أسعدني ما قاله أحد أعضاء الوفد المصري من جامعة " ستة أكتوبر " التي تشارك جامعة الشرق الأوسط ، والاتحاد العام للجامعات العربية في عقد المؤتمر الدولي لتسهيل سياحة ذوي الإعاقة ، الذي بدأ أعماله في عمان يوم السبت الماضي.
حين راح يسألني " ايه يعني احنا معزبين " وهي جملة سمعها من أردني قادم من القاهرة على الطائرة نفسها ، وهو يقدمه على نفسه ، ويدله على المكان الذي يدخل منه " الرعايا العرب " في مطار الملكة علياء الدولي .
فشرحت له أن هذا المصطلح يعني أنك أنت الضيف ونحن المضيفون ، فقد اختلطت عليه كلمة " المعزبين " بالعامية ، " والمعذبين " بالفصحى خاصة وأن إخواننا المصريين يخلطون بين حرف الزاي وحرف الذال بلهجتهم المصرية ، وراح صديقنا يتحدث عن روح الضيافة وسلاسة الإجراءات ، والابتسامة التي خصه بها رجل الأمن وهو يختم جواز سفره .
وكما هو معروف عن إخوتنا المصريين من روح الدعابة والنكتة ، قال أنا أقترح عليكم تغيير اليافطة المخصصة لدخول المسافرين الأردنيين لتصير " المعزبين " فهم عندما يصلون إلى صالة المطار مع الركاب الآخرين يتحولون إلى " معزبين " ويتعاملون مع الضيوف على أنهم المضيفون ، بغض النظر عن أن الجميع يقفون في صفوف متوازية لإنجاز معاملاتهم !
كان أحد المشاركين في أعمال المؤتمر من إخواننا العرب يشهد على الحديث ، فتدخل مثنيا على ما قاله شقيقنا المصري ، مشيدا بلياقة ودفء الاستقبال في المطار ، وراح يضرب أكثر من مثل عن الحرج الذي كانت سلطات مطار بلده تسببه لهم عندما يواجه ضيوفهم من المدعوين إلى مؤتمرات مثيلة التعقيدات وسوء المعاملة ، غير آبهة بقيمتهم العلمية والاعتبارية كممثلين لدولهم أو جامعاتهم ، فيأتي الضيف مستاء ويغادر وهو يقول في نفسه هذه آخر مرة آتي إلى بلدكم !
إنني على يقين أن النشامى في سلطات مطار الملكة علياء الدولي حريصون على سمعة بلدنا ، وأنهم يشعرون بواجب حسن الاستقبال عندما يتعلق الأمر بمؤتمر تستضيفه جهة أردنية سواء كانت رسمية أو أهلية ، وهم لذلك يستحقون الشكر والثناء ، مثلما يستحقه كل أردني يشعر بأنه " معزب " لضيوف بلده ، وكأنهم ضيوف عليه شخصيا ، ولا أتردد في أن أقول أن اقتراح ضيفنا المصري قد أعجبني ، ولكنني أجري تعديلا طفيفا عليه بتغيير يافطة عبور الأردنيين من " الأردنيون " إلى " الأردنيون المضيفون " وبين قوسين " المعزبين " !