أبشروا أيها الصائمون

البشرى ... البشرى... فهاهم؛ الفنانون والفنانات، والراقصون والراقصات،والمهرجون والمهرجات، الحفاة منهم والعراة وأشباه العراة، يتوسلون رضاكم ولو نظرة استحسان لروائعهم التي حرصوا على إنتاجها كي تعرض في هذا الشهر الفضيل. وستعود برامج العهر المدغدغة للفكر قبل الأحاسيس تقدمه مخرجة تتناول فيه قضايا جنسية، وتنهال الاعترافات من الضيوف ذكورا وأناثيّ عن عدد حالات الزنى التي اقترفت في أيام كانت أياما، وليال كانت حمراء وحمراء. فإن لم يعد هذا البرنامج بعينه، فسيأتي آخر نترحم بسببه على السابق الذي يوصف بالطهر والعفاف والحشمة مقارنة بالحالي.
أبشر يا أبا تحسين؛ سيطل عليك، وعلى من هم على شاكلتك في عصرونية كل يوم الشيف رمزي وعزمي و و و يطلبون إليك إحضار ورأة وألم لكتابة مآدير طبأ اليوم وكيفية إعداده. فتذوب الورأة من دموع أطفالك، ويبقى الألم يعتصر أفئدتهم لرؤية أصناف من المأكولات والمشروبات والحلويات لا ولم ولن يذوقوا لها طعما. لذا، فما عليك ياأبا تحسين إلا أن تجمع قواريطك على صحن زلطة وكفاك الله تعالى شر رمزي وعزمي.
أبْ ... شِر ياأبا العبد، برامج الإفتاء ستعم الفضائيات، وسننتقل من إرضاع الكبير خمس رضعات أو أربع، إلى مايمس الصائم مباشرة، وستتوالى أسئلة منذ الستينيات باقية متجددة؛ أي القطرتين مفطرة: قطرة الأذن أم قطرة العين؟ يعقبه سؤال أكثر حيرة من الأول؛ ماحكم من سمع أذان الإمساك واللقمة أو اللقيمة في فمه؟ يليه السؤال الآتي:أيفسد بلع الريق الصوم أم ينقضه؟ ثم هناك مداخلة ملحة من سيدة تسأل : هل يجوز لها تذوق الطعام خوفا من عصبية ونرفزة وتناحة زوجها؟ فيأتيها الجواب بعد البسملة والحوقلة من فضيلته طالبا من السيدة الصبر أو التصبر، وداعيا لزوجها بالهدى وسواء السبيل.
استبشروا خيرا أيها الصائمون؛ فزعل وخضرة قادمان بحلة جديدة و(ستفطسون؛ عذرا) من الضحك عند متابعتكم هذه الكوميديا الرائعة الهادفة. وستشاهدون في أثناء إفطاركم أو بعده بقليل برنامج المسابقات الثقافي المتميز؛ رمضان معنا أحلى. حيث ستزودون بمعلومات شائقة لم تسمعوا بها من قبل، مع جوائز ستعطى قبل أن تقول آلو ألو. ولا تتجوبنوا من الإجابة حتى ولو كان السؤال عسيرا مثل: عاصمة لبنان؛ بيروت أم مقديشو؟ بل وهناك مجال للاستعانة بصديق.
وعند التراويح- قبلها بقليل أو بعدها- ستسهر مع القنبلة الرمضانية؛ زهرة وأزوجها الخمسة، وإذا مش عاجبك الأول، معك غيره أربعة، وهذا من باب المنافسة الشريفة للحاج متولي وزوجاته الخمس. فنعمة الله لم ترض أن تكون الزوجة الثالثة للحاج متولي فاستبدلته بخمسة بعين العدو. وللعلم فقد أجيز المسلسل من قبل الأزهر الشريف، يعني على بلاطة مدعوم شرعا. وللننظر عالعايش السنة القادمة ماالذي سيطرأ على هذا العدد ... وتوابعه. وقد تكون هناك نسخة مستحدثة للكمرة الخفية هذه السنة باللون السوداني، بعد أن عجز مزاج الأردنيين على تقبل هذه الفكرة، أو التعامل معها. وقد نعذر في ذلك؛ حيث قام أحد الأصدقاء بشراء عوامة بنص ليرة، وأخذ يتفحص كل حبة على انفراد فيمسك حبة العوامة بين سبابته وإبهامه مدعومة بالوسطى، يقلبها ذات اليمين وذات الشمال، ومن ثم يمد ذراعيه بشكل مائل إلى الأعلى ليضع الحبة بين عينيه وقرص الشمس تماما كعمل الأترساوند. فإذا كانت الحبة 4 جيد قذفها في الكيس الأسود. وإن لم تنجح في الفحص، أعادها إلى صدر( سدر) العوامة تحت بصر البائع الذي فقد البصر والبصيرة من الغضب.
وبما أن أبو دريس من هواة الأطعمة، فهاهي الحكومة تطمئنه ألا يزيد سعر كيلو الجاج على دينارين؛ واستنادا إلى النسبة والتناسب سيكون سعر اجرين الجاج نصف دينار تقريبا. حيث إن أبو دريس قد ألتهم دجاجة مع أسرته مرة واحدة في حياته، حينها أضاف هذا الحدث إلى التاريخين الميلادي والهجري، في حين وثّق دريس الحدث ذاته في السيفي خاصته. وبالنسبة لأم دريس فهي تعد العدة وبكل ماأوتيت من قوة للتصدي لمحاولات التحرش التي تواجهها في كل رمضان من قبل الحجي وولاده الصائمين، كل منهم يحاول أن يفش غله بها. لذا ستكون لهم هذه السنة بالمرصاد.
وستنتشر الخيم الرمضانية هذه السنة بكثرة؛ فهي مناسبة دينية جاءت من باب رزاق كريم بالنسبة لنوائب الأمة ونائباتها، فهم سيستغلونها بكل ثقة واقتدار مادامت جيوبهم حبلى، والطعام في أفواه الطفارى دفلى. دون الحاجة إلى دعايات إعلانية وبوسترات تشوه مدننا وقرانا وبوادينا . وسيقف المرشح أمام خيمته متهدل الكرش، محمر العينين، سمينا،يتراقص في خطاه منتشيا، يتحلق حوله بعض الشباب العاطلين عن العمل لتصريف احتياجاته الشخصية، لعل وعسى أن يقفز دورهم في ديوان الخدمة المدنية من أرقام فلكية إلى تعيين مباشر على الفئة الرابعة أو العاشرة عن طريق هذا المرشح الذي يشيع كاذبا أمام الناخبين أن معه ظو اخظر.
ورمضان كريم يابو كريم