زاد الاردن الاخباري -
يثير إصرار الحكومة على عدم تدخلها في الانتخابات النيابية ودعم أشخاص بعينهم مخاوف الكثيرين من المرشحين ، إذ كان عدد لا بأس به في وقت سابق يتكئون على عصا الحكومة للتسلق والوصول إلى مجلس النواب.
رئيس الحكومة سمير الرفاعي صعب ميدانيا على الكثيرين من منتظري الضوء الأخضر لترشحهم ، حتى بلغ القول في الرئيس أن الحكومة مصابة بـ"عمى ألوان" تأكيداً على أنها لن تتدخل بالمطلق ولن تعقد صفقات ولن تدخل لعبة المساومات.
ويُلاحظ في الشارع السياسي أن الحراك الانتخابي لم يبدأ بعد بشكله القوي ، فيما يربط مراقبون أن التأخر في الاعلان عن الترشح للانتخابات مرده "دربكة" في ذهن المرشح ومن أسبابها اعتياد البعض على "نحنحة" حكومية لدفعه الى الترشح.
ويقول النائب السابق بسام حدادين أن حديث رئيس الوزراء في هذا الاتجاه يأتي لان هنالك تراثا انتخابيا فيه من الالوان ، ويضيف "المرشحون الذين تعودوا على الاضواء يربكهم عدم وجودها وفقدانها والحديث عن زوالها ، وانا اعرف حالات لا تزال تضع يدها على خدها وتجلس جانب الهاتف منتظرة اتصالا".
وزاد حدادين "اعتقد ان الحكومة معنية تحديدا في تخطي مسألة الانتخابات بنجاح كون رئيس الوزراء يحضر نفسه إلى البقاء في الدوار الرابع بعد اجتياز هذه المرحلة ، ليقبل على ثقة مجلس النواب وهو على رأس تشكيلة جديدة من فريق الوزراء".
ويتابع "والرئيس يمسك في تلابيب الموقف وواضع الامر تحت بصره ورقابته ولم يترك تفاصيل الامور حتى اللحظة بلا متابعة ، وأنا آمل ان تستمر الحكومة على نفس الموقف وتظل مصابة بعمى الالون ويبقى الرهان على هذا الامر".
وختم حدادين حديثه بالقول "اعتقد ان الادارة السياسية تفكر جيدا في آلية تنظيم العلاقة بين الاغلبية البرلمانية والحكومية مما يعني أن لا يكون رئيس مجلس النواب طرفا ولاعبا مستقلا عن التوجهات الرسمية التي تمثلها الاغلبية".
من جهته يرى استاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الرواشدة أن ما يدفع رئيس الوزراء للحديث وبشكل صريح عن الأضواء الافرازات التي نتجت عن انتخابات مجلس النواب السابق (2007) حيث لمسنا ان اكثر من 60 70% - من النواب اخفقوا في القيام بأعمالهم وان المال السياسي قد لعب دورا في افرازه وتغاضي الحكومة عن بعض اخطائهم ابان ترشحهم للانتخابات.
وبين الرواشدة "لذا خرج مجلس نواب غالبيته من المتعهدين والباحثين عن المصالح الشخصية ، وركزوا على المنافع الشخصية والامتيازات التي تجلبها عضوية النواب".
ولا يعتقد الرواشدة أن الخوف من التزوير العلني أو دعم المرشح بأصوات داخل الصناديق ولكن يبقى الهاجس في بعض الاختراقات والتجاوزات على القانون ، وأضاف "نعتقد ان الانتخابات ستكون نزيهة حسب القراءات الاولية للمشهد وتأكيدات رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير التنمية السياسية.
ويبين الرواشدة أن السبب في عدم اعلان البعض عن ترشحه يتعلق بمراقبة الساحة ، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة الاعلان والحمى الانتخابية مع شهر رمضان المبارك.
عمان - الدستور - وائل الجرايشة