زاد الاردن الاخباري -
هددت هيئة علماء اليمن بالدعوة الى الجهاد في حال حصول اي تدخل عسكري اجنبي في البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحافي في صنعاء اليوم الخميس.
وكان قرابة 1500عالما وطالبا في المدارس والجامعات الإسلامية, توافدو منذ صباح اليوم على جامع المشهد (وسط العاصمة صنعاء), في إنتظار ما توصلت إليه جمعية علماء اليمن بمكوناتها في بيانها حول مجمل الأوضاع في اليمن.
وبعد انتهاء الاجتماع، تلى البرلماني عن حزب الإصلاح عارف الصبري، البيان الختامي للمجتمعين، والذي أكد فيه انه "في حال إصرار إي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد او التدخل العسكري فان الاسلام يوجب على ابنائه جميعا الجهاد لدفع العدوان".
كما شدد البيان على "الرفض الكامل لاي تدخل خارجي سياسي او امني او عسكري في شؤون اليمن، ورفض اي وجود او اتفاقية او تعاون امني او عسكري مع اي طرف خارجي يخالف الشريعة الاسلامية". واكد العلماء "الرفض المطلق لاقامة اي قواعد عسكرية في الاراضي اليمنية او مياهها الاقليمية".
وضجت قاعة الجامع ، التي امتلأت عن آخرها، بالتكبير فور انتهاء الصبري من إلقاء بيان جمعية علماء اليمن.
في هذه الأثناء، قال الداعية الإسلامي اليمني الشيخ عبدالمجيد الزنداني ، والذي كان ضمن 150 عالما وقعوا على البيان، إن الإجتماع هدفه توعية الشعب بمخاطر التدخل الإجنبي, والتعبير عن وقفهم إلى جانب الحكومة والمعارض وأبناء الشعب في رفض التدخلات الأجنبية.
وأشار إلى أن الإجتماع هدفه توعية الشعب بمخاطر التدخل الإجنبي, والتعبير عن وقفهم إلى جانب الحكومة والمعارض وأبناء الشعب في رفض التدخلات الأجنبية.
ولم يخفي الزنداني قلقه السابق من وجود إتفاقيات سرية موقعة مع الحكومة تتيح للقوات الأمريكية التدخل العسكري أو حتى إستخدام صواريخ كروز والطائرات الحربية في ضرب أهداف داخل اليمن, مبديا طمئنته بعد نفي وزير الخارجية أبوبكر القربي لوجود اتفاقيات من هذا النوع.
وارجع الزنداني، تأخر موقف علماء اليمن مما يدور في اليمن ويحاك لليمن بقوله "كثير من التسأل والإلحاح من أبناء شعبنا في أن نبلغهم أمر الله وعلم رسوله في هذه الظروف الراهنة, بينما كان العلماء يدرسون ويستكملون الصورة بحيث يكون البيان واضح",
واشار إلى أن هناك تصاعد في الأزمات التي تمر بها اليمن, وتدل على مؤشر خطير قد يجر البلد إلى مشاكل كبيرة.
ونقل موقع "نيوزيمن" الالكتروني عن الزنداني قوله: إن العلماء حرصوا على منع استفحال أزمات اليمن وخروجها عن السيطرة, لا سيما وأن المبادرات المقدمة من الحكومة والمعارضة تقابل برفض متبادل, وهو ما اعتبره دفع بعلماء اليمن لإستشعار قلق الشعب بسبب الدعوات الأجنبية التي ارتفعت أصواتها للتدخل بالشأن اليمني حسب قوله.
واعتبر الداعية الإسلامي، الوجود العسكري المكثف في خليج عدن منذ عام , وما تناولته صحف أمريكية حول تقديم مستشاري البنتاجون نصائح لوزارة الدفاع الأمريكية بتدخل قوات المارينز البحرية وقوات حلف الأطلسي المرابطة قرابة المياه الإقليمية لليمن للسيطرة على منابع النفط والسواحل الغربية والجنوبية للبلاد في حال فشل الدولة اليمنية.
كانت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية، أن الحكومة اليمنية اعلنت عن خطة للتعامل مع معاقل الجماعات الاسلامية في الجبال والصحراء، عقب محاولة التفجير الفاشلة للطائرة الامريكية في ديترويت، والتهديدات التي تلقتها السفارات الغربية في صنعاء.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين يمنيين قولهم ان آلافا من قوات الامن اليمنية ارسلت الى مناطق شبوة ومأرب وابين، وهي مناطق تضعف فيها سلطة الدولة في الجنوب والشرق، حيث يتواجد بقوة فرع تنظيم القاعدة، المعروف باسم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
ويعتقد أن الحملة العسكرية الكبيرة تهدف إلى ضرب أماكن تجمعات عناصر القاعدة ومعسكرات التدريب التي يستخدمونها، وكذا إلى طمأنة المجتمع الدولي والدول الغربية بعد أن أغلقت مجموعة من السفارات والقنصليات أبوابها خلال الايام الماضية خشية أعمال إرهابية لتنظيم القاعدة.
يذكر أن اليمن تمثل منذ وقت طويل ملاذا للجهاديين السابقين بفضل ترحيب الحكومة اليمنية باستقبال الإسلاميين الذين شاركوا فى الجهاد الأفغانى ضد الغزو السوفييتى فى الثمانينيات. ولكن تنظيم القاعدة نجح فى إقامة معاقل قوية له فى مناطق القبائل اليمنية الخارجة عن سيطرة الحكومة.
كانت تقارير إعلامية ذكرت في وقت سابق أن الولايات المتحدة قررت فتح جبهة جديدة للحرب ضد الإرهاب فى اليمن بسبب تزايد المخاوف من تحول تلك الدولة إلى ملاذ آمن جديد لعناصر تنظيم القاعدة التى تفر من مناطق القبائل فى باكستان. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، قوله : أن الوكالة أرسلت مجموعة من أبرز عملائها الميدانيين الذين يتمتعون بخبرة في مكافحة الإرهاب إلى اليمن، كما أن وحدات خاصة سرية بدأت بتدريب قوات الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الإرهاب. كما رصدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أكثر من 70 مليون دولار لتدريب وتسليح قوات مكافحة الإرهاب فى اليمن خلال 18 شهرا المقبلة وهو ضعف مخصصات هذا البند العام الحالى. ويقول مسئولون أمريكيون ويمنيون إن النقلة الكبيرة فى العلاقات الأمنية الجديدة بين اليمن والولايات المتحدة حدثت أواخر الصيف الماضى أثناء الزيارتين السريتين اللتين قام بهما الجنرال ديفيد بترايوس قائد المنطقة المركزية الأمريكية وجون برينان مستشار الرئيس أوباما لشئون مكافحة الإرهاب إلى اليمن. وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح وافق على الوجود الأمنى الأمريكى فى اليمن استجابة لضغوط من جانب دول الجوار مثل السعودية إلى جانب تزايد المخاطر الداخلية التى تهدد حكم الرئيس صالح.
المصدر:وكالات