أحزاب آخر زمن في بلادنا .. يمين يمين اليمين !ا

عاشت الحكومة ... عاش اليمين ... عاشت الأحزاب الموالية للحكومة ... عاش اليمين ... وعاش يمين اليمين ...  بل وعاش يمين يمين اليمين ... عاش حزب ال ( ...... )  ولو كنت أعلم من هو أمينه العام ، لقلت : عاش الأستاذ فلان الفلاني أمين عام حزب ( ... ... ) ...  هكذا يريدوننا ان نهتف ....

اطلعت كما اطلع غيري على البيان الذي أصدره ذلك الحزب ، حزب ال ( ...... ) ...  بيان ، لا أدري كيف يصدر عن حزب سياسيّ في بلادنا ... أقسم لو كنت صاحب قرار حكوميّ لاستدعيت الأمين العام لهذا الحزب ومنحته وساما أو جائزة نقدية أو أيّ شيء أعبر من خلاله عن بالغ شكري الجزيل وامتناني لهذا المنافح  بلا هوادة عن الحكومة ، والذي فطن لأمور كثيرة غابت عن ذهن حكومتنا الرشيدة  .

إذن ، فلتحذر أحزاب المعارضة .... فإنّ إقامة بيت عزاء للمواطن الأردني ممنوع حسب رأي هذا الحزب ، ... ولماذا ممنوع ؟

 لعدة أسباب  :

 أولها وأهمها ، هو أن المواطن بألف خير من الله تعالى ، ولكنه ( المواطن ) كثير الشكوى والتأفّف ، كثير الحسد والغيرة من الطبقات العليا في المجتمع الأردني التي تعودت على مصّ دماء ابناء الطبقات الدنيا ... والمواطن الأردني حسب رأي هذا الحزب ، يبالغ بالشكوى ، ...

 ثم إنه ( المواطن الأردني ) يستغل ساحات المساجد  للتعبير عن رأيه ، وهذا لا يجوز شرعا حسب رأي هذا الحزب ...  ؟ هذا الحزب غير راض عن المواطن الأردني أيها السادة ... لا أدري كيف نستطيع تصنيف هكذا حزب !!ا

 هو ليس فقط مع الحكومة في إجراءاتها الإقتصادية ، بل يزاود عليها ، ويقول كلاما لم تقله حتى حكومتنا الرشيدة  ...

يقول الحزب في بيانه ( المدوّي ) : (  فنحن في نظرنا أننا في الاردن والحمدلله لم نتأثر بالازمة الاقتصادية كباقي الدول رغم شح الموارد بفضل الاجراءات الحكومية ) . ...

صباح الخير في الليل !! ... إذن عليك أيها الشعب الأردنيّ الصابر وأيتها الطبقات المسحوقة ، عليكم أن تشكروا حكومتنا على إجراءاتها الإقتصادية التي جعلت ديون الأردن تبلغ 14 مليار دولار فقط وليس 114 مليار مثلا !!...

 ثم يضيف البيان الصادر عن الحزب  :  ( أن إستغلال فئة من الشباب لا يتجاوز عددهم20 شخصا ساحات المساجد للتحريض وزرع الفتنة لا يدل هذا إلا على ضعفهم ومحاولتهم إستغلال أماكن العبادة للإساءة للإسلام حيث كان بمقدورهم إستغلال الساحات العامة ) ، ...  

جميل جدا ... إذن هذا يدل على ضعف أحزاب المعارضة .... بالإضافة الى أنهم بتصرفاتهم ( المشينة والخارجة على القانون )  هذه يحرّضون ويزرعون الفتنة ... وربما يخدشون الحياء العام !!! ...

كونوا مؤدبين يا شباب أحزاب المعارضة ! ولكن وحسب ما سمعت ، فشباب أحزاب المعارضة لم يتظاهروا داخل دور العبادة ، وإنما خارجها ، يعني في الشارع ...

طيّب ، هم يتظاهرون في الشارع ، ... وأنتم ماذا تفعلون يا أصحاب هذا الحزب  ؟ ... أم أنكم نسبّحون بحمد الحكومة ؟ ... هنيئا لكم إذن !!!ا

 وورد أيضا في البيان  :  ( إن هموم كل مواطن لا يعرفها الا هو شخصيآ وإذا كانت هذه الاحزاب تعلم بالغيب وتعرف هم كل مواطن فلتخبرنا بذلك ) ...

حاشا وكلاّ ، فأحزاب المعارضة لا تعلم بالغيب ، ولا أظنّ أنها ادّعت ذلك ، ... هموم المواطن أيها السادة  ، تبدأ من قوته اليوميّ وتمرّ بأجرة بيته وتعليم أطفاله ومعالجتهم ، وتنتهي بتكاليف الدفن الباهظة  وبيت العزاء المكلف عند وفاته !!! ا ...

 وسأسوق إليكم مثلا طالما سقته في أوضاع مشابهة  : عائلة مكوّنة من زوج وزوجة و4 أطفال ، أكبرهم في الخامسة عشرة من عمره وأصغرهم في الثالثة  مثلا .... هذه العائلة وبعد أن تدارست الأوضاع الإقتصادية لها ، قررت أن تبادر الى نوع من التقشف ، بحيث لا تؤمن سوى الضروريات ، ومنها الأكل .... وكما هو معلوم ، فإن أرخص أنواع الأكل هو سندويتش الفلافل ... أليس كذلك يا أمين عام ذاك الحزب  ؟ هذا الساندويتش ثمنه فقط للعلم 35 قرشا في الحد الأدنى ... هم 6 أفراد ... لكل واحد منهم ساندويتشين على كل وجبة ( أم أن هذا كثير على الطبقات الكادحة ؟ )  ... إذن سيأكلون ما مجموعه ( بعملية حسابية بسيطة ) 36 ساندويتش !!! يا سلام  ... !!!  ... اتفقنا ؟ اضرب في 35 قرش  ... يكون ثمن الأكل اليومي هو 1260 قرشا ... يعني 12 دينار وستين قرشا يوميّا!!! ...  وفي الشهر يلزمهم  بالضبط  380 دينارا ... فقط ثمن سندويتشات فلافل ( أعزك الله ! ) ...

 ناهيك عن أجرة البيت والعلاج ومصاريف المدارس وثمن اللباس ... الخ !!! وتقولون أن هموم المواطن لا يعرفها سواه ؟ !! بئس الرأي أيها الحزب الواقف على يمين العالم أجمع  ....  والله إن كانت هذه هي طريقة التحليل الجديدة عند أحزاب ( الموالاة الحكومية ) ، فألف مبروك  عليك يا حكومة !!! والله أننا لا نحسدك على هكذا موالين ... أنت ( أعني الحكومة  ) لست في حاجة الى أعداء أو منتقدين ... يكفيك هذا الحزب من الموالين لك ولرئيسك ولنهجك !!! ...

 وأخيرا يقول البيان  :  (  نطالب الاحزاب والمواطنين الوقوف الى جانب الحكومة في هذه المرحلة ) ... ما شاء الله !! ... هذا هو بيت القصيد ... عاشت الحكومة !!! إهتف أيها الشعب الأردنيّ الغلبان ... اهتفوا أيها الفقراء ...   : عاشت الحكومة  !!  عاشت الحكومة التي تقمع المواطن الأردني !! عاشت الحكومة التي ترفض إعطاء المعلمين حقهم الدستوري في تأسيس نقابة لهم !! عاشت الحكومة  المجيدة التي ترفض إعطاء عمال المياومة حقوقهم !! عاشت حكومة البزنس !! عاشت حكومة حليقي الرؤوس والديجيتال والنيوليبرالية !! عاشت حكومة الخصخصة وبيع القطاع العام !!

 إهتف أيها الشعب ، حتى يرضى عنك  هذا الحزب ...  الذي لم أسمع به إلا اليوم ، و( للأسف ) ،  أجهل اسم أمينه العام !!