لم يكتفي عميد الاسرة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بتكريم المتقاعدين العسكرين قولاً وفعلاً ولم يكتفي بشكرهم والثناء عليهم في كل مناسبة ولم يكتفي بتوجيه مؤسسات الوطن العامة منها والخاصة الى استيعاب اكبر عدد منهم لعلمه بما تعانيه تلك الفئة من ضنك العيش وقلة رواتبهم التقاعدية التي لاتكاد تكفيهم خبزاً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية بل ذهب الى تخصيص يوم الخامس عشر من شباط من كل عام كيوم وطني للوفاء لهم، تقديرا للعطاء الذي قدموه خلال خدمتهم العسكرية وعطائهم المميز، وتضحياتهم الجليلة في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور.
جامعة العلوم الاسلامية العالمية الذي يرأس مجلس امنائها اردني هاشمي هو سمو الامير غازي ابن محمد حفظه الله ورعاه سار على نهج سيد البلاد باحتضان عدد من المتقاعدين العسكريين في جنبات ذلك الصرح العلمي الشامخ منطلقا من ايمان الاسرة الهاشمية واعتزازها بمتقاعدي القوات المسلحة وتخفيف اعباء الحياة عنهم في ظل ظروف معيشية صعبة.
ومن حسن حظ تلك الفئة من المتقاعدين العسكريين ان تعاقب على رئاسة الجامعة ومنذ نشأتها رجلين من رجالات الاردن المخلصين هما سماحة الشيخ عبدالناصر ابو البصل والدكتور ناصر الخوالدة الذي يشغل رئاستها حتى الان، فقد وقف هذان الرجلان وقفة اردنية شامخة في وجه كل من سولت له نفسه العبث بلقمة عيش المتقاعدين العسكريين فيها لانهم اقرب الى الوطن واعرف بضروف ابناءه من غيرهم.
رئيسها الحالي الدكتور ناصر الخوالدة التقط رسالة جلالة الملك بتكريم المتقاعدين العسكريين بتخصيص يوم الوفاء لهم، وعندما كثر اللغط حول انهاء خدماتهم من الجامعة بحجة الجمع بين الراتب التقاعدي وراتب الجامعة ذهب الرجل الى رئاسة الوزراء ليستفتيها في قانونية الجمع بين الراتبين فجاء الرد بالقرار رقم (3) الصادر عن الديوان الخاص بتفسير القوانين بتاريخ 9 / 3 /2015 بجـــــواز الجمـــع بيـــن الراتـــب التقاعـــد الـــذي يتقاضــــاه أي شخـــص عن خدمتـــه فـــي الحكومـــة وبيـــن راتبه من الجامعة وبذلك انتصر الرجل للمتقاعدين العسكريين في الجامعة.
اغلق رئيس الجامعة الابواب بشكل محكم امام كل من سولت له نفسه العبث بلقمة عيشهم مؤمنا بان انهاء خدماتهم من الجامعة هو بمثابة الانتحار لاسرهم واطفالهم فرغم ان رواتبهم في الجامعة قليلة فمعظمهم يعمل في الامن الجامعي وفي وظائف ادارية بسيطة الا انها تعني لهم ولاسرهم الكثير الكثير وان محاولة البعض من القائمين على ادارة الجامعة من قانونيين وشؤون عاملين ومستشارين وحاشية لاتقدر جهودهم في الحفاظ على الوطن وبنائه محاولات تقترب من المساس بارزاقهم ولقمة عيشهم متناسين ان رواتب كل عشرة من المتقاعدين لاتصل الى مايتقاضاه واحد من هؤلاء الذين بات شغلهم الشاغل كيس الحليب او الخبز الذي يحمله المتقاعد لاطفاله.
ناصر الخوالده ايها الاردني لاتصنت لهم فتاريخك الاكاديمي والعلمي ناصع وابيض كبياض الثلج فانت المعلم والاكاديمي الذي امتلا قلبه بحب الوطن واهله وزخرت محاضراته بالحديث عن الوطن ومواطنيه ورفعتهم فلا تدع مخططاتهم تجبرك على فعل لايمكن ان يغفره لك التاريخ وسيقال يوما ان هذا هو رئيس الجامعة الذي تسبب بقطع ارزاق رجال ادوا دورهم في خدمة وطنهم ومليكهم ولازالوا يقدمون ماتبقى من عطائهم في خدمته، فانتصر لهم مرة اخرى واقطع الطريق على مخططات من يكيدون لهم حتى وان كلفك ذلك منصبك ولا تدع لهم فرصة بوضع نقطة سوداء في تاريخك الاكاديمي والاداري الناصع البياض.
هلال العجارمه
Helal.ajarmeh40@yahoo.com