أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
في موكب جنائزي مهيب .. رئيس جامعة مؤتة وحشد من العاملين يشاركون بتشييع جثمان الزعبي ملك إسبانيا يصل للأردن الآلاف يتظاهرون في لندن دعما لغزة بعد عام على بدء الحرب انطلاق مباريات الأسبوع الرابع بدوري الدرجة الأولى غدا بالأسماء .. فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في الشمال غدا بدء تقديم طلبات القبول الموحد لمرحلة التجسير جامعة مؤتة : مقتل الزعبي خارج النطاق الاكاديمي فقدان الاتصال مع الزعيم المحتمل لحزب الله منذ الجمعة ماكرون يدعو إلى الكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للحرب في غزة المستشفى الميداني الأردني غزة 79 يوزع مساعدات غذائية على أهالي القطاع مجلس الوزراء يقرر تعيين خالد الدُّغمي رئيساً لديوان التَّشريع والرَّأي تراجع الإسترليني امام الدولار وارتفاعه مقابل اليورو جولات الترخيص المتنقل خلال تشرين الأول الجاري (تفاصيل) إصابات وإخلاء محاصرين بحريق في شارع مكة الرئيس السوري: ردّ إيران على إسرائيل كان "قويا" ولقّنها "درسا" الفيصلي يطالب بتحكيم اجنبي لمواجهة الحسين خبير عسكري: حزب الله صنّع وطور المسيرات لتقوم بغارات مدمرة في "الألتميت" نيمار الأغلى .. إليكم التفاصيل "الشؤون الفلسطينية" تناقش أبرز احتياجات المخيمات أردني يرسب بفحص القيادة 20 مرة
الصفحة الرئيسية أردنيات مواكب الخريجين فرح محفوف بالمخاطر وازعاج للاخرين

مواكب الخريجين فرح محفوف بالمخاطر وازعاج للاخرين

23-07-2010 11:20 AM

زاد الاردن الاخباري -

من بشار الحنيطي واخلاص القاضي- بات من المألوف ان نشاهد في مثل هذا الوقت من السنة مواكب سيارات الخريجين التي تقل الطلبة وهم يرتدون اثواب التخرج ويزينون سياراتهم وقد اخرجوا اجسادهم منها غير مكترثين بمخاطر الحوادث جراء ذلك .

متخصصون في علمي النفس والاجتماع وصفوا مواكب الخريجين وغيرها من المواكب وما يرافقها من ازعاج يقض مضاجع المواطنين بالظاهرة غير الحضارية التي تعكس سلوكا جمعيا يستند في مضامينه الى التقليد والمحاكاة والمجاراة واعادة مشاهد اضحت حاضرة في الذاكرة في كل موسم تخرّج لتتحول مع الوقت لعرف وعادة يعتقد الناس انها الانسب للتعبير عن الفرح.

يقول مدير ادارة السير المركزية العميد عدنان فريح ان معظم هذه المواكب يصاحبها ازعاج ومخالفات تشكل ظاهرة سلبية بعيدة عن ثقافة المجتمع الاردني واصفا اياها بالمظهر غير الحضاري للتعبير عن الفرح.

ويضيف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) اصبح من المألوف خاصة في موسم الصيف الذي يتزامن وتخريج الطلبة من الجامعات مشاهدة مواكب السيارات التي تقل خريجين ’من بينهم من يخرج رأسه وجسده من نوافذها ليعبر عن فرحته بالتخرج وسط سرعة في القيادة تستهتر بارواح الناس.

ويبين ان العام الماضي شهد تحرير 1373 مخالفة بحق مركبات تسير بمواكب افراح وتسبب اعاقة في حركة السير من بينها 331 مخالفة بحق مخالفين اخرجوا جزءا من اجسامهم من المركبة اثناء سيرها في المواكب.

ويشير العميد فريح الى ان معظم الدراسات تظهر ان 60 الى 80 بالمئة من الحوادث تعود اسبابها الى اخطاء بشرية نتيجة تصرفات وسلوكيات صادرة عن سائقين على الرغم من الاجراءات المشددة التي تقوم بها ادارة السير تجاه المخالفين ومنها حجز المركبة وسحب الرخص ولا سيما اذا شكلت المخالفة تهديدا لحياة المواطنين.

ويوضح انه وبموجب قانون السير رقم 49 لعام 2008 يعاقب بغرامة مقدارها ثلاثون دينارا كل من يرتكب مخالفة المسير على شكل مواكب تؤدي الى اعاقة حركة السير او خروج جزء من اجسام الركاب من تلك المركبة اثناء سيرها او عدم تقيدها بالسير على المسرب الايمن كما يعاقب السائق بمخالفة استعمال المنبه او النغمات الموسيقية او مكبرات الصوت بصورة مزعجة بغرامة مقدارها عشرون دينارا.

وبموجب القانون كذلك ووفقا للعميد فريح يعاقب السائق على مخالفة استعمال اجهزة التسجيلات الصوتية داخل المركبة بشكل يتنافى والاخلاق او يسبب الضوضاء والازعاج بغرامة مقدارها عشرون دينارا.

ويقول المتخصص في طب النفس الارشادي الدكتور نايف الطعاني ان هذه المواكب وما تمثله من مظهر غير حضاري يعكس سلوكا جمعيا يستند في مضامينه الى التقليد والمحاكاة والمجاراة واعادة مشاهد اضحت حاضرة في الذاكرة في كل موسم تخرج وتحولت مع الوقت لعرف وعادة يعتقد الناس انها الانسب للتعبير عن الفرح .

ويضيف : اننا دون ان ندري ربما ننتقد موكبا مر من امام منزلنا وسبب لنا الازعاج , ثم نقوم بتصرف مشابه في مناسبات مختلفة كالتخريج او الزفاف وغيرها دون ان ندري لماذا , ما يفسر اننا نلحق السلوك الجمعي .

ويوضح ان ( الزامور ) وضعته الشركات الصانعة للسيارات للتنبيه من خطورة ما وليس للاعلان عن مظاهر الفرح عبر الضغط المستمر عليه الامر الذي يثير القلق ويفقد الناس سيطرتهم على اعصابهم .

ويبين ان هذا الامر يحوّل مواكب الخريجين الى عادة خاطئة تستثير مشاعر الغضب جراء الانزعاج من الاصوات العالية الصادرة عنها سواء من (الزامور) او من الصراخ الناجم عن ابتهاج مستقلي سيارات تلك المواكب .

ويشير الى ان الازعاج لهذا الموسم الصيفي لم يقتصر على مواكب الخريجين او مواكب الاعراس بل ان مواطنين اشتكوا من مواكب كانت تجوب الشوارع مشجعة فرق (مونديال ) 2010 الذي انتهى في الحادي عشر من الشهر الجاري وشكلت مصدرا للتوتر والازعاج والاستفزاز .

ويحذر الدكتور الطعاني قبيل الاعلان عن نتائج الثانوية العامة من ان تلك المواكب تشكل استفزازا للاسر التي لم يحالف الحظ ابناءها بالنجاح مشيرا الى اهمية احترام مشاعر تلك العائلات من خلال السلوك العقلاني في التعبير عن الفرح .

ويقول ان تلك المواكب التي تحوّل الشوارع الى كرنفالات مؤرقة تشكل اختراقا لخصوصية الناس واعتداء على الشوارع العامة تضاف الى جملة الازعاجات التي يعاني منها المواطنون جراء سماعهم لاصوات مختلفة ناجمة عن البائعين المتجولين وغيرهم , فضلا عما ينجم عنها من اعباء اقتصادية جراء استخدام سيارات تجوب الشوارع دون جدوى .

ويبين ان الازعاجات الناجمة عن تلك المواكب تعرض الانسان لضغوطات نفسية قد تنجم عنها امراض عضوية عصبية , ويصبح من السهل استثارتهم لابسط الاسباب .

نائب عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة الدكتور فايز المجالي يقول ان مواكب الخريجين سلوك غريب يفرّغ من خلاله الشخص ما بداخله من مشاعر فرح بصرف النظر عما يشكله من ازعاج للاخرين منوها الى انها طريقة غريبة على مجتمعنا تنم عن التباهي وحب الاستعراض وتصدير الشعور بالفرح بعيدا عن أي اعتبار لمشاعر الناس .

ويشدد على ان التعبير عن الفرح ليس ممنوعا , لكن ان يتم ضمن نطاق الاسرة او البيت وليس ضمن مواكب قد تعرض اصحابها لحوادث مرورية او قد تنجم عنها مشكلات نتيجة التزاحم على السرعة او السيطرة على الشارع .

ويطالب الدكتور المجالي الجهات المعنية بتغليظ العقوبات وتفعيل القوانين ذات العلاقة للحد من ظاهرة المواكب داعيا الاسر الى تحمل مسؤولياتها تجاه ابنائها لجهة عدم السماح لهم باستخدام السيارات من اجل موكب جماعي .

استشاري امراض وجراحة الاذن والانف والحنجرة وزراعة القوقعة في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتور محمد الطوالبة يقول ان الضجيج من المؤذيات للاذن وهو ناجم عن الازعاج المفاجىء او المستمر .

ويوضح ان الضجيج المفاجىء قد ينجم عن انفجار او اطلاق عيار ناري قريب , وكلما كان اقرب لاذن الانسان كلما كانت عرضة اكثر للايذاء منوها الى ان مدى التأثر بسلبيات تلك الاصوات يختلف من شخص لآخر .

ويبين ان الايذاء الذي يسببه اطلاق عيار ناري يمكن ان يؤدي الى تمزق في طبلة الاذن او تكسر عظيمات الاذن الوسطى او ايذاء خلايا حاسة السمع الموجودة في القوقعة .

ويقول ان تمزق طبلة الاذن او تكسر العظيمات يؤدي الى ضعف سمعي توصيلي , وهذا يمكن علاجه , اما في حال تعرض الخلايا الحسية الموجودة في القوقعة للايذاء فان ذلك يؤدي الى ضعف سمعي حسي عصبي وهذا لا يمكن علاجه لانه يسبب الصمم .

اما النوع الثالث من الايذاء فقد يصيب العظيمات والطبلة والاذن الداخلية الامر الذي يؤدي الى ضعف سمع حسي عصبي توصيلي يؤدي الى صمم كامل .

وعودة الى المواكب فان الدكتور الطوالبة يصنفها ضمن التلوث السمعي الذي قد يؤدي الى ضعف حسي سمعي عصبي يتراوح بين البسيط والشديد .

ويذّكر بان بعض انواع الضعف في السمع الناجم عن الانفجار مثلا قد يستمر لمدة ساعة او ساعتين ليعود السمع بعدها بشكل تلقائي ودون الحاجة الى علاج , فيما يحتاج ضعف السمع العصبي الى سماعة جراء الضجيج المستمر , اما في حالة عدم الاستفادة فقد يحتاج الى زراعة قوقعة .

وينوه الى ان مستشفى الجامعة استقبل العديد من الحالات السابقة نتيجة تعرض الاذن لسماع اصوات عيارات نارية او لضجيج بشكل عام سواء جراء الاصوات الصادرة عن مواكب الخريجين او غيرها .

عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد المجالي يقول ان الاسلام منظومة متكاملة تجمع العقيدة والعبادة والسلوك في آن معا , ولا يجوز فصل السلوك والاخلاق عن العقيدة مبينا ان السلوك الذي يتم التعبير عنه في مواكب الخريجين وما يرافقه من اصوات عالية وتعدّ على الشوارع وازعاج للناس يمثل خروجا على العبادة والعقيدة .

ويضيف ان روح الاسلام العقائدية اتت لتصبغ الانسان بالسلوك الطيب , وخلاصة العبادة ان يحترم المسلم خصوصية الاخر ويعمل من اجل راحته واضعا نفسه مكان اخيه في كل موقف مشددا على ضرورة البعد عن ما اسماه التطرف في الفرح وهو ما يحدث في مواكب الخريجين .

ويقول ان الدين الاسلامي الحنيف لا يعارض الفرح الملتزم بمبادىء وتعاليم الدين بل يحترم حريات الاخرين المسؤولة منوها الى ان هذا النوع من الفرح يفضي الى مبالغات مادية وبهرجة زائدة واسراف , وربما يفضي الى مشاجرات او قتل لا قدر الله , ما يقلب افراحنا احزانا .

ويبين عميد كلية الشريعة في الجامعة ان البركة هي هبة من الله عز وجل , لكنها تتبدد في حال اجتمعت مع سلوكيات لا تعكس تعاليم الدين الحنيف .


بترا





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع