أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
برشلونة يضرب الريال بخماسية ويتوج بكأس السوبر الإسباني بالسعودية الاردن .. سجن شاب سلم عنصر المكافحة حبوباً مخدرة تشييع جثمان الملازم طالب عبد الوالي ارتفاع عدد الأطفال الذين يرتدون النظارات الطبية في الأردن البكار : دراسة الحالات الفردية للمنشآت التي تثبت نقص العمالة غير الأردنية لديها تأجيل زيارة وفد اقتصادي أردني مشترك إلى دمشق دعوة نيابية لاجتماع عاجل حول تعرفة المياه الجديدة اجتماع حكومي لبحث تطوير المعابر الحدودية في مربعانية الشتاء .. المملكة تسجل درجات حرارة أعلى من معدلاتها العامة " الأربعاء والخميس" الاسترليني يتراجع ويقترب من الانخفاض تحت حاجز 1.22 دولار انتشال جثامين 16 شهيدا في جنوب لبنان بلدية إربد والأونروا تبحثان أوجه التعاون المشترك الدكتور الطراونة يحذر من مضار التدخين السلبي على الجسم وزير الخارجية البريطاني يؤكد دعم بلاده لاستقرار سوريا البيان الختامي لاجتماع الرياض الوزاري بشأن سوريا اجتماع حكومي لإيجاد حلول حول أسعار الدواجن بالأردن الأردن يصدر 2600 طن من الخضار والفواكه إلى سورية في 40 يومًا الصناعة: تصدير المنتجات الأردنية لسورية بتعرفة جمركية صفر الصفدي في الرياض: أهمية تهيئة ظروف عودة اللاجئين السوريين لوطنهم عطية يطالب الحكومة باستثناء أبناء غزة من تصاريح العمل
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المقاومة والواقعية السياسية

المقاومة والواقعية السياسية

30-01-2015 12:14 AM

منذُ أكثر من ثلاثةِ عقود ونحن نسمع دومًا من يحدثنا عن حتمية وضرورة الواقعية الدولية، والمتغيرات الّتي طرأت على العالم، وضرورة التعامل مع هذه الواقعية، وخاصة في العرف المقاوم، أو ما يتعلق بالمقاومة فمثلًا قالوا: أن العالم لَم يعد يستوعب العمل المقاوم الخارجي لأنه لا ضرورة له بعد، وأن مرحتله قد انتهت وأهدافه قد تحققت، وعليه عاقبت الجبهة الشعبية وديع حداد، وأوقفت فتح وقوى المقاومة الفلسطينيَّة والعربيَّة كلَّ أنواع المقاومة الخارجيه، فسلمنا بالأمر ولكن الواقعية لَم تمنع " إسرائيل" من اغتيال الدكتور وديع حداد، وفتحي الشقاقي الأمين العام للجهاد الإسلامي، والمبحوح المسؤول البارز في كتائب عز الدين القسام، وملاحقة قادة حزب الله البناني من عماد مغنيه وابنه جهاد وبعض القادة الآخرين، كما أنّها لَم تمنع تلويح " إسرائيل" باغتيال كلِّ من يثبت أنه خلف العمليات المستهدفه لها أو لأمنها، كما أن واقعيتنا السياسيَّة منحتنا حرية تعديل برنامج منظمة التحرير الفلسطينيَّة، الّتي اعترفت وأقرت البرنامج المرحليِّ عام 1974 والذي يعترف بالكيان الإسرائيليِّ، وحل الدولتين، في الوقت الذي لَم يجيز هذه الواقعيه لـ"إسرائيل" الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطينيِّ، وبدوله فلسطينيَّة مستقله وعاصمتها القدس، كما لَم تجيز لـ" إسرائيل" الإنسحاب من لبنان، ووقف اعتداءاتها على الدول العربيَّة يمنى وشمالا، وأجازت الواقعية السياسيَّة لقيادة منظمة التحرير نبذ العنف والإرهاب، وتعديل بنود الميثاق الوطنيِّ الفلسطينيِّ، والتخلي فعليًا وعمليًا عن مفهوم المقاومه بعدما تساوقت مع العالم بأنه ارهاب، ولَم تجيز لـ"إسرائيل" أن تتخلى عن مذابحها وهجماتها ضد أبناء شعبنا الفلسطينيِّ الأعزل، وضد سيادة الدول العربيَّة، كما أن واقعيتنا السياسيَّة أجازت لنا أن نرفع شعار المقاومة السلميه، في الوقت الذي لَم تجيز واقعية الكيان له أن يقاومنا بالورود من الطائرات والصواريخ، بل واقعيته أن يقتلنا ويغتال قادتنا، وينشر الأمراض بسموم مواده في أجسادنا.
الواقعيه السياسيَّه هي الشعار الذي خُلق لنا من قادتنا لتبرير انهزاميه لَم يشهد لها العالم القديم أو الحديث، وسلخ الثورة الفلسطينيَّة عن أصول انطلاقها من ثورة تحرريه لثورة تساوميه تساوقيه مع انهزامية الأنظمة العربيَّه الرسميَّة، بما أنّها منحت العالم أن يقابل واقعيتنا بإدراج كلِّ قوى وفصائل المقاومة الوطنية الفلسطينيَّة والعربيَّة على قوائم الإرهاب، رغم أن هذه القوى لا تقاتل خارج حدود الأراضيِّ المحتله... ولكن يبقى لنا سؤال، هل واقعية ومتغيرات العالم في القرن الواحد والعشرين لا تبيح أو تستبيح أن تمنح الشعب الفلسطينيِّ حقوقه المسلوبه بدولة يعيش فيها، كما شعوب العالم أجمع، ألَّا تبيح له هذه الواقعيه فرضية أنه الشعب الأوحد في العالم وعلى ظهر البسيطة لا يزال يواجه احتلال، وقمع، وتشريد، ألَّا تبيح هذه الواقعيه رفع الخيمه عن ظهر شعب لا زال يسيح في اصقاع التشرد منذ أكثر من نصف قرن؟
بكلِّ تأكيد فإن الواقعيه الدوليَّة وما تستند إليه من مرتكزات هو التفسير الأقرب لللامنطقيه الّتي رسخناها نحن في ذهن أجيال، وأدبيات ثورة أصبح أكبر حلمها سلطه حكم ذاتي ومسميات سلطويه تسترزق من نتائجها، وتمنح رجال الاستثمار الوطنيِّ ما يملأ أرصدتهم، ويرضي شهية الغرب الاستعماريه، والحصول على شهادة حسن سير وسلوك منه.
إن الواقعيه الّتي تفرض على شعوب أن تحمل الورود وتقاتل بأشواكها لإنتزاع حقوقها، هي تلك الواقعيه الّتي منحت هذا المنطق من الاستفراد بالشعب الفلسطينيِّ، وملاحقة قوى المقاومة العربيَّة واستباحت مقاتليها وقادتها، وهي ذات الواقعيه الّتي دفعت الدول العربيَّة ثمنها باهظًا باستباحة دولها المركزية وبث الفوضى فيها، وإعادة احتلال أفغانستان والعراق، وتحول الجندي الأمريكيَّ والطيران الغربيِّ لإبن بطوطه، يشد الرحال في البقاع أينما حاول اكتشاف جديد لشراهته في القتل والظلم والقهر.
إذن فنحن من تبنينا الواقعيه وفرضنا طقوسها، وتعريفاتها لتبيح لنا هذه الواقعيه مزيدًا من الإذلال والخضوع، وتمنح عدونا مزيدًا من العنجهية والتفرد والقتل، والتدمير.
فالواقعيه الوحيدة الّتي لابد وأن يؤمن بها من يقاتل من أجل حقوق هي واقعية المقاومة الحقيقية، المستندة على إرادة التحرير والكرامة فقط.
د. سامي الأخرس
samiakras@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع