زاد الاردن الاخباري -
نفذ نقابيون وحزبيون اعتصاما أمام وزارة السياحة والآثار ظهر أمس، رفضا منهم لـ"الزيارات التطبيعية" إلى القدس المحتلة، التي تنظمها مكاتب سياحية محلية، وقاموا بإحراق العلم الإسرائيلي، تعبيرا منهم عن "رفض التطبيع مع العدو الصهيوني".
وحمل المعتصمون لافتات كتب عليها "نعم لمقاطعة المكاتب السياحية التي تنظم الرحلات التطبيعية إلى القدس"، و"زيارة القدس تحت حراب الاحتلال تطبيع مع العدو الصهيوني".
وكشفت النقابات المهنية أسماء عدد من المكاتب السياحية التي اعتبرتها "مطبِّعة" مع إسرائيل بتنظيمها لرحلات إلى القدس المحتلة، بذريعة الحج الديني وزيارة الأماكن المقدسة.
وقال رئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء الدكتور أحمد العرموطي إن النقابات "تعلن خلال الاعتصام عن موقف الشعب الأردني الرافض للتطبيع مع إسرائيل"، معتبرا أن التطبيع مع إسرائيل اعتراف بها، مشددا على أن فلسطين ستبقى عربية وحقا للعرب والمسلمين.
وأشار إلى أن "إسرائيل هي كيان استعماري يستهدف مختلف دول المنطقة، ويفتعل المشاكل معها"، موضحا أن الأردنيين يؤمنون بأن إسرائيل تسعى لكسر الحاجز الشعبي الرافض لها في الأردن، مطالبا الحكومة ووزارة السياحة بمنع مكاتب سياحية بتنظيم الرحلات "التطبيعية".
بدوره، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي رئيس اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع حمزة منصور إن "لجان مقاومة التطبيع ليست ضد السياحة بحد ذاتها، ولكنها ضد السياحة التطبيعية إلى فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة؛ إسلاميا ومسيحيا".
ووصف التطبيع بـ"الاختراق لجميع مناحي الحياة"، داعيا إلى التصدي له "ليس لنصرة فلسطين وحدها، بل دفاعا عن هذا الوطن المستهدف من قبل سياسة إسرائيل التوسعية العنصرية"، مبينا ضرورة تواصل جهود مقاومة التطبيع على مستوى الوطن العربي.
وفي الوقت الذي وصف فيه المطبعين بـ"المنسلخين عن عقيدتهم وقيمهم"، وجه منصور التحية للتجار الذين استجابوا لفتاوى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، داعيا أصحاب المكاتب السياحية إلى التراجع عن إرسال وفود سياحية إلى فلسطين المحتلة.
ورأى عضو الهيئة الإدارية لجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية إبراهيم علوش أن التطبيع "جريمة كبرى يعطي الشرعية للاحتلال"، مؤكدا ضرورة ألا تكون هناك زيارات إلى فلسطين إلا بعد تحريرها.
ووجه علوش الدعوة إلى الجماهير للمشاركة في الاعتصام أمام مسجد الكالوتي في منطقة الرابية كل يوم جمعة للمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير الإسرائيلي من الأردن.
رئيس لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية المهندس بادي الرفايعة أكد أن اللجنة "ستكشف عن أسماء المطبعين الذين درسوا في المعاهد والجامعات التطبيعية والذين يسهمون بتوفير البنية التحتية للتطبيع".
وفي بيان لها، قالت اللجنة إن "زيارة القدس والصلاة في الأقصى تحت حراب الاحتلال، وبأخذ تأشيرة من سفاراته، يعتبر عملا محرما من الناحية الشرعية والوطنية والسياسية".
وأشارت اللجنة إلى أن العديد من علماء الدين الإسلامي وعلى رأسهم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أفتوا مرارا بذلك، كما منع البابا شنودة الأقباط في مصر من زيارة فلسطين واعتبر ذلك تطبيعا غير مقبول.
وقالت اللجنة إن "الدعوات إلى زيارة فلسطين، أو الصلاة في الأقصى، مشبوهة وخطيرة، فهي تعطي الانطباع للعالم بسيادة وشرعية الكيان الصهيوني على القدس، وتعطي الشرعية للمعاهدات والاتفاقيات المشؤومة معه".
ودعت اللجنة في بيانها المكاتب السياحية التي تنشر إعلاناتها في الصحف اليومية إلى الالتزام بالموقف الوطني والشرعي بهذا الخصوص، وتقديم مصالح الأمة ومبادئها على الربح العابر والمكاسب الشخصية.
mohammad.kayyali@alghad.jo
محمد الكيالي - الغد