زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - يبكي حاله ، ينتظر إلى صورة نجله البكر الذي قضى برصاصة خلال قيامه برحلة مدرسية إلى جامعة الحسين بن طلال في محافظة معان ، إلا أن القدر انتقاه ليكون طيرا من طيور الجنة ، يواصل الليل بالنهار في التفكير بحال عائلته بعد أن رحل "أنس" عن الدنيا بلا سابق إنذار وما زالت العائلة تبحث عن الجاني ، بالرغم من أن القضية "محنطة" ولا يوجد من يحركها من سكونها.
"أنس الشاعر" .. خرج من منزله إلى مدرسته ، وشاءت الاقدار التي تحدث مشاجرة ساخنة في حرم جامعة الحسين بن طلال ، بعد ان اصطحبته المدرسة لغايات علمية دون علم والديه، إلا أن الرصاصة اخترقت رأسه ، وكانت هنا بداية القصة ..
القصة مفجعة ، وفقدان الوالدين لفلذة كبدهما فجيعة كبرى ، وما زال "أبو أنس" ينادي بحسرة المكلوم ، وألم الفجيعة على أصحاب الضمير لينقذوه من "كابوس" داهم حياتهم ، فأنس رحل ، ورحلت السعادة من المنزل ، والجاني "مجهول" .
هنا وهناك على أعتاب الذكريات تجد هذا الأب يهرول لدى الجهات المعنية يتعقب قاتل نجله أنس والبالغ (16) عاما ، ولم يترك بابا إلا وطرقه وصور أنس بيديه ، يبكي وزوجته ذكريات ابنهما المجتهد ، الخلوق ، الطموح ، فدم ابنهما ذهب هدرا .
الجهات الحكومية لم تصغ إلى "أبو أنس" ، ولم تتعقب الكاميرات والذي تم إخفاؤها في الجامعة خلال الحادثة، بحسب "أبو أنس" ، حتى أن "أنس " بقي ينزف لساعات في سيارة الإسعاف ولم يتم نقله إلى مستشفى قريب ، ولم يتم إعطاؤه وحدات دم تساعده على الحياة ، فمات أنس وترك والديه ينزفان جرح فقدانه .
"أبو أنس" يروي قصة دامية لـ"زاد الأردن" ، باكيا ، يصرخ أين حق أبني، وقال " لم أترك مكاننا إلا ذهبته بحثا عن حق ابني ، تخلو عني ، تركوني وحديا حتى ان النواب لم يتابعوا قضيتي ، والجهات الحكومية تملصت عن الحق ، أنا بحاجة من يسمع صوتي".
القصة عنوانها ، الحسرة ، ولغزها بيد القضاء ، ووالدته ، لا تزال تشكو الله في هؤلاء الذين تنصلوا عن الحق ، وابتعدوا عن الضمير ، فتركوا منزلهم في محافظة معان ، ورحلوا إلى إربد، فالأم أصابتها حالة نفسية ، فمعان تذكرها بمقتل نجلها "أنس" ، ، فارتأت أن تعيش في منزل أهلها ، بين مطرقة ذكريات أنس ، وسندان دمه المهدور .
ونتيجة لابتعادهم الطويل عن المنزل في معان ، فقد تم سرقة المنزل وحرقه ، ولم يتبق لهم شيئا في معان إلا نزف دم "أنس"، وما زالت السرقة ضد "مجهول"، وما زالت حياتهما معلقة بين السماء والارض ، فلا منزل يأويهم ، بل باتوا يعاركون ضنك الحياة بسلاح الصبر .
"أبو أنس" بكى مرارا على الهاتف ، وصاح بأعلى صوته ، أريد مقابلة جلالته فهو ناصر المظلوم ، وزاد " من شان الله لا تتخلوا عني ، والله بموت مليون مرة ، حطوا حالكم مكاني "، علما انه ذهب إلى محافظ معان وإربد للوقوف على حاله ، وطرق باب الداخلية مرارا دون جدوى .
"أبو أنس" يريد منزلا يأويه في إربد بعيدا عن ذكريات معان حيث فقدان والدهما ، وعائلته ، ويريد إظهار الحق في مقتل ابنه ، فجميع من تبنى القضية تخلوا عنه ، وزاد "ه نالك متنفذ يريد إخفاء الحقيقة ، لماذا لا يتم معاقبته ، أن الفقير إلى الله ولم ينظرون إلي ".
ومن منبر "زاد الأردن" نطالب محافظ إربد ، والديوان الملكي ، النظر بحاله بعين الرأفة فحالته تبكي الصخر وإن لم يشعر ، فكيف لضمائر أردنية ، عنوانها الإنسانية.
وكانت "زاد الأردن" قد نشرت تفاصيل حادثة أنس في وقت سابق بالرغم من التحدث بها مرارا عبر وسال الإعلام إلا أنه "لا حياة لمن ينادي" ، إلا ان دموع أبو أنس الرجل الذي يبكي حاله ، جعلت من ضميرنا أن ننقلها مرة أخرى... لقراءة التفاصيل "أنقر هنا"..