زاد الاردن الاخباري -
رفض أسرى روس لدى هتلر دفن يهود أحياء , فأمر ضابط ألماني اليهود بدفنهم ففعلوا وحين وصل التراب رقابهم أوقفهم وقال للروس : هل علمتم لماذا نقتلهم ؟
وفي كتاب الله العظيم يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) إذن لا عهد لليهود ولا ميثاق .
لكن في باب الحارة يختلف الوضع ،هذا المسلسل الذي يشاهده الصغير قبل الكبير والذي تعودنا على متابعته على مر سبع سنوات متتالية ، حيث يصور هذا المسلسل المجتمع السوري بعاداته وتقاليده وشموخه ونخوة أهله .
هذا المجتمع الذي يتميز بالأصالة على مر العصور ،وقد حظي طيلة هذه السنوات بنسبة عالية من المشاهدين وكاد يصبح جزء لايتجزء من رمضان بعاداته وتقاليده ، لكن هذه السنة كان الجزء السابع يختلف كل الاختلاف عن باقي الأجزاء الأخرى ، فقد انحرف عن مسار تصوير المجتمع السوري إلى دعوة صريحة للتطبيع من خلال إيجاد حارة اليهود والتي استطاع المخرج والمؤلف تصويرها بصورة قريبة جداُ من عادات وتقاليد المجتمع السوري .
وقد أظهر لنا بأن اليهود أصحاب مبادىء وقيم فهو المجتمع المحافظ الذي تربطنا به مواثيق وعهود يجب صيانتها واحترامها ، فهل كان باب الحارة رسالة صريحة للتطبيع مع العدو من خلال الصفح الجميل عن جرائمهم .....فهم يعيشون في حارة قريبة من الحارات السورية .
ومن المعروف في أوروبا أن اليهود يعيشون في أحياء خاصة بهم تسمى ( الجيتو ) تلك الأحياء التي يحيط بها الغموض والأسرار والتي يُحرم الاطلاع عليها، ويمتهنون هنالك امتصاص دماء تلك الشعوب ونهب خيراتها، لكن مانجده هنا في باب الحارة بأنهم جزء لا يتجزء من حارات سوريا , فمنذ متى أصبح اليهود يحتلون قلب بلادنا ويسيرون فيها ولا يعيثون في الارض فساداُ ؟ أو ربما مازلت بدائية في أفكاري والوضع اختلف تماماً ربما .
في هذا المسلسل أراد المخرج أن يجد علاقات طبيعية وعادلة بين الطرفين على غرار أي علاقة في حالة سلام وان هنالك ترابط ومودة وأحترام تنتفي بها العداوة بكل صورها .
وكدنا في هذا المسلسل أن نُعيد قراءة التاريخ من جديد لعلنا قد ظلمنا اليهود ذات يوم في أحكامنا والتاريخ القديم كان مزيف ،فها نحن نجدهم يصفحون الصفح الجميل المشرف, ويعتزون بنا ويتسابقون لفعل الخير قبلنا .....
وحاخام اليهود مثال لرجل الدين المصلح الذي يخشى الحرب الطائفية ويسعى لبث الأمن والسلام، إذن لماذا نعتبرهم أعداءا لنا وما تاريخهم الطويل الملوث بالدماء والقتل والتشريد في فلسطين إلا تاريخ ملىء بالشوائب والحكايات الخاطئة , فهم أصحاب مبادىء وقيم وهذا ما أراد صانع المسلسل إيصاله ليس لنا فقط بل للأجيال القادمة التي يشغلها مواقع التواصل الاجتماعي عن قراءة التاريخ لترسخ في ذاكرتهم تلك الصورة العطرة للعدو المجرم .
مخرج المسلسل ومؤلفه والقائمين عليه نسيوا أن اليهود ليسوا أصحاب حضارة إنسانية فهم لايملكون إلا رسالة واحدة هى رسالة الفساد في الأرض ونشر الأفكار السيئة والثقافة البذيئة , نسى المخرج أن اليهود في داخل الكيان اليهودي متناقض حضارياُ وثقافياُ .
للاسف هذا المسلسل الذي كان رسالة واضحة للتطبيع مع اليهود ماهو إلا سموم تم بثه عبر قناواتنا الفضائية وساعدهد الإعلام الذي أصبح مصدر تشويش للحقائق وبث روح التفرقة بين العرب في انجاحه .
كنت أتمنى أن يتم إيقاف هذا المسلسل من خلال رجال الدين والحريصين على تنشئة جيل واعي ومدرك للعدو الذي يستهدف أرضنا وثقافتنا وأفكارنا لكن للاسف لم يعد همنا حماية ديننا وأفكارنا وثقافتنا ولا حماية الجيل القادم , فلماذا لاتكون هنالك رقابة على مثل تلك المسلسلات المسيئة , أم أن جنى الأرباح أصبح هو الهم الأكبر ؟
اذا كان الأمر كذلك ليشاهد أطفالنا تلك المسلسلات وليتزوج أبناءنا اليهوديات فساره هى قريبة جداً لشخصية المرأة المسلمة.
اذن ننتظر أن يكون الجزء الثامن من باب الحارة هو خليط بين اليهود والمسلمين وقد يستطيع المخرج في ذلك الجزء أن يُظهر بأن الثورة السورية بكل مافيها من جرائم هى ثورة حرية خلقت بطل حقيقي اسمه بشار الاسد .....ننتظر الجزء الثامن ....
سماهر عبدالله السيايده