"صرعة" الصيف: شبان يلقون بأنفسهم إلى حتف "التزلج" على الشوارع

زاد الاردن الاخباري -

 يترافق الفراغ الذي يتمخض عن العطلة المدرسية، سنويا، مع "صرعة" صيفية جديدة، يولع بها بعض المراهقين من الشباب، وتصبح جزءا من نهاراتهم اليومية، وتتمثل "صرعة" هذا العام، بالنسبة للكثير من المراهقين الذكور، في رياضة "التزلج"، ليس على الجليد، بل على الشوارع والأرصفة العامة.

وبلغت "صرعة" هذا العام، حدا يتجاوز المعقول، أحيانا، ويثير نفورا عاما وخوفا على حياة من يمارسها بالدرجة الأولى، فضلا عن الإزعاج الذي تسببه للآخرين، لاسيّما أن ممارستها لم تعد محصورة في أماكن معينة.

ويصف مدير دائرة السير العميد عدنان فريح "صرعة" التزلج في الشوارع، بأنها عادة "خطيرة جدا، وأن انتشارها في أكثر من مكان سواء في المناطق الشعبية أو غيرها، يسبب ازدحاما مروريا وخطورة على حياة المتزلجين أنفسهم".

"رياضة التزلج ليست رياضة شوارع"، يقول فريح، مستنكرا سلوك معظم من يمارس تلك الرياضة، وخصوصا تعلقهم بالسيارات أثناء مسيرها، الأمر الذي يحدث إرباكا للسائق، وقد يسبب حوادث خطيرة.

ويشير إلى أن دائرة السير تبحث في الوقت الحالي عن إيجاد صيغة مشتركة مع أمانة عمان الكبرى، لإيجاد آلية يتم من خلالها تخصيص الأمانة أماكن محددة ومهيأة لممارسة هذا النوع من الرياضة، إضافة إلى إجراء تعديلات على القوانين يعاقب بموجبها من يمارسها في غير تلك الأماكن المخصصة لذلك.

بدوره، يشاطر نائب مدير المدينة في أمانة عمان للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية هيثم الجوينات، العميد فريح رأيه، في أن ممارسة رياضة التزلج في شوارع العاصمة عمان تعد "ظاهرة مزعجة وخطيرة في آن واحد".

ويؤكد الجوينات أن الحدائق العامة والمتنزهات مزودة بممرات صالحة لممارسة رياضة التزلج، لافتا، أيضا، إلى أن هناك نفورا عاما ممن يمارسون تلك الرياضة في الحدائق، من خلال شكاوى زوار الحدائق بحجة أنهم يرتطمون بهم في بعض الأحيان.

وهذا الأمر حدث مع الطالب حسام بركات (15 عاما)، الذي بات يفضل ممارسة رياضته في أحد شوارع منطقة اللويبدة الضيقة، بعد أن منع من مزاولتها عدة مرات في الحديقة المجاورة لمنزله، مشيرا إلى أنه يدرك بأن هذه الرياضة خطيرة، غير أنه "لا توجد في اليد حيلة" من ممارسة هوايته إلا في الشوارع.

ويقول بركات لـ"الغد" إن تعلق بعض المتزلجين بمؤخرة السيارات أثناء سيرها، هو تصرف خطر، غير أنهم "يحرصون على إبطاء سرعتهم قبل تعلقهم بالسيارات، بحيث يجعلون السائق ينتبه لهم ويخفف من سرعته أيضا".

وبهذا الصدد، كاد تعلق متزلج في منطقة الدوار الرابع أن يسبب حادث سير للسائق مهند حمدان (34 عاما)، الذي يشير إلى أنه، وقبل حوالي أسبوع، وأثناء قيادته لسيارته في تلك المنطقة، فوجئ بتعلق صبي لا يتجاوز عمره 13 عاما بمؤخرة سيارته، الأمر الذي جعله يخفف من سرعته دفعة واحدة، فكادت السيارة التي كانت وراءه أن تصطدم بسيارته لولا العناية الإلهية.

إلى ذلك، يشير رئيس قسم التدريب الشبابي في مركز إعداد القيادات الشبابية في المجلس الأعلى للشباب د. ماجد عسيلة، إلى أن هناك عثرات واضحة أمام ممارسة رياضة التزلج في الشوارع، سواء فيما يتعلق بقواعد الأمن والسلامة فيها أو أخطارها على حركة السير وتأثيرها في الازدحام المروري.

فعوامل الأمن والسلامة غير متوفرة للشخص الذي يتزلج في شوارع العاصمة والمحافظات، بحسب عسيلة، إذ إن "المتزلج" لا يرتدي الخوذة، والتي يستبدلونها بقبعة عادية، إضافة إلى عدم ارتدائهم واقيات الركبتين واليدين، التي يشترط ارتداؤها أثناء ممارسة تلك الرياضة.

غادة الشيخ- الغد