إن قناة الجزيرة التي كانت منبر من لا منير له قد انتهت وحلت محلها قناة الجزيرة التي تقف مع الظلم والتضليل وكتمان الحقائق ,كان ذلك بعد المصالحة التي تمت بين قطر وحكام مصر الجدد وبرعاية الدول التي أيدت الانقلاب في مصر وهذه المصالحة قد أنهت دور قناة الجزيرة المهني والحيادي في نقل الأحداث والحقائق, و التي كانت تنقل أصوات المستضعفين في بلاد العرب والمسلمين والسماح لهم بالتعبير عن مشاكلهم ومعاناتهم من خلالها قناة مباشر, أما الآن فلا يوجد قناة تلفزيونيه أو وسيله إعلاميه تنقل لنا معاناة المظلومين في أوطاننا العربية الذين لا حول لهم ولا قوه .
لقد ذكرنا في أكثر من مقال بأن قناة الجزيرة كانت استثناء عن القاعدة والتي تعني أن الإعلام العربي برمته قد اصطف إلى جانب تلميع الظالم والوقوف مع القتلة وتشويه صوره الضحية , ولكن في المقابل كانت قناة الجزيرة هي القناة العربية الوحيدة التي كانت متنفس للضعفاء والمظلومين, وكانت قناة الجزيرة مباشر مثال حي على ما نقول وأما الآن فلا نستطيع أن نشاهد أيه قناة إعلاميه عربيه لنرى مصداقية ما تقول وذلك يعد أن التحقت قناة الجزيرة إلى باقي الإعلام العربي الكاذب والمنافق .
ومن يتابع الإعلام العربي من كافه الوسائل يرى بوضوح أن هناك من يسيطر على الأمر ولم يعد بمقدور الفضائية أو القناة التي تبث أخبارها تملك الحرية التي كانت تملكها سابقا وحتى القنوات التي تبث من خارج الوطن العربي مثل قناة (الحوار) التي تبث من بريطانيا وكذلك الحال لفضائيه( المستقلة ) وكأن الموضوع هو تغيير كامل لأي هجوم أو انتقاد للطغاة والظالمين والقتلة وبالتالي تلميع لصورهم وحماية لدورهم الواضح في خدمه الأعداء .
لقد كنا في السابق وبالتحديد قبل الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وحتى في أيام حسني مبارك كانت هناك مساحه للحرية , فكان هناك الرأي والرأي الآخر وكان المفوه عبد الحليم قنديل يهاجم حسني مبارك من على قناة الجزيرة فيما يسمر ( بالاتجاه المعاكس ) وكذلك المتصنع إبراهيم عيسى ومصطفى بكري وغيرهم ممن أشبعونا كلام وثرثرة, وفي الوقت الحاضر الكل يمجد شخص واحد جعلوه نبيا مرسل من السماء , كما قالها سعد الهلالي الذي كشف القناع عن وجهه الحقيقي والذي هو بعيد كل البعد عن الدين والاستلام .
نحن نعيش الآن في مرحله خطيرة وهي التظليل والخداع وقلب الحقائق, وغياب قناة الجزيرة والتحاقها بالإعلام العربي الموحد, والمنفذ للأوامر وابتعادها عن المشهد, جعلنا أمام إعلام كاذب بعيد عن الصدق والحقيقة والمهنية في نقل الأحداث والأخبار.
ونترك الأمر لله عز وجل ليدبر الأمور وهو من أحسن التدبير .