يقال بان الزحام يعيق الحركة. 150 شخص لتشكيل حزب، هل سندخل موسوعة غينيس في عدد الأحزاب في يوم ما؟
بحسب معطيات القرارات الصادرة مؤخرا فانه سيصبح في كل حارة حزب لان العدد 150 شخص، ماذا تفعل الحكومة إذا أصبح في الأردن 300 أو 400 حزب وربما أكثر من ذلك، وهل تستطيع تلك الأحزاب وبهذا العدد من تشكيل حكومة حزبية في يوم من الأيام بعدد 150 شخص.
إذا ما علمنا بوجود 36 حزبا في الأردن لغاية الان رغم وجود بعض الشروط في تشكيل الأحزاب قبل صدور هذا القانون مثل اشترط تمثيل كل المحافظات بعدد معين إضافة إلى وجود العنصر النسائي في الحزب.
أما الان فقط سقط الكثير من الشروط السابقة في تشكيل الحزب مما سيتيح الفرصة لهواة السياسة في تشكيل الأحزاب أو تفتيت الأحزاب السابقة بالانشقاق عنها رغبة في تشكيل حزب جديد.
من جهة أخرى تمويل الأحزاب، هل نستطيع الحكومة تمويل عدد كبير من الأحزاب والكل يعلم حجم مديونية الدولة وعجز الموازنة السنوي.
وهل يستطيع حزب بعدد 150 شخص ولو افترضنا أن الاشتراك السنوي للشخص بالحزب 24 دينار هل هذا الرقم قادر على فتح مقر للحزب أو الإنفاق عليه(إذا انقطعت معونة الدولة لكثرة الأعداد) .
من هنا أتوقع هيمنة حزب الشخص الواحد المقتدر ماليا ليقوم بالإنفاق على الحزب ليكون رئيسا له مدى الحياة وهذا تكريس لمبدأ غير صحيح في الحياة الحزبية بشكل عام.
اعتقد بان الأحزاب في الأردن سيصبح لها دلال (بائع) ينادي في سوق الجملة وتتكدس وتصاب باختناقات تسويقية وبعضها لن يسوق وستصبح مهزلة .
لا نعرف ما هو هدف الحكومة في دولة لا زالت ناشئة في مجال الأحزاب ولا توجد لدينا تجارب حزبية حقيقية حتى يتم السماح بتدمير بصيص الأمل في نجاح التجربة الحزبية الأردنية عن طريق تقليص أعداد المنتسبين والمؤسسين للأحزاب السياسية في الأردن.
إذا كان هدف الحكومة إقناع الناس والتسهيل عليهم بالانتساب للأحزاب أو تشكيلها فيجب الاهتمام بالنوع وليس الكم أي نوعية الحزب وبرامجه من خلا عقد ورش عمل ودورات عن طريق وزارة التنمية السياسية الجهة الراعية للأحزاب في الأردن حتى يكون لدينا مخرجات حزبية حقيقية وليست حمولة زائدة.
أي أن يتم تقييم الحزب سنويا على ما تم انجازه من برمج وجذب عدد مناسب من المنتسبين للحزب وعدم الاكتفاء بهذا الرقم الهزيل سابق الذكر.
وعدم اعتبار القرار السابق بمثابة تشتيت للنخب السياسية في عدة أحزاب بدل اجتماعها في أحزاب قليلة العدد وحقيقية تستطيع قيادة مرحلة الحكومات الحزبية القادمة بكل اقتدار ومهنية عالية. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما.