الأخبار تقول أنّ أعضاء ومناصري جماعة الأخوان المسلمين(غير المرخّصة) تحشد صفوفها وتستعرض عضلاتها لكي تقيم إحتفالية بذكرى السبعين لتأسيسها،ممّا تجعل السلطات الرسمية والأمنية تستشيط غضباً وتتوعّد تلك الجماعة والتهديد بسياسة العصا لمن عصى،وعلى إثر ذلك قامت الجهات الأمنية منذ أسابيع بإستخدام الأساليب الدبلوماسية بالأسس الديمقراطية لثني الجماعة عن هذه الفعالية،ولكن تفاجأنا كرأي محلي ومراقبين ومحللين بمبدأ الرّفض والعناد من قبلهم،يعني بصورة أو بأخرى يريدون خلق دولة داخل دولة..ومشكلتهم يعلمون كلّ العلم بأنّهم في دولة مؤسسية وقانونية.
يخطيء الكثيرون بأنّ النّظام السياسي لايريد للأخوان أي تضييق بالحريات،والكل يعلم ممارستهم جميع حرّياتهم فقد أخطأوا وعادوا الشعب الأردني في حراكاتم الزائقة دون عقل أوتمييز،فماذا إستفدنا من أعمالهم سوى الخراب والإحتقان العشائري أو الجهوي أو القبلي؟ورأينا قيادات الحراك المشاركة في هذا الخراب ماذا كان مصيرهم؟،حيث أنّ البعض سجن والبعض الآخر هرب أو إستقال هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى هم أنفسهم الّذين إنشقوا عن الجماعة(الغير مرخّصة) ،وعلى إثر ذلك قاموا بطريقة قانونية بترخيص جمعية جماعة الأخوان المسلمين كحزب سياسي معترف به من قبل الأطياف السياسية الأخرى. علماً أنّ القيادات المؤسسة لجمعية الجماعة(المرخّصة) كانوا يقفون وراء الحراك قبل سنوات متعددة!وتابوا وعادوا إلى رشدهم!
وسأقف محايد بين الطرفين فالكل يدّعي بالأحقية والصّدام قد إحتدم، والنّصر سيكون بجهة القانون طبعاً،وبتقديري الشخصي أرفض هذه الفعالية للأسباب التالية:
- مخافة وقوع صدام بين النّظام وجماعة الأخوان المسلمين(الغير مرخّصة) وزيادة الإحتقان العشائري ولكن لا أستبعد أن يؤدي ذلك الصّدام إلى وقوع إعتقالات وأجزم بذلك،علماً أنّ الصّدام بين الإثنين أشبه بالبطيخ المهرمن والذي تناولته فضائيات كثيرة بعد إنتشار التراشق الإعلامي بين جهات زراعية وإستهلاكية عن الشّكوك بأكل البطيخ،فجهة أكّدت نضجه ولا غبار عليه،وجهة أخرى أكّدت أنّه لم ينضج بعد ولم يأتي موسمه وحذّرت المواطنين من أكله.
- توقيت الفعالية لايناسب الشعب الأردني في الأول من أيار ونحن نعلم بأنّ عيد العمال يصادف في ذلك اليوم،ونشارك العالم بمتابعة إنتصارات العمال وقضاياهم وخاصّة العاطلين عن العمل هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى فإنّ الشيوعيين واليساريين ستختطف جماعة الأخوان(الغير المرخّصة) عيدهم وذلك لأنّ وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية ستتوجّه إلى فعالية السبعين وتترك فعالية العمّاليين..وهذا ضرب من الأنانية وحبّ النفس..فأتسائل ماذا ينتظر اليسار بعد أن أختتطف عيدهم؟..وهل الجماعة (الغير مرخّصة) إستغلّت فرصة إقامة هذه الفعالية بضعف اليسار وذلك بعد أن خسروا شيخ الشيوعيين وملهمهم البارز الدكتور يعقوب زيادين والذي رحل في الخامس من الشهر الحالي؟ عندئذ هل يحق لكم أن تفرحوا بذكراكم والشيوعيين الآن في أحزانهم بعد هذا المصاب الجلل؟ فلماذا لاتحترمون تلك الشخصيات الوطنية الرائدة؟
- إنّ مهزلة السبعين تصر جماعة المسنين إقامتها الآن، ولكن لماذا لم تحتفل الجماعة(الغير المرخّصة) بالعيد الستين أو الخمسة وستين ؟ فيبدوا أنّ أسيادهم إختاروا لهم توقيت هذه الفعالية وذلك للضّغط على النّظام الأردني بالدخول في المعسكر العثماني والإنسحاب من التحالفات في اليمن والعراق والشام لأنّ خريطة بني عثمان لا تكتمل إلاّ بالسيطرة على الأردن سياسياً وإقتصادياً..فالأسياد يعملون والصبيان ينقّذون.وكيف نفسّر سفريات قيادات الجماعة إلى الحضن العثماني قبل أشهرقليلة؟
- إنّ الفعالية لا تناسب ضيوف الأردن السياسيين والوطنيين العرب،فهل سمعتم بأنّ أي حركة وطنية فلسطينية مثل حركة فتح إحتفلت بذكراها الخمسين هذا العام؟ فالأصول أصول. ولاتسمح السلطات المختصة بإقامة قعاليات التأسيس لحزب التحرير الإسلامي المحظور ولا لجماعات عراقية ولا سورية ولا ليبية ولا فلسطينية،وقيادات تلك الجماعات يتنقلون من الأردن إلى أي مناطق أخرى..ولكن مازالوا يحترمون القانون ويحلون ضيوف على الأردن ونراهم يشاركون أفراحنا وأحزاننا،بالرّغم من أن تلك الجماعات غير مرخّصة في القانون الأردني،ولكن جماعة الأخوان المسلمين (الغير مرخّصة) على رأسكم ريش كما يقولون..
- إنّ مهزلة السبعين إختارت مكاناً سيئاً في طبربور،ولهذا سأحزن على العرسان يوم الجمعة القادم والّذين إختاروا هذا اليوم لحجز عقد قرانهم وخاصةّ أنّنا نعلم بأنّ الكثير من صالات الأفراح موجودة بالقرب من هذه الفعالية،حيث تمر من الشارع الرئيسي مواكب الباصات التي تقل الجاهات هذا من ناحية،ووجود العديد من روابط ودواوين القرى والعشائر وخاصةً بالقرب من مكان الفعالية من ناحية أخرى،فالضّرر هنا بإنّ الفعالية ستقام الساعة الخامسة مساءاً، ونحن نعلم بأنّ الصالات وتلك الرّوابط التي أسلفت عنها تبدأ بإستقبال المعازيم والضيوف إبتداءاً من الساعة الرابعة عصراً وحتّى مابعد منتصف اللّيل..فبالله عليكم أنؤجّل أفراحنا وأحزاننا ودفن أمواتنا ونسرق فرحة الأطفال وذلك من أجل فعاليتكم الفوضوية..فعلاً أنّكم جماعة لا تعقلون ولا تفهمون..فإنّي أرى من هذا السّياق بأنّ طبربور ستغلق أمنياً وستعطّل الحياة لعيونكم! وذلك من أجل أن نستمع إلى أكاذيبكم وإفتراءاتكم!
وهذه الفوضى هي أشبه بفوضى كما قلت سلفاً "البطيخ المهرمن" فالإعتقالات واقعة واقعة والسجون والمراكز الأمنية تعلن حالة الإستنفار لضبط الأمن والنّظام، وهذه دعوة لسكان طبربور بأن لايخرجوا إلى هذه الفعالية الآثمة والمضرّة بالسياسة الأردنية ومخلّة بالأمن،وإبتداءاً من هذه اللّحظة نطلب منكم شحن بطاريات زوامير سياراتكم والمشاركة بأفراح عرسان أبناء الوطن،فللفرحة عنوان والدخول في مناسبات جماعة الإخوان(الغير مرخّصة) إثم وعدوان،وأمّا أنصار الأخوان المسنين وراكم والزّمن طويل!