السيدة الأولى في امريكا كما يسمونها تزور الأردن في مهمة تصفها بالإنسانية لتشجيع البنات على التعليم !
وكنت اعتقد انها تتحدث عن افغانستان او مصر او حتى المغرب ،لكنها تتحدث دون ادراك ودون معلومات واحصاءات عن تعليم الفتيات في الأردن .
مما لا تعرفه السيدة او أنها تعرفه ولكن "لغاية في نفس يعقوب " تطرح هذا الأمر ونقول هنا أن نسبة الملتحقين في التعليم من الأناث اكثر من الذكور ، بل وأكثر من التحاق الفتيات الأمريكيات في التعليم ..ويشكلن 60% من العاملين في التعليم ..
لا مشكلة هنا في الأردن في التحاق الفتيات في المدارس،بل أن العائلات وفي اكثر المناطق جفافا وصعوبة في البادية والصحراء ومن افقر الطبقات أيضا يصرون ويدعمون التحاق البنات في المدارس بالرغم من تراجع وتدني مستوى التعليم وغياب البيئات التعليمية المناسبة في تلك المناطق ضمن تراجع الأداء العام للدولة على كافة الأصعدة ، لكن التعليم متوفر .
لكن أين تكمن مشكلة الفتيات !
تكمن المشكلة في حرمان الفتيات و المتفوقات منهن خاصة من الالتحاق في الجامعات ومواصلة الدراسات العليا بسبب حالة الفقر التي تعيشها غالبية العائلات في مجتمعنا وارتفاع رسوم التعليم العالي في الجامعات للحد الذي تعجز فيه حتى عائلات الطبقات الوسطى من توفير مستلزمات التحاق ابنائهم في الجامعات الرسمية ولا نتحدث عن " ويلات "رسوم الجامعات الخاصة " فتلك تحديات أخرى تحد من التحاق الشباب في الجامعات ،وهذه مشكلة يعاني منها حتى الذكور؟.
فالقوانين والأنظمة وتجار التعليم الجامعي والقوانين التي تحد من التحاق الطلبة بالتخصصات التي يميلون اليها بسبب حواجز المعدلات وتحديد معدلات خاصة لبعض التخصصات حالت دون مواصلة الكثير منهم من مواصلة تعليمه حسب الرغبة والميول بالرغم من تفوقه ، فلا يعقل ان يحصل الطالب على معدل 97% ويحرم من دراسة الطب وغيرها من التخصصات " الرفيعة الأخرى !
مشكلة الشباب والفتيات خاص تتعلق بحواجز التحاقهم بالتعليم العالي وليس التعليم الثانوي او الأساسي ..والأمر يحتاج لدعم ومساندة وحث الدولة الأردنية على تغيير سياسات التعليم العالي وتخفيض الرسوم وتوسيع قاعدة القبول ومن ثم يأتي الحديث لاحقا عن توفر فرص العمل والابداع وغيرها مما يعاني منه أيضا ابناء المجتمع ..