أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أورنج الأردن: مبادرة شلة بوزيتيف إيجابية إلكترونية واعية الأردن .. قرار مهم من البنك المركزي بخصوص (إي فواتيركم) 50 شهيدًا بغزة رغم إعلان وقف إطلاق النار أمانة عمّان تخفض 20% على بدل التعويض حتى نهاية نيسان المقبل السفير الأذربيجاني: علاقاتنا مع الأردن راسخة ومتينة مبنية على الاحترام المتبادل بايدن يقول اتفاق غزة يعتمد على مبادرته وترامب ينسب لنفسه الفضل اعتماد 6 برامج إقامة وزمالة في مُستشفى الجامعة والجامعة الأردنيّة رئيس مجلس النواب: الأردنيون يقفون بثبات مع أشقائهم الفلسطينيين الصفدي ينقل رسالة من الملك إلى الرئيس اللبناني النفط يرتفع عالميا فتح معبر رفح بين غزة ومصر اليوم إصابة جنود إسرائيليين بانفجار داخل قاعدة عسكرية في النقب الملك: الأردن مستمر بالوقوف مع الأهل في فلسطين مجلس مفوضي العقبة يوافق على إقامة مركز صيانة وطرح مشروعات سياحية كيربي: الضغط الهائل على حماس أدى إلى الاتفاق ارتفاع أسعار الذهب 50 قرشا بالأردن الخميس كندا قد تفرض تدابير مضادة على واردات أميركية فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في الأردن الأسبوع المقبل بالأسماء .. أمن الدولة تمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم ترمب سيرفع العقوبات عن إسرائيليين فور تنصيبه
الصفحة الرئيسية أردنيات عمان تحتضن لقاء شقيقين فلسطينيين فرقتهما النكبة...

عمان تحتضن لقاء شقيقين فلسطينيين فرقتهما النكبة قبل 62 عاما

24-07-2010 11:30 PM

زاد الاردن الاخباري -

وسط أهازيج فرح ممزوجة بدموع لهفة اللقاء، وفي ظل "عريشة الدوالي" الموصولة برائحة الأرض، اجتمع شمل الحاج الثمانيني محمود عبدالحفيظ بشقيقه السبعيني محمد، بعد 62 عاماً عجافاً جاوزت عمر نكبة العام 1948، التي فرقتهما شبانا يافعين. وفي مشهد أقرب إلى عرس فلسطيني تأخر حضور أهله طيلة تلك الأعوام، طرّز بالزغاريد، كان قد سبقه ليل سهاد طويل، بقيت عيون الشقيقين فيه يقظة، ترجل الحاج محمد حال وصوله قدوما من معبر الشيخ حسين صوب شقيقه الأكبر الحاج محمود في بيت العائلة بمنطقة طبربور ظهر أمس، فاتحا ذراعيه لعناق مكلل بالقبلات، ومرددا "ياما الحبايب ما أحلاهم ما بننفع بلاهم بعد 62 عاماً ياما التقيناهم". الحاج محمد الذي حضر إلى عمان، قادما من فلسطين، حاملا معه رائحة مدينته عكا، لم يخيل له على مدار الأعوام الماضية، أن تصالحه الأيام ليلتقي بشقيقه الذي غادره شابا مهاجرا إلى العراق برفقة شقيق وشقيقة آخرين، قائلاً "اليوم ولدت من جديد ومنذ أيام لم تغفل عيني لأشهد هذا اليوم". اللقاء الذي نقلت تفاصيله قناة العربية الفضائية منذ نحو ثلاثة أسابيع حتى يوم أمس في بث حي ومباشر على الهواء، زاد من حميمته أيضا بث تقارير متوازية من عمان وعكا، حيث شاهد محمود ومحمد كل منهما الآخر عبر الشاشة قبيل التئام الشمل في عمان. ولم تقل لهفة الحاج محمود عن شقيقه في اللقاء، حيث عاش هو الآخر رحلة مضنية قوامها الشقاء والترحال بين قريته في الشويكة ثم إلى العاصمة العراقية بغداد ومن بعدها إلى سورية، ليسجل تاريخ حياته سيرة جديدة بدأت مع نهايات العمر منذ عام وشهرين في السويد، التي احتضنته مهاجرا وعائلته من مخيمات اللجوء على الحدود العراقية السورية إبان الحرب الأميركية على العراق العام 2003. ويروي الحاج محمود، المولود العام 1928، إلى "الغد"، وسط عائلته وهو يقرأ فرحة وجهوهم التي لم يسبق له رؤيتها، بعضا من تفاصيل حكاية الشتات. ويستذكر يوم افتراق الأخوة العام 48 هروبا من وحشية الاحتلال الإسرائيلي، حيث ارتحل بصحبة والدته الأرملة مع اثنين من أشقائه إلى بغداد. ويقول "غادرنا إلى العراق هربا من مجازر الحرب، وبقي شقيقي محمد وشقيقتي الكبرى أم محمد في فلسطين.. تزوجت شقيقتي وبقيت في قرية الشويكة موطننا الأصلي". ويتابع "أما محمد، الذي ضاع في الحرب وقتها وكان عمره 13 عاما، سعى في مناكبها بحثا عن مأوى ليستقر في عكا وانقطعت أخباره وحاولت والدتي البحث عنه مرارا إلى أن شاهدته في القدس قبل أعوام لدقائق معدودة ثم توفيت". المرارة التي تجرعها الحاج محمود، كما يقول، لم تتوقف عند ذلك الحد على الرغم من راحة العيش التي امتدت لستين عاما في بغداد حيث تزوج وأنجب 9 أبناء أكبرهم كمال، لافتا إلى أن محاولات البحث المضنية عن الأشقاء والتواصل معهم طالما أرقته، وأبقت أمنياته بلقائهم حبيسة أحلامه. وبعتب مشفوع بالمحبة لم ينس الحاج محمد يوم الفراق، وما لحقه من أيام شهد فيها "عذابات الهروب من مطاردات الاحتلال بلا عائلة، حتى دارت به الأيام وتزوج واستقر في عكا من دون أن يتمكن من رؤية بقية عائلته المتواجدة في العراق ولم يسلم حتى من ظلمات بحر عكا"، بحسب قوله. وعلى الجهة الأخرى، يواصل الحاج محمود سيرة الشتات التي شهدتها رقاع جغرافية مترامية الأطراف، حيث اضطر وعائلته إلى الرحيل لمخيم "التنف" على الحدود العراقية السورية بعد مقتل اثنين من أبناء العائلة على يدي جماعات طائفية في بغداد. ويضيف "لم أتوقع يوما أن تتشتت عائلتي على هذا النحو، عشنا أياما عصيبة تشبه نكبة فلسطين في العراق، وكنا حملة للوثائق، وعشنا في المخيم خلال الفترة ما بين شباط (فبراير) 2008 وحزيران (يونيو) 2009، ثم بعدها لجأنا إلى السويد". أما كمال، الذي شهد ويلات الشتات والحرب على العراق، فأكد، إلى "الغد"، "أن والده لم يكن ليأمل أن يجتمع بأشقائه، ولم يكن يعرف بتفاصيل شكله إلا منذ أشهر قليلة من خلال التواصل عبر شبكة الإنترنت بين السويد وعكا". ومنذ 14 شهراً، بدأت التحضيرات للقاء في عمان، وفق كمال الذي أوضح أن والده حرص على "تحويش" تذكرة وتكاليف السفر لحظة بلحظة بعدما حصل على جواز سفر سويدي. وأضاف أن والده التقى في عمان إلى جانب شقيقه، وشقيقته الحاجة أم محمد (86 عاما) القادمة من مسقط رأسهم الشويكة. ويضيف الحاج محمود، الذي التقى بعائلته الممتدة كبارا وصغارا، وبلهجة مختلطة بين العراقية البغدادية والقروية الفلسطينية "أحمد الله على أنه مد في عمري حتى هذا اليوم". لكن سيرة الشتات تلازمه وتلازم عائلته، حيث يعيش اليوم اثنان من أبنائه في إيطاليا، بينما تعيش ابنة له في بغداد، وشقيقة أخرى في الضفة الغربية، إضافة إلى ابنتين متزوجتين في سورية، وأخرى تنتظر نصيبها من الهجرة في مخيم الحسكة في سورية إلى إحدى الدول الأوروبية، على ما أضاف الحاج محمود. ويتمنى الشقيقان اللذان يتمتعان بصحة جيدة، أن تطول لحظات لقائهما من دون أن يغفلا "أن رحلة شتات العائلة متواصلة" للأجيال القادمة"، مرددين عبارة "سامح الله الدول العربية والأنظمة التي شتتت شملنا". هديل غبون- الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع