أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
التمييز ترد أول طعن في نتائج الانتخابات للمرشح ضياء هلسة لعدم وجود خصوم. الدويري: القسام تفسد على نتنياهو خطاب النصر بذكرى 7 أكتوبر قصف موقع إسرائيلي من جنوب لبنان عباس: على المجتمع الدولي وقف العدوان على غزة ولبنان معاريف: أضرار الهجوم الإيراني على قاعدة نيفاتيم ستضعف الدفاع الجوي الإسرائيلي إعلام إسرائيلي: مقتل جنديين بمعارك مع حزب الله اربد: افتتاح دار القرآن الكريم بمسجد جعفر الطيار في كفر راكب محافظة القدس ترجّح ارتفاع اقتحامات المستوطنين بسبب "الأعياد اليهودية" 10 مراكز أمنية جاهزة لخدمة ذوي الإعاقة بالأردن بلينكن: نعمل مع الشركاء لإنهاء الصراع بغزة بنك الإسكان يموّل مشروع إمداد تجمعات صناعية بالغاز الطبيعي (الميداني الأردني) للتوليد والخداج يتجه إلى غزة اليوم بزشكيان: العدو الصهيوني سينال عقابه وسنواصل دعم المقاومة 8 شهداء جراء قصف الاحتلال عدة مناطق بقطاع غزة إعلام عبري: هجوم محتمل على إيران خلال أيام الدفاعات الروسية تسقط 113 مسيّرة أوكرانية الخميس الأردن يشارك اليوم في اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث سبل دعم لبنان أمير قطر: ما يجري في قطاع غزة عمليات إبادة جماعية النفط يواصل الارتفاع وسط التوترات بالشرق الأوسط استقرار أســعـار الذهـب الأردن الخمـيس
الصفحة الرئيسية أردنيات مخفقون في "التوجيهي" تجاوزوا نكسة الرسوب ولم...

مخفقون في "التوجيهي" تجاوزوا نكسة الرسوب ولم يحلوا "عقدة" المجتمع

09-08-2010 09:51 AM

زاد الاردن الاخباري -

عمان- "من لم يتذوق مرارة الإخفاق فلن يعرف نكهة النجاح".. حكمة قديمة توارثتها الأجيال، غير أن القلة فقط من آمنت بها وعملت على هديها، لاسيما في العصر الحديث.

والملاحظ، دوما، أن ردود فعل الناس تتفاوت حيال الإخفاق، فمن محبط لا يملك إرادة التغيير، إلى مراوح بين الأمرين، ومن لاعن يندب حظه، إلى قوي سرعان ما يعض على فشله وينطلق بعزيمة نحو قلب المعادلة إلى نجاح باهر.. ولعل أكثر ما يجعل النقيضين واضحين، ما يظهر في "أيامنا هذه"، خصوصا أن الامتحان أصبح "رعبا" يساور الطلبة والأهالي على السواء.

الثلاثيني عمر، مثلا، من فئة ذوي العزائم، فهو لم يكن يدرك أنه، وعلى الرغم من إخفاقه في امتحان التوجيهي، سيحقق كل نجاحاته الحالية.

وفي هذا الصدد يقول "عند رسوبي في التوجيهي غضب مني الجميع، وخصوصا أهلي، ونعتوني بالفاشل، وبأني سأبقى طوال حياتي نادما على ذلك، غير أنني، بعد توجهي نحو الصنعة التي أحببتها منذ أن كنت طفلا، بدأت بتحقيق النجاح الذي طالما حلمت به".

ويضيف أنه ليس نادماً، على الإطلاق، على هذا القرار الذي اتخذه، غير أن اكثر ما يضايقه هو نظرة المجتمع عند معرفتهم بأنه لم يكمل تعليمه .

أما العشريني مسعود، فهو نادم أشد الندم على عدم إعادته امتحان التوجيهي، مبيناً أنه، وعقب إخفاقه، توجه إلى إحدى الكليات، وحصل على مجموعة من الدورات، والتي تعهد القائمون عليها له بأنهم سيقومون بتأمين العمل له بعد ذلك، غير أن أيا من تلك الوعود لم يتحقق، ويقول "هناك بهرجة وخداع في هذه الدورات، كونها توهم الشباب على الفاضي".

يضيف، أيضا، بأنه يتمنى لو أنه استمع إلى أهله وأعاد التوجيهي مرة أخرى، لكان، الآن، في مكانه المناسب مع باقي زملائه، وأكثر استقرارا مما هو عليه، كونه بات يتنقل من عمل إلى آخر.

وكانت قد بلغت نسبة النجاح في التوجيهي لهذا العام 57.1% للطلبة النظاميين، و55.2% لطلبة الدراسات الخاصة.

ولأن الثانوية العامة تعد سنة فاصلة في حياة الطالب، يرى اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، و"للأسف الشديد"، أن نسبة النجاح في التوجيهي لا تتجاوز بالعادة حد 60% أي أن ما يقارب 40% يخفقون ولا يحصلون على معدلات مناسبة، مبينا أن ذلك معناه أنهم بحاجة إلى إعادة تأهيل ودمجهم في المجتمع، وتوعيتهم وتثقيفهم بخطورة عدم المحاولة مرة أخرى، لأن ذلك معناه البحث عن فرص ومجالات أخرى قد لا تكون في مستوى طموحهم.

والخزاعي يرجح أن معظم هؤلاء ستختطفهم البطالة، نظرا لأن نسبة كبيرة من طلبة التوجيهي هم في عداد المخفقين، ونحو النصف منهم يعيدون الكرة، في حين لا يكترث الآخرون بالأمر نهائياً، مبيناً أن الذين يعزفون عن إعادة التوجيهي ربما ينجحون في مجالات أخرى غير التعليم، شريطة البدء من نقطة الصفر.

أما اختصاصي الطب النفسي د.عماد الزغول فيرى أن السبب يكمن في أن "التوجيهي" يعد المحك الذي اتفق عليه المجتمع، علما بأن الإخفاق في امتحان التوجيهي، ليس بالضرورة أن يكون مؤشراً على الفشل في بقية حياة الطالب، غير أن التوجيهي يبقى عقدة المجتمع، لأنه يعد التوجيهي نقطة تحول ومحكا للنجاح الأكاديمي ودخول الجامعة.

ويضيف الزغول أن النظرة الاجتماعية هي التي تغذي "العقدة"، وهناك كثير من الأشخاص الذين حققوا نجاحات على مستوى عال، من دون أن تتبدد من داخلهم تلك النظرة الدونية حيال أنفسهم، جراء عدم حصولهم على التوجيهي وإكمال تعليمهم.

في المقابل، يصف الخزاعي نظرة المجتمع إلى المخفقين بأنها "قاسية"، وتحديدا نظرة الأهل والأقارب، خصوصاً وأن الشهادة، في نظرهم، معيار المجتمع، على الرغم من أن النجاح في العمل هو معيار آخر مهم وله وزنه.

الخزاعي يؤكد، كذلك، أن الصدق مع النفس، هو الأهم، إذ إن ميول الطالب قد تتجه إلى غير الدراسة، فإذا كانت كذلك، فلا بد من أن يفعل الطالب ما يراه، مشددا على أهمية عنصر الصراحة بين الأهل والأبناء، ولافتا إلى أهمية المحاولة وإعادة الكرة في الدراسة مرات عدة.

إحدى العاملات في كلية "القدس"، تؤكد أنهم يقومون بتوفير دورات لا يشترط فيها المؤهل العلمي، حرصا على مساعدة الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في التوجيهي، وهي دورات داعمة لهم في سوق العمل.

وتضيف أن هذه الدورات تفتح لهم كثيرا من الأبواب، فهناك شركات عديدة على استعداد لتوظيف الخريجين، إضافة إلى أنهم يسعون، أيضا، لتسهيل فرص عمل لطلبتهم إن أمكن ذلك.

أما طالب التوجيهي محمد فيعترف أن هذا العام كان فاصلا بالنسبة له، وكان الجميع يترقب نتيجته، وعلى الرغم من نجاحه إلا أنه غير مقتنع بتصنيف المجتمع لهذه السنة كمقياس، إذ إنه يبرع في كثير من الأمور التي لا يتقنها أي من زملائه.

ويعود ليؤكد بأن خوفه على أهله وعلى أملهم المعلق به، وتذكيرهم الدائم له بأن "لا يوطّي راسهم"، هو، فقط ما جعله يعطي هذه السنة كل هذا الاهتمام، إضافة، طبعا، إلى المجتمع الذي لا يقيم معيارا للذكاء قدر ما يهمه أن يتخطى الطالب التوجيهي، وإلا يعتبر الشخص، في نظره، فاشلا.

اختصاصي الإرشاد التربوي أحمد عبدالله يرى أن المجتمع للأسف، يشكو من هذه الظاهرة، وهو السبب الرئيسي فيها، كونه يعتبر أنه "لا نجاح في العالم غير نجاح التوجيهي".

يضيف، أيضا، أن نجاح التوجيهي لا يغطي سوى 15 % من نجاح الإنسان، مبيناً أن الطالب عبارة عن "ميول ومهارات شخصية"، وأن هناك عددا كبيرا من الناجحين في المجتمع لم يتخطوا التوجيهي، غير أن الخلل يكمن في المجتمع، بل حتى في شركات التوظيف، التي ما تزال تطلب شهادة التوجيهي، وهذا يعد، بنظره "تخلفا".

ويرى عبد الله أن نظام التعليم كله بات محتاجا إلى كم كبير من التعديل، حيث أصبح معيار النجاح هو الشخص الجامعي، فضلا عن أهمية النجاح في التوجيهي، لافتا إلى أن الحل يكمن من خلال إبراز قدوات ناجحين لم يحصلوا على شهادة التوجيهي، فضلا عن أن النظام التعليمي يجب أن يركز على ميول الطالب، وأن يكون تخصصه بناء على شخصيته، وأن يتم البدء بذلك منذ الصفوف الأولى.

وفي ما يتصل بالأهل، يرى عبد الله أنه يجب عليهم أن يبدأوا مع الابن من وقت مبكر لتحديد ميوله وتعزيزها، وأن لا يقفوا أمام هذه الميول البتة.

مجد جابر- الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع