إن من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل بين الأزواج هي العناد والتشبث بالرأي وعدم احترام رأي الآخر، وأن يلقي كل طرف بكامل المسؤولية على الآخر دون أي استعداد للقليل من التنـازل أو التعامل بمرونة مع المشاكل، كما تعتبر غيرة الزوجة وعدم شعورها بالثقة في زوجها وحبها في السيطرة والتجسس علي الزوج في بعض الأحيان دليل قاطع علي ان الزوجة لا تتمتع بالثقة بالنفس وتشعر بعدم الأمان في الحياة الزوجية .
فقيام الزوجة بالتحقق من كل سلوك يقوم به الزوج مثل تتبع اتصالاته التليفونية ومراقبة تحركاته وسكناته كلها أخطاء تقع فيها الزوجة تقلل من ثقة الزوج بها ومحبته لها وبالتالي تكدر صفو الحياة الزوجية، كما يلعب الصمت الدائم، والابتسامة المفقودة، وكآبة تلقي بظلالها على كثير من بيوتنا، لتنزع منه روح التواصل والسعادة بين أفراد الأسرة..
إنه النكد الزوجي فهو العدو الأول للحياة الزوجية السعيدة، ويتطلب تحقيق السعادة الزوجية الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر، لذلك يجب على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق، وذلك ليحترم كل شريك شريكه ويشعر بقيمته الحقيقية، وليكن هناك نوع من الجزاء للمخالف مثل الخصام أو الاعتذار لمن اخطأ في حق الآخر، لكن في النهاية وجود التسامح ضروري لاستمرار الحياة الزوجية.
يصف أطباء علم النفس بأن مسألة النكد هي التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تمامًا كالحرب النفسية، ويرجِع سببَه إلى الفراغ أو سطحية في التفكير عند من يختلقه أو إلى تربية خاطئة خضع لها منذ الصغر، أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا، وفي المقابل يؤكد علماء الطب النفسي أيضاً أن نكد الزوجات أبقى وأقوى وأشد ضراوة، فمن الزوجات من يختلقن النكد وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية إلى مشكلات الأولاد إلى إهمال الزوج لشؤون بيته إلى أمه التي تحشر أنفها في شؤونهم، وبدلًا من أن يَفتح الزوج الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويدًا حانية وصوتًا رقيقًا؛ يجد وابلًا من الأخبار السيئة والأسئلة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، كما يؤكد خبراء النفس أن الشخصية النكدة هي شخصية اكتئابيه بالدرجة الأولى، وقد أرجع بعض خبراء النفس إلى أن هذا الاضطراب الذي يصيب بعض السيدات عن غيرهن قد يظهر لدى وجود استعداد وراثي لذلك ويسيطر على أصحاب هذه الشخصية الشعور بالحزن والكآبة.
وفي هذا السياق يصف استشاريو الطب النفسي، الزوجة النكدة بأنها شخصية كثيرة الشكوى، تحب أن تشعر بأنها مظلومة وهذا يفسر تصرفاتها مع زوجها عندما تقوم بتجميع الأحداث اليومية السلبية سواء كانت في الماضي أو الحاضر في أي زمان ومكان لتؤكد لنفسها ولمن حولها بأنها الضحية المظلومة، الأمر الذي يسبب استياء الزوج من زوجته وهروبه من بيت الزوجية، وتدريجيًا يغيب مفهوم السكن ورحمة والود عن أجواء البيت.
أعتقد بأن البعض يتهم الزوجات بأنهن نكديات بطبيعتهن، إلا أننا لا نستطيع غض الطرف عن الزوج لأنه أحيانًا يقوم ببعض التصرفات التي تجلب النكد للزوجة ولأهل البيت أيضًا، كأن يصر على عدم ذهاب زوجته لأهلها أو يضيق بأمها وأسرتها وقد ينتقد زوجته وشكلها وتصرفاتها، وقد يفضل السهر بعيدًا عن المنزل ولا يهتم بشؤون أسرته، وغير ذلك من السلوكيات التي ترفضها الزوجة وتضطرها لمقابلة النكد بنكد مثله وهو ما يزيد الأمور اشتعالًا، فهناك من الرجال من لا هم لهم سوى نقد زوجاتهم ونقد أساليب حياتهن وأكلهن بحيث تشعر المرأة أنها غير مرغوب فيها في المنزل أصلا، رغم أنه هو الذي يفتعل النكد أحيانا كثيرة، ويصبح أحيانا مثل الطفل غير قادر على فعل شيء لو تركته زوجته وحده بضع ساعات ، ويفشل ربما في تجهيز كوب من الشاي لنفسه.
أشارت دراسة لأحد مراكز البحوث الاجتماعية، شملت 1000 زوجة إلى أن 73% منهن يرجعن سبب نكدهن في المنزل إلى عبوس الزوج، التي تضفي جوًا من الكآبة على كافة أفراد الأسرة، وأكدت 12% منهن أن جو المرح في الأسرة يعتمد على الزوجين معًا، بينما اعتبرت 6% منهن فقط يعتبرن أن الزوجة هي المسؤولة الأولى عن الحالة المزاجية لأفراد أسرتها، وذلك لقدرتها ودورها في معالجة المشاكل اليومية بذكاء ودراية أكثر من الرجل.
وبعيدًا عن الاتهامات وإلقاء كل من الطرفين اللوم على الآخر، يجب على كل من الزوجين في حالة احتدام الخلاف وتصاعده أن يتوصلا إلى حل وسط؛ وذلك بالمناقشة الهادئة والتعرف على أسباب الخلاف ومحاولة تجنبها من كلا الطرفين، فإن تراكم مشاعر الغضب بين الزوجين وغياب البوح.. يؤدي إلى تآكل الأحاسيس الطيبة ويقلل من رصيد الذكريات الزوجية الحلوة.
لذا على الزوجين أن يرفعا شكواهما لبعضهما أولًا بأول بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة ودودة، ومن المهم فتح حوار بين الطرفين حول احتياجات كل طرف من الآخر بلا حياء، والعناد هو أكثر الطرق فاعلية لإشاعة النكد في المنزل، واستمرار الزوجين في العناد وأخيرًا فإن العلاقة الزوجية الصحية لا تقبل بدور الضحية، فيجب ألا يكون أحد الأطراف دائم الإصرار على رأيه، ولا أن يكون الطرف الآخر دائما متنازلًا عن أفكاره، وذلك لتسود المحبة والمودة البيوت، فعندما تختفي الابتسامة من وجه زوجتك فإنها ترسل إليك رسالة لتنبهك أنها تحتاجك ..
فابدأ معها الحوار فورًا ولا تبادلها صمتًا بصمت, ولا تجاهلًا بتجاهل، ولا توجه لرفيقة عمرك الكلمات اللاذعة أو الساخرة، لا تهمل زوجتك وتتشاغل بكل شيء بشكل دائم وتنسى أهم شريك في حياتك زوجتك.
أعتقد بأن المرأة تميل إلى الحديث وتريد من ينصت إليها, فلن يضيرك شيئاً إذا استمعت لها .. والرجل يميل إلى تقديم الحلول فليس عيباً أن تتفهم الزوجة طبيعته، كما لا يوجد في العلاقات الزوجية قرارات نهائية تستخدم فيها عبارات لقد رفضت رفضًا قاطعًا فالتفاهم أصل العلاقة والمحبة والود والرحمة.