عملية التداول من حيث زيادة السرعة والدقة في عملية التداول ، كما أن وجود رسوم خاصة على عملية التداول لصالح البورصات سيعطيها المزيد من الاستقلالية ويوفر لها الإيرادات المالية التي تصب في صالح تحسين بيئة الاستثمار في هذه البورصات .
الجامعات ممثلة بكليات إدارة الأعمال سيكون بمقدورها إنشاء أسواق للتداول في حرم الجامعات تخصص لطلاب الكلية فقط ، الهدف الأساسي منها التطبيق والتدريب العملي على مفهوم التداول ، وإدخال الطالب في مناخ الاستثمار والتداول تحت إشراف الأقسام المتخصصة في الكلية .

الدكتور إياد عبدالفتاح النسور
جامعة الخرج
Nsour_2005@yahoo.com