أيام معدودة ويقترب شهر الخير والإحسان – شهر رمضان المبارك،فالأردنيين سيصومون الشهر الكريم وللمرة الثالثة في عهد رئيس الوزراء عبد الله النسور،ولم يحصل أي شيء يذكر،فالسياسة والإقتصاد هي هي ولم يتغير شيء يذكر،ولكن للأردنيين صبر جميل والله المستعان..فالمديونية عالية مثل الهمّة العالية ،ورشاقتنا والله أعلى من المديونية،فلاتضخمنا ولا نمونا،وما أصعب هذا الشهر وصيامه لهذا العام،وذلك من شدّة تألمنا لمذابح الأخوة فأشلاء أخوة العروبة تتناثر بين الفينة والأخرى..
في كلّ عام يادولة الرئيس حيث أصبحت عرفاً رسمياً لكلّ من يتولى أمانة عمّان أن يعلن عن إنشاء الخيم الرمضانية،بل أدعيها جزافاً"الخيم الشيطانية"،ولايجرؤ كلّ من يتولّى ذلك المنصب أن يستطيع إلغائها،فالصّحابة رضوان الله عليهم كانوا يستقبلون شهر الرحمة والإحسان قبل حلوله بستة أشهر،والحكومة تستقبله لتحوّله إلى شهر للإستثمارات،فالإستثمار في بلادنا أصبح يقترب من المحظور،فالرسول عليه السلام يقول:"من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ماتقدّم من ذنبه..فكيف عندئذ سنفوز بهذا الشّهر لنكسب أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النّار؟،و رمضان هذا ستحوّله إلى أماكن للّهو والسقوط في الحضيض،وذلك على فرض أنّ هذه الخيم تبدأ بشكل يومي من آذان المغرب إلى آذان الفجر،فلايوجد فيها شيء يخدم الدّين ولاعن ثقافة العروبة ولاقصص وحكايات الأردن وتاريخه،فلم نستخدم هذه الأماكن إلاّ لدقّ العود ورقصني ياجدع،فألا يستطيع دولة الرئيس أن يقرّر ذات يوم بأنّ هذه الخيم خرجت عن عاداتنا وتقاليدنا هذا أولاً،وثانياً:إبعاد الأردنيين والأخوة العرب المقيمين في بلادنا عن ذكر الله وبالأخص صلاة التراويح،فهل نستطيع إحصاء عدد مصلي صلاة التراويح بكلّ مساجد المملكة؟،أتحدّاكم أن تخرجوا برقم يتجاوز ربع مليون شخص من أصل عدد سكان الأردن والذي وصل تعداده من مواطنين ومقيمين ولاجئين مايقارب سبع ملايين نسمة، والسبب هذه الخيم الشّيطانية،فعلاً ينطبق على كلّ من يقف وراء هذه الآثام المثل البدوي الرّائع:"شرش الحيا طق"،وبالعلم أنّ دولة الرئيس يرى أنّ هذه الخيم فيها (أقل كلفة) على المواطنين وتشكّل نمواً لصاحب الضّرائب،ولكن لايعلمون أنّ ربّ العزّة يقول:"إنّ المبذّرين كانوا من إخوان الشياطين،وكان الشّيطان لربّه كفورا"..
قبل أيام خرج علينا أحد المحافظين المحترمين على إحدى الإذاعات الجماهيرية،ليتوعّد بيد من حديد كلّ من تسوّل له نفسه أن يفتح خمارة في رمضان،طبعاً عندما سمعت ذلك الصّراخ شعرت كأنّني أحضر(طرزان) أيام الصّغر،وتألمت عندما قال أنّها تعليمات من من معالي وزير الدّاخلية(والنّعم والسّبع أنعام)،فرمضان ممنوع شرب الخمر فيه،ولكن يسمح بالإحدى عشر شهراً الباقية بشرب الخمر،وعندئذ أسأل عطوفة المحافظ أليست تعاليم القرآن والكتب السماوية سبقت تعليمات معاليه وجميع بني البشر،وحرّمت الخمر وإعتبرته رجس من عمل الشيطان.
وتخيّلت يادولة الرئيس من أجل تحقيق وفورات في الخزينة،نجعل صلاة التراويح أربع ركعات،فلتصبح عدد ركعات صلاة التراويح(4×30=120) ركعة،بدلاً من(8×30=240) ركعة في كلّ مسجد،وهذا إذا علمنا أنّ عدد مساجد المملكة يقارب 7000 مسجد،ولهذا وجود المصلين أكثر من ساعتين سيؤثر على موازنة وزارة الأوقاف ،فلا تستطيع الوزارة دفع فواتير كهرباء ومياه ومستلزمات لوجستية خاصة بالمسجد،وإذا علمنا كذلك أنّ نصف مساجدنا بدون أئمة أو مؤذنين أو خدم.
وعلى هذا الأساس إمّا أن نخفّض الركعات أو نغلق المساجد،وطالما نحن في فصل الصيف الحار قد يصيب المصلّين (بالوعكات الصّحية).ومسلسل باب الحارة راح على المصلّين..ياحسافة يادولة الرئيس أن يأتي رمضان ومساجدنا بدون أئمة أو مؤذنين والسبب أنتم..هل فكّرت ذات يوم بالإهتمام بخرّيجي كليات الشريعة في الجامعات الرسمية والخاصّة؟،فما المانع أن يتم تأهيلهم لدورات تدريبية في فقه القرآن والسنّة النبوية لمدّة ستة أشهر،وهذا (أقل كلفة) بدلاً من أن نجلب الأئمة (محفورين) دون وعي أو إرشاد،فالحق أقول:ياحيف عليكم.. سامحنا يا رمضان!
وهنا يادولة الرئيس الوطن يعجّ بالفقراء واليتامى والمساكين ،وتخيّلنا أنّنا سنجري كشعب صفقة مع حرامية البلد،فأقول لايوجد رمضان حقيقي يأتي على بلادنا وهي مليئة بالفاسدين،فقام الشعب بإجراء تسوية مع هؤلاء الحرامية وعلى فرض أنّ مصيرهم في جهنّم يعمهون،فإقترح الشّعب أن تكون الصفقة بعدم إرجاع الفاسدين الأموال التي سرقوها من الخزينة،لأنّنا نعلم لايوجد فائدة معهم،والكل يعلم أنّ الحنفية الوحيدة في بلادنا التي تداوم 24 ساعة هي حنفية هؤلاء الهوامير فالسرقة تحت حماية أسيادهم،وكذلك نعلم أنّهم معفيين من المسائلة والعقاب،وبدأت المفاوضات المباشرة بإيجاد إصطلاح"حفنة للفقير وحفنة للحمير(الذين ساعدوكم على النّهب والسرقات)،وعندئذ عرضنا عليهم خدمة الفقراء وإيوائهم مقابل رفعهم إلى سور الأعراف،وأن تكون أعطياتكم إلى الفقراء بدلاً من الخزينة ونسامحكم في الضّرائب ورسوم بدل طوابع.فرفضوا وجلسوا في جهنّم،فلاينفع معهم مفاوضات ولاصفقة سور الأعراف كذلك فهم قوم لايشبعون!، ،:إحترنا ياقرعة من وين نبوسك!..فأهلاً وسهلاً بكم في حكومة الرّشاقة والنّزاهة..هنا أبوزهير!
وهنا يادولة الرئيس كان لنا تخيلاً بأنّ أحد المستثمرين الجدد وهو بارع في صناعة الشيبس يريد أن يودّعك قبل رحيلك من الدوّار الرّابع،ليخصّص لك شيبس (أبوزهير)،وذلك ليحقق (نمواً) في أمواله،وعندئذ خصّص دعاية حلوة ووضعها على كيس الشيبس تحت عنوان:(أكشط وإربح مع دولة الرئيس)..فأتسائل هل سينجح مشروعه،بالطبع لا،فلن يأكله الأردنيين..والسبب أنّ أي طفل سيلتهم قطعة منه وهم مازالوا على مقاعد دراستهم،لاينسى أنّك حرّمتهم من أسباب الحياة الحلوة وعلى مدى ثلاثة سنوات،فقرارات رفع سعر الملابس ورفع أسعارحليب الأطفال،عدا عن إنتشار المخدرات في مدارسهم،وآخر شيء ماتمّ تسريبه من وزارتكم المصون من أسئلة الإمتحان الوزاري للصفين السادس والتاسع،هذه كلّها أسباب عدم النّجاح ،فأقول بكلّ حسرة قم ياوصفي من قبرك وعلّم أصحاب المعالي والعطوفة كيف كنت حاضناً لهؤلاء الأطفال وتاريخك شاهد على ذلك..فأقول:فمن عذّبك يادولة الرئيس في طفولتك؟
وإلى الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين،فبعد مرور 16 سنة ميلادية على حكمك الميمون،فأمنيتي لك بأن تعود إلى التخفي والتنكر في شهر رمضان المبارك لتراقب بنفسك عذابات المواطنين من قبل مسوؤلينا الأشاوس،راجياً منك عدم إصطحاب أي مسوؤل أو حرس شخصي(لأنّ الأردنيين يحرسونك ويحبونك)،فأنت الرّاعي والشعب الرّعية.
ولأنّنا نعلم أنّ الأردنيين جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات،وهم غائبون عن المشاركة في صنع القرار،فإنعدمت الثقة بين الدوّار الرّابع والِشّعب وأصبحت في موت سريري،فالإرسال والإستقبال مفقود،وهناك تشويش عبر الأشعة الكهرومغناطيسية،ومن أجل هذا سأوفّر حبر قلمي لرمضان القادم،وراجياً من المولى عزّ وجل أن لاتصيبنا وعكة صحية قبل رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه إنّه سميع مجيب،فالقاعدة هنا تقول:"الوفورات تلعب دوراً في إنخفاض الوعكات الصّحية"..ولكن هذا لايمنعني من أن أصرخ متألماً:(وإنّ بفراقكما ياوصفي وياهزّاع لمحزونون)..تقبّل الله طاعتكم!