زاد الاردن الاخباري -
أطلقت ابنة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية على ابنها الذي أنجبته الليلة الماضية اسم "رجب طيب إردوغان" تكريما لرئيس الوزراء التركي الذي يحمل الاسم ذاته.
وقال بيان صدر عن مكتب هنية اليوم إن أحدث أحفاد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المولود الأحد، سيحمل اسم رجب طيب إردوغان "تكريما لذكرى الشهداء الذين سقطوا" في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية.
وتكفلت تركيا في شهر مايو الماضي بتنظيم أسطول تضامني يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، إلا أن القوات الإسرائيلية شنت هجوما على السفن التي كانت تحمل 600 ناشط واطنان من المساعدات الانسانية، ما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك.
وأعلن هنية اعتبار اليوم الذي شهد الهجوم "يوم الحرية" تخليدا للاسم الذي حمله الأسطول، مشيرا إلى أن الحكومة قررت منح كل المشاركين في هذه القافلة وسام شرف تقديرا لمشاركتهم في هذه الحركة الإنسانية، واعتبار كافة القتلى "شهداء" الشعب الفلسطيني.
وأدى هذا الهجوم إلى ارتفاع كبير في شعبية إردوغان في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب تقارب ملحوظ في العلاقات بين أنقرة وحركة حماس، كما أنه أدى لتسليط الأضواء على قضية الحصار ودفع العديد من أطراف المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي إلى المطالبة برفعه.
وطالما عرف رئيس الوزراء التركي بمواقفه المؤيدة للجانب الفلسطيني ودأب في أكثر من مناسبة على توجيه انتقادات حادة للسياسات الإسرائيلية في المنطقة، حتى وصفه العديد من المسئولين الإسرائيليين بأنه "بؤرة توتر" بين أنقرة وتل أبيب.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية في عهده سلسلة من الأزمات، منها الانتقادات التي وجهها لعملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على قطاع غزة، ثم إعلان تركيا إلغاء مشاركة إسرائيل في مناورات جوية دولية تابعة للناتو كان من المقرر أن تستضيفها في أكتوبر من عام 2009.
وكان إردوغان قد رفض مصافحة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في منتدى دافوس في يناير من العام ذاته، كما انسحب من جلسة جمعته بالمسئول الإسرائيلي.
ووصل التوتر بين الجانبين إلى ذروته بعد ما عرف بـ"أزمة السفير" التي وقعت بعدما استدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون السفير التركي أحمد جليلقل، لإبلاغه باحتجاج بلاده على ما وصفه بهجوم إردوغان على سياسات الدولة العبرية في الشرق الأوسط، إلى جانب اعتراضها على بث التليفزيون التركي مسلسلا دراميا اعتبرت مضمونه معاديا للسامية. وقد عقد اللقاء في مكتب أيالون بالكنيست، بدلا من مقر الخارجية، كما أعرض المسئول الإسرائيلي عن مصافحة جليلقل الذي جلس على مقعد أكثر انخفاضا عن مقاعد الدبلوماسيين الإسرائيليين الحاضرين.
وقد أثارت الواقعة حفيظة أنقرة واعتبرت ذلك إهانة لسفيرها، الذي استدعته للتشاور، فيما استدعت الخارجية التركية السفير الإسرائيلي لديها جابي ليفي لإبلاغه باحتجاجها على ما وصفته بتعمد إهانة الرجل الثاني بالخارجية الإسرائيلية لجليلقل.
وبعد أن هدد الرئيس التركي عبد الله جول بقطع العلاقات مع تل أبيب، تقدمت الأخيرة بخطاب اعتذار رسمي للخارجية التركية، قبلته أنقرة معربة عن أملها في عدم تكرار هذه الوقائع مجددا.
غير أن الأزمة الناشبة بين الجانبين على خلفية "أسطول الحرية" لم تنتهي، إذ تطالب أنقرة باعتذار رسمي وتحقيق دولي، وهو ما ترفضه إسرائيل معتبرة أن قواتها كانت في حالة "دفاع عن النفس".
وكالات