زاد الاردن الاخباري -
عمان - تعالت مؤخرا أصوات مواطنين تشكو من أبراج الضغط العالي القريبة من منازلهم، بعد وقوع عدد من الإصابات جراء ذلك، من ضمنها وفاة شاب في منطقة الكتة في محافظة جرش.
المواطنون الذين يرون أن هذه الابراج تشكل خطرا مميتا لقربها من منازلهم، يدعون شركة الكهرباء والجهات المعنية الى نقلها بعيدا عن الأحياء السكنية، حماية لأرواح المواطنين.
وأعرب بعض من تحدثت معهم "الغد"، عن خشيتهم على أبنائهم الصغار والشباب المعرضين، على الدوام، للاقتراب من هذه الأبراج، ولربما يدفعون أرواحهم ثمنا لهذا الاقتراب غير المقصود.
كما يخشى هؤلاء المواطنون مما قد تسببه هذه الأبراج من مخاطر صحية، حيث يرون أنه ربما تنجم عنها أمراض خطيرة كالسرطانات، مع أن أطباء مختصين لم يجدوا رابطا بينها وبين تلك الأمراض.
وكان عمود كهرباء من الضغط العالي، قريب من منزل عائلة في منطقة الكتة بمحافظة جرش، سببا بتحويل استعداداتها لزفاف أحد أبنائها إلى عزاء، بعد أن قتلت شابا عشرينيا منتصف الشهر الماضي، بصعقة كهربائية، وطالب والد الشاب المتوفى شركة الكهرباء بإبعاد خطوط الضغط العالي، وأسلاك الكهرباء عن المنازل، لعدم تكرار مثل هذه الحوادث مع أي مواطن آخر.
بدوره، قال أحمد السيد، والذي يعمل محاسبا في إحدى الشركات غربي عمان لـ"الغد"، "تشعر زوجتي دوما بتماس كهربائي عند قيامها بنشر غسيل الملابس على السطح أو داخل المنزل، بسبب أبراج الضغط العالي الموجودة على بعد خطوات منها، حيث تشكل خطورة كبيرة على صحتها، وعلى صحة الأطفال". ويشير السيد إلى أن أبراج الضغط العالي، القريبة جدا من منزله الكائن في منطقة طبربور، تشكل هاجسا له على نحو كبير، حيث يسمع أصواتا تصدر منها أحيانا، على هيئة "أزيز"، الأمر الذي يشكل له حالة من القلق الدائم.
بدوره، قال محمد زياد (24 عاما) إن مصدر الخطر في أبراج الضغط العالي الكهربائية، يكمن في زيادة المجالات الكهرومغناطيسية، والتي تصدر مجالات كهربائية لمجرد وجود جهد كهربائي على الأسلاك.
زياد والذي يدرس علم الصيدلة، اعتبر نفسه من المطلعين على هذا الأمر، نظرا لقرب أحد الأبراج الكهربائية ذات الضغط العالي من منزل والديه، في منطقة الجبيهة.
وأضاف "أجريت بحثا مطولا عن هذه الأبراج، عبر الشبكة العنكبوتية، وتبين لي أنها ذات أثر كبير في تدمير خلايا الجسم، وهو ما يعتبر سببا كافيا للإصابة بسرطان الدم، فضلا عن أمراض القلب، واضطراب إفراز الأنزيمات، وتشوه الأجنة، والخمول والكسل، علاوة على اضطراب معدلات الكالسيوم وأمراض أخرى".
بدوره، يقول اختصاصي الباطنية وأمراض الدم في مستشفى البشير الدكتور نزال البصول، إن الدراسات المتتالية التي أجريت في السنوات العشر الأخيرة، لم تثبت "على نحو قاطع" وجود علاقة بين شبكات الضغط العالي وأمراض السرطان المختلفة.
وأكد البصول لـ"الغد"، أن الشكوك كانت تحوم حول الأجهزة التي لها علاقة بالموجات الكهرومغناطيسية، والتي تصدرها وتؤثر على صحة الإنسان، مشيرا إلى قلة الدراسات والأبحاث في هذا المجال.
وبين أن الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن تسبب أمراضا سرطانية لدى الإنسان، شرط التعرض المباشر لها لفترات طويلة.
إلى ذلك، تنفي شركات الكهرباء وجود أية أخطار مؤكدة من أبراج الضغط العالي، في ظل محاولات البحث عن حلول للتعامل مع خطوط الضغط العالي، وتقليل الحقل المغناطيسي الناتج عن الخطوط الكهربائية والمحطات والمحولات.
وأشار المهندس الكهربائي في شركة الكهرباء الوطنية محمد أبو زعرور، إلى أن الشركة ملتزمة بالمسافات المسموح بها، وذلك حسب كل برج، ومدى قوته "الفولطية".
وأكد أبو زعرور في لـ"الغد" أن الشركة قامت بدراسات كثيرة على "الفولتات" العالية، لكنها لم تتوصل إلى أي شيء يثبت علاقتها بأمراض مؤكدة، كالسرطان.
وحول شكوى المواطنين من أن أبراج الضغط العالي القريبة من أماكن سكناهم، أوضح أبو زعرور أن شركة الكهرباء الوطنية قامت ببناء الأبراج في أراض ومناطق قبل أن يقوم الإنسان بالسكن فيها، مشيرا إلى أن المواطنين هم الذين يقومون ببناء منازلهم والسكن حول هذه الأبراج، ومؤكدا أن الشركة تعمل منذ فترة طويلة على الاستعاضة عن الأبراج بـ"كابلات" ممتدة تحت الأرض.
وقال إن الشركة تقوم بوضع لافتات تحذيرية على الأبراج تناشد فيها المواطنين الابتعاد عن خطوط الجهد العالي، وإنها قامت بهذه الخطوات حتى في الأبراج القائمة في وسط الصحراء.
محمد الكيالي-الغد