زاد الاردن الاخباري -
حذر مسئولون بالاستخبارات الامريكية الرئيس باراك اوباما من احتمال ان تشن اسرائيل هجوما على المنشأت النووية الإيرانية خلال الاسابيع القليلة المقبلة ، فيما قدمت طهران شكوى رسمية الى الأمم المتحدة بشأن تصريحات رئيس أركان الجيوش الامريكية الأميرال مايك مولن الذي اكد أن خطط ضرب ايران جاهزة.
وقال المسئولون السابقون في الاستخبارات الامريكية في مذكرة ارسلت الى الرئيس اوباما بعنوان "الحرب مع إيران" " الحرب الاسرائيلية التي تعتزم شنها للقضاء على البرنامج النووي الايراني سوف تقود الى حرب شاملة وربما الى تدمير الدولة العبرية في نهاية المطاف".
واضاف المسئولون الذي توحدوا في هيئة أطلق عليها "مسؤولون أمنيون من أجل العقلانية" :" في حال نشوب الحرب فان المرجح ان تمنح امريكا لاسرائيل الدعم الكامل بغض النظر عن كيفية اندلاع الحرب، ولذلك فمن المهم أن يشارك الجنود الأمريكيون وأن يتم نقل الذخيرة بشكل حر".
وبحسب المذكرة "إذا تعرضت الولايات المتحدة إلى إصابات كثيرة، فإن الأمريكيين سيدركون أن هذه الخسائر هي بسبب ادعاءات اسرائيلية مبالغ فيها تجاه التهديد النووي الإيراني، وعندها من الممكن ان تخسر إسرائيل جزءا كبيرا من مكانتها في الولايات المتحدة".
وتابعت "احتمالات شن الحرب تتصاعد في ظل تقديرات تشير إلى تجدد المحادثات بين إيران والمجتمع الدولي في الشهر القادم بشأن صفقة تخصيب اليورانيوم".
وقال المسئولون "عندما تبدأ المحادثات في سبتمبر/أيلول، التي يعتبرها قادة إسرائيل تحايلا، فإنه يوجد لدى إسرائيل محفز لشن الهجوم قبل التوصل إلى اتفاق".
ونصحت المذكرة اوباما بعدم الوثوق برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خاصة وأنه يستطيع التأثير على أداء الإدارة الأمريكية بدعم من الكونجرس ، فضلا عن تحذير اسرائيل بشكل لا يقبل التأويل بأن عليهم الامتناع عن شن أي هجوم مفاجئ على إيران.
شكوى ايرانية
وقدم المندوب الايراني لدى الامم المتحدة محمد خزاعي الى الأمين العام للامم المتحدة والرئيس الدوري لمجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة شكوى رسمية للاحتجاج على تهديدات رئيس اركان الجيوش الامريكية الأميرال مايك مولن الذي اكد أن خطط ضرب ايران جاهزة.
وجاء في الرسالة "بعض المسئولين الأمريكيين وبعض نواب الكونجرس، يهددون ايران علناً باللجوء الى القوة، ما يُعدّ خرقاً فاضحاً للحقوق الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت الرسالة ان "ايران ضمن تجديدها لموقفها المبدئي بنبذ التسلح النووي من استراتيجيتها الدفاعية، تعرب عن احتجاجها الشديد على إطلاق المسئولين الامـريكيين تصريحات مماثلة غير مسئولة وغــير مبررة ضد الشعب الايراني، تــحت ذرائع واهية".
حرق تل ابيب
وكان مندوب ايران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي اعلن الاسبوع الماضي أن بلاده ستحرق تل ابيب اذا ما تعرضت لأي عدوان للقضاء على برنامجها النووي.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الايرانية عن خزاعي الذي يزور مدينة كاشمير بمحافظة خراسان شرقي البلاد "اذا قام كيان الاحتلال الاسرائيلي بادنى تعرض للاراضي الايرانية فان طهران ستحرق جبهة القتال كلها وبالذات تل ابيب" ، مؤكدا ان الضجة الاعلامية، التي تثار بشأن هذه القضية "ناجمة عن خوف الأعداء".
وقال خزاعي "فرض عقوبات جديدة على بلاده في الوقت الراهن انما يهدف لاجبارها على تغيير برنامجها النووي السلمي" ، مضيفا "اتخذوا من هذا البرنامج ذريعة في الوقت الذي يعلمون جيدا ان أنشطتنا النووية سلمية بحتة وليس هناك أي داع للقلق أو الخوف منه".
وتابع "الكثير يعتقدون أن على إيران تقديم التنازل لأمريكا وبريطانيا فيما يخص البرنامج النووي لكي يكف هذان البلدان عن إلحاق الأذى بها، ويطرحون علينا هذا الموضوع في حين تملك دول بالمنطقة وحتى الكيان الصهيوني الرؤوس النووية".
وأوضح " اسرائيل تمتلك 230 رأساً نووياً عسكرياً ، كما ان هناك دولا مثل باكستان والسعودية في الشرق الأوسط وفي جوارنا تمتلكان القدرة النووية والعسكرية".
ولم تستبعد اسرائيل القيام بتحرك عسكري ضد ايران متهمة عدوها اللدود بالسعي لاقتناء القنبلة الذرية، الامر الذي تنفيه طهران.
وتعلن السلطات الايرانية بانتظام انها سترد بشكل ساحق في حال اي هجوم لاسرائيل او الولايات المتحدة اللتين تسعيان الى جانب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لحملها على وقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم.
خطة اسرائيلية
وكان التلفزيون الاسرائيلي كشف مؤخرا عن السيناريو المتوقع للهجوم الذي قد تشنه الدولة العبرية على إيران للقضاء على برنامجها النووي ، الامر الذي يوصف بأنه مسألة "حياة أو موت" لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .
وقال التقرير "إذا ما قررت الدولة العبرية انتهاج الطريق العسكري ضد إيران ، فإن على سلاح الجوالإسرائيلي تنفيذ عدة طلعات جوية تمكنه من دراسة طريقة بشكل جيد لتحقيق الهدف بفاعلية" ، مشيرة إلى ان هذه المهمة تحتاج لمئات الطائرات وليس لمجرد عشرات .
وأضاف التقرير "لضمان نجاح هجوم سلاح الجو الاسرائيلي يجب استهدف
اولا منظومة الدفاع الجوي الايراني ومضادات الطائرات ومنظومة الصواريخ أرض أرض قبل الهجوم او استهداف اي منشاة نووية".
وأوضح التقرير "هذه الخطة ستمنح سلاح الجو الاسرائيلي مواصلة التقدم باتجاه المنشأة النووية دون اعتراضه من قبل مضادات الطائرات الايرانية ، او الرد بهجوم انتقامي واستهداف الاراضي الاسرائيلية.
وذكرت القناة أنه يفصل بين اسرائيل وايران 2000 كيلو متر ، ومن المتوقع ان تستعين اسرائيل بطائرات بوينج 707 لإعادة التزود بالوقود في الجو".
وقال التقرير " رغم تعلم إيران الدرس واستخلص العبر من الهجوم الاسرائيلي على مفاعل تموز العراقي عام 1981 وقيامهم بنشر منشأتهم النووية في اماكن متفرقة وتحت الارض ، الا ان هناك اربع منشأت يمكن استهدافهم في كوم وآراك واصفهان ونطنز ، وهي المنشأت الاربع المركزية". وتابع "المساس بتلك المنشأت بإمكانه تعطيل قدرة ايران على تطوير برنامجها النووي بشكل ملحوظ".
سيناريوهات الهجوم
وعن سيناريو الهجوم قال القناة الثانية إن المسار الاول سيكون عن طريق البحر الأحمر إلى السعودية حتى ايران ، حيث يعتبر هذا المسار الأكثر سهولة وهو الوحيد الذي سيسمح بالمرور فوق دولة واحدة فقط في مسافة نسبية قصيرة على امتداد حوالي 1,600 كيلو متر الأمر الذي سيرغم الطائرات على التزود بالبنزين من فوق السعودية .
المسار الثاني : عن طريق الأردن ومنها إلى العراق حتى الوصول للهدف وهذا المسار يقدر مداه حوالي 1,600 كيلو متر ويتطلب من الطائرات التزود بالبنزين من فوق العراق .
ومن أجل استخدام هذا المسار سوف يكون على إسرائيل أن تأخد موافقة كلا من الأردن والعراق ، الذي يتعلق أمر الأخيرة بالأمريكان .
المسار الثالث : عن طريق الأردن ومنها إلى السعودية للمرور إلى ايران : يصل مدى هذا المسار حوالي ألفين كيلو متر والتزود بالبنزين فيه سوف يتم من فوق السعودية ، بالقرب من حدودها مع العراق والكويت .
المسار الرابع : عن طريق سوريا ثم العراق ومنها إلى إيران ، ويصل مدى هذا المسار حوالي 1,500 كيلو متر والتزود بالنزين في شمال العراق .
وعلى الرغم من قصر الطريق إلا أنه يجب ان يأخذ بعين الاعتبار العلاقات الوطيدة بين ايران وسوريا ، على ما يبدو أن هذا المسار غير معقول بالمرة .
المسار الخامس : عن طريق سوريا ثم تركيا إلى إيران ويصل مدى هذا المسار حوالي 1,800 كيلو متر والتزود بالبنزين سيتم في جنوب شرق تركيا بالقرب من حدودها مع العراق وإيران ولكن هذا الخيار يعتبر أكثر صعوبة عن سابقيه بعد التوتر في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة على خلفية الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية نهاية مايو/ايار الماضي مما اسفر عن مقتل تسعة اتراك واصابة اخرين .
وكالات