إمّا أن تكون مسلما، أوْ لا تكون.. لا منطقة وسطى، ولا رمادية، في معادلة الإيمان والعقيدة والهوية!! ولا مجالَ لإمساك العصا من الوسط!!
دعونا من التنظير الفارغ، والموضوعية المنافقة، والكلام (المُلغوص)، والعقلانية المَقيتة، و(التخبيص) المتفلسف!!
لنعترف أن طريقة التعاطي مع الأحداث، تجنح بعيدا عن المنطق والموضوعية والعقل، وأن العقل والمنطق والموضوعية، في نقيضها تماما!! وليكن معلوما أنّ ما يحاوله البعض مِن تحذلق، لا يأتي مِن موقع الدّراية والخبرة، بقدر ما يأتي مِن وقع الضعف، والتزعزع، وفقدان الثقة، والوَهم، بأن مثل هذا المنطق المتسامح(المنبطح)، يمكنه أن يرفع عن الأمة ومشروعها بعضا من الأثقال، التي أُلقيت عليها!!!
الغرب الصليبي، والشرق المشرك الملحد، في صعيد العداء الأبدي مِن رسالات السماء ، ووارثها الشرعي الوحيد النبي الخاتم -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه.. حقيقةٌ ثابتة لا سبيل لنُكرانها، إلا إذا أردنا أن نكفر بالنّص صراحة، ونَرُدّ الهدى إلى الله:{ولا يزالون يقاتلونكم}(صليبيين ومشركين){ حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}!!
فلا تسمَعَنّ شيخا، ولا عالما، يُطلّ من شُرفة سلطان الجَورِ، ثم يفلسفُ لك الأمور، ويُقلّبها على رماد نِفاقه، ويقول لك: إن النّص حَمّال وجوه، وأولوا العلم أرى بتأويله، فالنص محكم قطعي الدلالة، واضح اللغة، صريح البيان، وهو كافٍ لدفعِ كلّ مخلص أن يقوم لمثل هذا الأمام، فيربط يديه خلف ظهره بعمامته، ويدسّ ما فَضَلَ منها بفمه الآثم، كي لا يفتن البسطاء بالكذب على الله ورسوله!!!
الغرب الشرق ناصب هذا الدين وأتباعه العداء، منذ فجر الرسالة، وخاض معه المخلصون من أهل الإسلام جولات وجولات، انتصروا ببعضها، فقدّموا للعالم دِينا وخلقا، وحضارة ورقيّا، وعلما وفنّا، وإنصافا وعدلا، وغلب أولئك في جولات، فقدموا للتاريخ أخسّ ما فيه من أنانية وهبوط، وانحدار في معايير الإنسانية والقيم والأخلاق، والتعامل: جورا، وظلما وعدوانا، وسرقة وقرصنة ولصوصيّة بكل ما للكلمات من معنى!!
الغرب والشرق منذ (150)سنة، استباح ديار العروبة والإسلام: خيراتها.. أهلها.. دينها..هويتها..ثرواتها،عقلها.. فقتل الملايين، ولا يزال يقتل، سلب الثروات بآلاف المليارات، ولا يزال ينهب، واغتصب الأرض والمقدسات، ومازال يغتصب، ويُثبّت المغتصبين، وتحكّم في سياسياتنا الداخلية والخارجية، ولا يزال يتحكم، ونصّب علينا الحكّام بعد خروجه -مكرها بثورات الشعوب الحرّة- كنوّاب وممثّلين لسياساته، في وِلاياته الخاضعة لإرادته وقراراته، والمؤتمرة بأمره، ولا يُنكر هذه الحقيقة إلا كذاب، ومنافق أشِرٌ!!!
وكلمّا قامت جماعة مِن أتباع الهُدى، لتعيدَ الأمور إلى نصابها، وتسترد حريّتها، وتمتلك إرادتها، وتحتكم لعقيدتها وتنسجم مع هويتها، تَسلّطوا عليها، وعاجلوها بالعدوان، أو انتدبوا مِن بني جلدتها مَن يحطمها، ويُنكّل بها قتلا وسجنا وتشريدا!!!
يقتلوننا.. ينهبوننا.. يقهروننا.. يسخرون من ديننا ونبيّنا، ثم تحصلُ ردة فعلٍ ضدّهم -هنا أو هناك- فيُقتلُ من مواطنيهم آحاد أو أكثر بقليل، فإذا الدنيا تثور، وتدق طبول الحرب، تُعلن الحرب على الإرهاب المزعوم، وتُوجّه الدّعوات لحكام الولايات التابعة، للتظاهر والاستنكار، فتُلبّي وتطير على جناح السرعة، وما هذا منهم برشيد!!!
ليس هذا منصفا، ولا ينبغي إقراره أو التواطؤ معه، ولا دعمه بأي صورة من الصور، ومهما كلّف من ثمن!!
كيف نسير في مسيرة تُدين الإسلام، وتُرفع فيها ذات الصور المسيئة لنبيّه، جنبا إلى جنب مع القتلة والمجرمين، الذين قَتلوا الصحافة والطفولة، والشيوخ، والنساء، والطير والحيوان، والبشر والحجر؟!!
مَن الذي أباح التظاهر ضد الإسلام ودعما لأعدائه، وهو بالأمس يُحرم التجمهر، ولو لدعم الأيتام والمشردين في غزة وسوريا والعراق؟!!
أين العالم مِن إرهاب فرنسا في الجزائر،وإيطاليا في ليبيا، وألمانيا في أوروبا الشرقية، وأمريكا ضد الهنود والأفغان والعراق واليابان.. ومأساة الروهينقيا، وجنوب أفريقيا، حيث والحرق والسّلق، وما الصهاينة في غزة وفلسطين منّا ببعيد!!
لن نؤمن بهذا الكذب، فليس ما يتظاهرون ضدَّهُ إرهابا، إنما هو الإسلام نفسه، ممثلا بكل مَن يحمل لواءه: مِن حَماس إلى الإخوان إلى التَّبليغ إلى صُلحاء السّلفية، إلى مَنْ هم دونهم قُربا أو بعدا، ما داموا يُريدون استقلالية وحرية وسيادة!!!
بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- ودينه، لا ترتقبوا من مسلم سلاما، ولا تتوهموا أنكم بهذا الاحتشاد ستختطفون وعيَ الشعوب المسلمة، وتُرعبونها، بل أنتم تُعجّلون بالتآم شملها، وترميمها حالها، وتوحيد صفها، وتعظيم تيارها، في موجة كاسحة -لا بد قادمة- ستترك ما ستأتي عليه، من أوهامكم قاعا صفصفاً.
انكشف الغطاء، وبانت الحقائق، ولا ينفعُ الاعتذار لمن قد يعتذر، ولا الانسحاب لمن انسحب فعلا(المغرب) من مهزلة الإدانة للأمة: دينا وتاريخا ونُبُوّه!!!
ما ثمّة إرهاب ولا طغيان ولا ظلاميّة، ولا سقوط إلا ذلك المتجسد المحتشد في مسيرة باريس، وبعد تقرير هذه الحقيقة يمكن مناقشة مفهوم الإرهاب وتحرير مصطلحه، فلا تلتمسوا الأعذار، فقد حصحص الحق، واستبان السبيل، فهل ينطق العلماء؟!
أفتى سلمان العودة في المسألة، وغرّد، فهل نسمع لغيره فتوى، ونرى لهم موقفا وتغريدا؟!!
أما نحن المسلمين فلن ننتظر أحدا .. فالتاريخ لا ينسى، والشعوب لا تغفر، والأقدار لا تتخلّف!!!!