زاد الاردن الاخباري -
تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مقتل 4 مستوطنين في عملية قرب مستوطنة كريات أربع واصفة إياها بالبطولية رداً على المفاوضات المباشرة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت أن 4 إسرائيليين قتلوا مساء أمس الثلاثاء في هجوم وقع قرب مستوطنة كريات أربع في منطقة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وأفاد مصدر طبي أن القتلى هم رجلان وامرأتان. وأوضح المتحدث باسم الشرطة أن السيارة التي كانت تقلهم تعرضت لإطلاق نار بين كريات أربع وقرية بني نعيم الفلسطينية قرب الخليل، ويستخدم المستوطنون عادة هذه الطريق التي تعبر منطقة تشهد الكثير من التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جهتها دانت السلطة الوطنية أمس العملية واعتبرها متناقضة مع المصالح الفلسطينية وتستهدف نجاح العملية السلمية.
واعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا".
وأكد فياض في بيان ان العملية "تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيدين الاقليمي والدولي من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال، من جهة أخرى، تحقيقا لهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967".
واضاف رئيس الوزراء الفلسطيني "ندين هذه العملية، التي تتعارض مع المصالح الفلسطينية، ومع الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لحشد الدعم الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وحماية مصالحه وكذلك مع الالتزامات التي أخذتها على عاتقها".
ودعا فياض كافة المواطنين الى اليقظة ونبذ العنف وحماية مسار المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال.
وأشار إلى أنه ورغم وقوع العملية في المناطق التي تقع خارج المسؤولية الأمنية الفلسطينية، إلا أن السلطة الوطنية ستواصل اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الأحداث.
وشدد فياض فى الوقت نفسه على ضرورة استجابة إسرائيل لمطالب السلطة الوطنية بتمكينها من تولي الصلاحيات الأمنية في كافة المناطق. وحذر من مغبة الانجرار الى دوامة العنف التي أكدت التجربة أنها تضر بالمصالح الوطنية.
واضاف "شعبنا يدرك وبتجربته الملموسة ما الذي يخدم أهدافه ومصالحه الوطنية العليا. ولهذا فهو موحد في الالتفاف حول نهج الخلاص من الاحتلال ومعاناته القائم على نبذ العنف بكافة أشكاله".
وختم قائلا "هذا هو طريق الخلاص وليس الاستمرار في استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في خدمة أجندات فئوية واقليمية تتعارض مع المصالح العليا لشعبنا، وتحت شعارات فارغة المضمون".
من جهته أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ردا على مقتل الإسرائيليين الأربعة، أن الترهيب لن يقرر حدود إسرائيل.
وأعلن سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان صحافي إن الحركة "تبارك عملية الخليل"، فيما قال المتحدث الآخر فوزي برهوم في حديث مع موقع يديعوت أحرونوت "إن العملية رد على جرائم العدو".
وأضاف برهوم "هدف العملية ليس إفشال المفاوضات، فهي فاشلة قبل أن تبدأ لكنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال".
وفي أنباء غير مؤكدة قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الجيش ألقت القبض على منفذي العملية، وأكدت وكالة أنباء "معا" الفلسطينية اعتقال أربعة شبان فلسطينيين في بلدة بني نعيم، من دون أن يعرف سبب الاعتقال أو فيما إذا كانوا على علاقة بالعملية.
بدورها قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت بلدة بني نعيم شمال الخليل وشرعت في عمليات دهم وتفتيش واسعة، كما أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى مدينة الخليل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن استنفار قواته في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وجعلها في حالة تأهب قصوى، خشية وقوع عمليات فدائية تنفّذها المقاومة الفلسطينية للرد على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي المقررة غدا الخميس. جاء ذلك قبيل ساعات قليلة من وقوع العملية الفدائية قرب مستعمرة "كريات أربع" في الخليل.
وأفادت مصادر إعلامية عبرية أن قيادة الجيش الإسرائيلي اتخذت الاستعدادات اللازمة "تحسباً لأي أعمال شغب في الضفة الغربية عقب إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة".
وأوضحت أن رئيس أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي أوعز إلى القادة الميدانيين للقوات المنتشرة في أنحاء الضفة "بالتأهب تحسباً لأي محاولات للقيام بعمليات إرهابية قد تقدم عليها عناصر حماس والجهاد الإسلامي"، بالإضافة إلى زيادة اليقظة في الحواجز وتجنب الاحتكاك بالمدنيين الفلسطينيين".
وكالات