أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. أجواء حارة نسبياً الرواشدة يكتب : نريد نقاشاً عاماً؟ الأردن هو العنوان الأردنيون يسمعون دوي انفجار مصدره درعا السورية قصف إسرائيلي على دير الزور والقصير بسوريا ابو طير يكتب : ماذا سيحدث في السابع من أكتوبر؟ غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت .. وحزب الله يهاجم مواقع للاحتلال (شاهد) خبراء: تقرير البنك الدولي يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح ترقب ارادة ملكية اليوم تقضي بتعيين رئيسا للمحكمة الدستورية نتنياهو: عار على ماكرون الدعوة إلى حظر توريد الأسلحة لإسرائيل طرح تذاكر مباراة النشامى وعُمان مركز مؤشر الأداء يصدر بطاقات متابعة التزامات الوزراء الحزبيين حزب الله يعلق رسميا على مصير قياداته بعد قصف الضاحية الجنوبية شهداء وجرحى في قصف استهدف سيارة وسط سوريا الأردن يرحب بدعوة ماكرون وقف تصدير أسلحة للاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة ضد النازحين .. الاحتلال يقصف مدرستين ومسجدا وسط القطاع (شاهد) اليونيسف: 550 وفاة وأكثر من 18 ألف إصابة منذ تفشي الكوليرا في السودان زيارة مفاجئة .. وزير الشباب يتفقد صيانة استاد الحسن ومنشآت أخرى نتنياهو: وعدت بتغيير موازين القوى وهذا ما نفعله الآن الاعلام العبري : الحكومة قررت شن هجوم قوي على إيران مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون في قرى الضفة بالعصي والحجارة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الطلاق .. حين يكون محطة انطلاق جميله !!

الطلاق .. حين يكون محطة انطلاق جميله !!

06-08-2010 12:07 AM

صادفتها في احد مولات عمان الكبرى ، كانت زميلة متفوقة في دراستها ، وكانت الأكثر ابداع وحيوية بين الزميلات ، تبادلت معها الحديث ورحت اسأل عن حياتها ،كانت ان تزوجت لعدة شهور وانفصلت ، وتحدثت عن الحياة التي عاشتها بمرارة وهي تضحك وتبتسم ، وكنت استغرب ابتسامتها كلما ذكرت فقرة منها ، قالت لي : كان كالسبع الهائج او ثور وقعت عيناه على خرقة حمراء إن رآني أتزين له كلما حضر لزيارتي ، لا تعجبه الزينة ولا الملابس الجميلة ، كان يفتي بتحريم الماكياج والألوان والعطر داخل المنزل ! أوامره لا تنتهي ، لا تخرجي ولا تجالسي حتى الأقارب والبسي الحجاب وأنت تجالسي خالك الوحيد !! لا تقتربي من الأسواق ولا تتقدمي لأية وظيفة ، كان دخله كافيا لعزلي في المنزل ، احمل شهادة جامعية في مجال التعليم ، متفوقة ومتدربة في مجالات عديدة غير اكاديميه .. ستة عشر شهرا وآنا في فترة الخطوبة والسبب انتظار إعداد المنزل المستأجر وصيانته .

تزوجنا بيمن الله ورعايته ، وعشت بقوانينه الخاصة أربعة شهور ،زنزانة يسكنها بريء ، حرمت من زيارة أهلي وحرموا من زيارتي إلا بحضوره فقط ، أخي الأكبر لم يكن على وفاق معه وحرم من زيارتي لأنه لم يشجعني على الاقتراب منه والموافقة على الخطوبة ، ضاقت بي الدنيا ذرعا ، لم أتمكن من استقبال المهنئين من صديقاتي وأهلي والأقارب ، ولا خروج ولا زيارات ولا زينة ولا حتى منحني حق التسلية بمذياع او محطات تلفزيونية باستثناء المحافظة والمحافظ منها فقط ، أحلامي وطموحاتي أركنتها في زاوية بعيدة من الذاكرة ، لم أكن قد بلغت الرابعة والعشرين بعد ، وخشيت ان يستمر الحبس دون إفراج او عفو ، بدأت أطالبه بساعة \" تشميس \" كل يوم كما يمنح المسجون في زنزانة ، رفض وأغلق الشبابيك المؤدية الى حدائق الشيطان كما يقول ، كنت أخشى أن أهاتف صديقة أو قريب في ساعة يتلوها تحقيق ! لم تكن النقاشات تجدي نفعا ولا الدموع تحرك ساكنا في مشاعره البليدة .

قررت الخروج من المنزل والعودة إلى الأهل وإطلاق سراحي بعفو أصدره انأ وليس هو ، تمردت على السجان وكسرت الطوق وأطلقت العنان لنفسي لأتحرر من سجن أثقل قلبي ونفسي شهور عديدة ، سرت في الشارع الذي لم أراه الا ساعة دخول البيت ليلة الزفاف ، واتجهت بسيارة نقل صوب الأهل ، ودون تلاوة التفاصيل طلب أخي منه باتصال هاتفي الحضور إلى المنزل ، ولما علم بخروجي رفض الحضور لأنني ارتكبت خطيئة الخروج دون إذنه ن وطلب إلي العودة دون نقاش ، رفض أخي الأكبر إكمال الحديث معه ، أمسكت بالتلفون وطلبت إليه ملاقاتي في المحكمة غدا وأبديت رغبتي بالطلاق .

حوارات وجاهات وعطوات استمرت لشهور دون ان اقدم تنازل عن شروطي ، رفض الشروط ورفضت العودة رغم كل ضغوط الناس والأهل ، وبقيت مستمرة على طلبي بالطلاق ، وأخيرا انفصلنا وحصل على كل حقوقه التي أوجبها الشرع له كما جاء في قرار المحكمة الشرعية التي تجاهلت معاناتي وسجني ووحدتي لشهور وشهور !

مضت شهور عديدة وأنا في منزل الأهل ، فكرت في العمل ولم أجد ألفرصه وقوائم الباحثين عن الوظيفة في ديوان الخدمة أطول من شارع منزلنا ، فكرت في إنشاء مشروع صغير يساعدني على تجاوز المحنة كي استطيع مواجهة أعباء الحياة ونسيان أزمتي القاسية ، رحت ابحث عن بيت صغير في منطقتي لتأسيس روضة وحضانة تخدم أهل منطقتي والمناطق المجاورة ، تخيل وهي توجه حديثها لي ان البيت الوحيد المناسب لشروط الحضانة والروضة كان نفس المنزل ( السجن ) الذي عشت به شهور ، كان تصميميي على استئجاره وتحويله من سجن كان يلم جسدي إلى حديقة وروضة وساحة حرية لأطفالي القادمين !! وفعلا ، وقعت عقد الإيجار وأعلنت للناس افتتاح حضانتي ، واستقبلت أكثر من 42 طفلا في الشهر الأول ، وافتتحت صفين دراسيين لأطفال الروضة , وهانا انعم بمركز ووظيفة ودخل جيد .

لم تناقش هذه \" الزميلة \" حرقة دموع الليل وهموم النهار ، ولم تذكر تلك الأهآت التي تنطلق مع أعماق الحزن لتصهر قلبها من جراء ما قاسته ، نفضت الحزن والألم وذكريات الحبس وأوامر السجان عنها ، فالحياة ليست رجل ، وليست ذكرى مؤلمه ، قالت لي بكلماتها الهادئة ان أصابك السم فأنت لا بد ان تمتصه لتنقذ حياتك وهذا ما فعلته انا في تجربتي !!

خاضت الحياة بروح متفائله ، ادركت بوعي ان الحياة لا تتوقف هنا ، سارت وتمردت على قانون القهر الذي يحكم اغلبية نسائنا ان واجهنا نفس التحد ، ادركت بوعي انها ليست خاسرة في تلك الحرب ، قد تكون خسرت معركة لكنها كسبت حربا لأنها ادارتها باحتراف ، ولانها لم تحسب حسابات التهم الموجهة اليها ، ولن تكون خاضعة لقرارات محكمة المجتمع التي غالبا ما تحكم باحكام الاستسلام للواقع والغربة والانطواء والعار وضرورة العودة الى الحبس ..

ادركت ان الطلاق مرحلة انطلاق نحو افاق جديده ، كانت تثق بقدراتها وجمال نفسها وروحها العالقة بالحياه والامل والعطاء ، وادركت ان رسالتها لم تنتهي في تلك المحطة .

تحية الى زميلتي ، وكل زميلة استفاقت وخرجت من عزلة كادت ان تنهي حياتها بحكم قوانين وانظمة وقيم المجتمع التي باتت غير مرغوبة وغير حضارية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع