زاد الاردن الاخباري -
احمد عريقات - فجأة وبدون سابق انذار امتلاءت شوارعنا بلوحات إعلانية وبأحجام مختلفة تحتوى على صورة تمثل مراحل متعددة من حياة الفرد في الاسرة ، صور من غرفة الولادة في المستشفى واخرى أخذت من غرفة المعيشة ( هكذا يسمونها ) ، وكل هذه اللوحات تدعوا إلى أن نعدل بين ابنائنا ،نحن الاردنيين المسلمين والمسيحيين يريدون أن يعلمونا بأن نعدل بين ابنائنا ونحن مجتمع اصبحت فيه نسبة الفتيات المتعلمات تعادل الشباب سواء على مقاعد الدراسةفي المراحل الاساسية والثانوية أو الجامعية ، والذين وضعوا هذه اللوحات سواء المؤسسات الداعمة لها أو الراعية كما تسمى هذه الايام لم يحددوا لنا أن نعدل بماذا هل نعدل بالمصروف الذي نعطيه لأولادنا أم نعدل في اللغة المستخدمة بينهم أم نعدل باسلوب العقاب معهم أم نعدل بكيفية لبسهم (هل نلبس الفتيات لباس الصبيان ) ونقول لأنفسنا أن أولادنا متساوون ونحن عادلون أم نعدل معهم في انواع الاجهزة الخلوية التي نشتريها لهم أم نعدل بينهم في بعدد ساعات الجلوس أمام اجهزة الكمبيوتر أم نعدل بينهم في انواع المطاعم ذات الوجبات الخاصة التي نرسلهم اليها أم نعدل بينهم في عدد ساعات العمل الغير قانوني الذي نجبرهم على ممارسته لأجل أن نسد جوعهم وجوعنا أم نعدل بينهم في الاماكن التي نوقفهم بها أمام اشارات المرور كي يجمعوا ثمن وجبة العشاء ، أم نعدل بين ابنائنا في ساعات عودتهم للمنزل مساءً وكيف سنعدل بين ابنائنا ونحن نشاهد الواسطة والمحسوبية والاشخاص الذين ينزلون بالبراشوت على مقاعد من حرير ليكونوا موظفين كبار في حكومة دخلت للحكم من باب دبي كابيتل واخواتها ، سأعدل بين ابنائي في الاجابة وستكون اجابة واحدة عندما يسألونني لماذا يا أبي تعمل في الاربعة وعشرين ساعة عشرون ساعة ولازلت كما أنت منذ أن ولدتنا أمننا في غرفة نومكم وليس في المستشفى ، ولماذا لايوجد عندنا طقم كنابيات كما هو في الصورة المرفقة مع الاعلان ، ولماذا يا أبي الناس الذين في صورة الاعلان يظهر عليهم العز ومش مبهدلين زينا ، ولماذا ياأبي وضعوا مثل هذه الاعلانات هل أنتم أهل ظالمين أم أن الزمن هو الظالم لنا ولكم ..واجابتي لهم هي: أن الله هو موزع الرزق وليس الحكومة ،كل ما سبق يهدف إلى أن نعدل بين ابنائنا... في ماذا نعدل ؟ الرسالة غير مكتملة الهدف وهي تسير على قاعدة التعامل الحكومي مع المواطن ، التي تقول ( نستخدم الجمل الكبيرة والمصطلحات الكبيرة ونترك للمواطن أن يخمن المقصود منها ) أي كما تلعب الحكومة باللغة يلعب هؤلاء باللغة ، وبالتالي كان الأجدر أن توجه الرسالة للحكومة بدلا من المواطن ويكون عنوانها (إعدلوا بين مواطنيكم ) لأن العدل أساس الحكم