زاد الاردن الاخباري -
قال جلالة الملك عبدالله الثاني مساء أمس الأربعاء إن تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، هو شرط تحقيق الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة.
وأضاف جلالته، في الكلمة التي ألقاها، قبيل اللقاء الذي إستضافه الرئيس أوباما في العاصمة الأميركية واشنطن، بحضور الرئيس المصري محمد حسني مبارك، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، عشية إنطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية اليوم الخميس، أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين هو مفتاح السلام الإقليمي، الذي سيؤدي إلى علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية ومسلمة تؤيد مبادرة السلام العربية.
وشدد جلالته على ضرورة أن تحقق المفاوضات المباشرة نتائج إيجابية وبأسرع وقت ممكن، حيث أن "الوقت ليس في صالحنا".
وأكد جلالة الملك أنه يجب بذل كل جهد ممكن لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائي والتوصل إلى حل الدولتين، الذي يشكل "الحل الوحيد الذي يضمن حقوق الطرفين، والحل الوحيد الذي سيوجد مستقبل السلام الذي تستحقه منطقتنا، والذي يتيح لكل أب أن يربي أطفاله من دون خوف، ويوفر لجيل الشباب فرص الإنجاز، ويفتح الباب أمام تعاون 300 مليون شخص في الشرق الأوسط".
وحذر جلالته من أن ثمن الفشل وتخييب آمال الشعوب في تحقيق السلام مرة أخرى سيكون كبيرا على الجميع.
وقال جلالته إن السلام "حق لكل مواطن في منطقتنا، وأنه لزمن أطول مما يحتمل، حرم الكثيرون في المنطقة من أبسط حقوقهم الإنسانية في العيش بسلام وأمن وكرامة وحرية".
وأشار جلالته إلى أن الوصول إلى السلام، الذي لم يتحقق على مدى العقود الماضية، ليس سهلا، لكن يجب النجاح في تحقيقه، لأن الفشل سيعني نجاح المتطرفين والمتشددين على الطرفين في إغراق المنطقة في المزيد من الحروب وعدم الاستقرار.
وأضاف جلالته أن عدم التوصل إلى حل للصراع على مدى العقود الماضية تسبب بمعاناة فائقة للملايين من الرجال والنساء والأطفال، وأدى إلى فقدان الكثيرين الثقة بالقدرة على تحقيق السلام الذي تنشده الشعوب.
وزاد جلالته أن ذلك سمح للمتطرفين والإرهابيين بإستغلال مشاعر الإحباط لبث الكراهية وإشعال الحروب، وتورط العالم في نزاعات إقليمية لا يمكن التعامل معها بفاعلية من دون تحقيق السلام العربي الإسرائيلي.
وحذر جلالته أن هناك على الجانبين أولئك الذي يريدون لجهود حل الصراع أن تفشل، والذين سيعملون كل ما في وسعهم لإعاقة الجهود المبذولة اليوم لتحقيق السلام "ذلك أنه عندما يتوصل الفلسطينييون والإسرائيليون إلى السلام، وعندما يتمكن الجيل الشاب من التطلع إلى مستقبل مشرق ومليء بفرص الإنجاز، يفقد المتطرفون والمتشددون قدرتهم على التأثير على الشعوب".
وثمن جلالة الملك في الكلمة إلتزام الرئيس أوباما بتحقيق السلام، مؤكدا أهمية إستمرار الولايات المتحدة، كوسيط نزيه وشريك في عملية السلام، في جهودها لمساعدة الأطراف للتقدم على طريق السلام، الذي يجب أن يتحقق رغم صعوبته.
وقال جلالته إن الرئيس أوباما كان قد أكد أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط جزء من الأمن القومي الأميركي.
"وذلك صحيح.
وهو أيضا مصلحة أوروبية، وركيزة للأمن والاستقرار الدولي".
وشدد جلالته على "أن شعوبنا تريد تحقيق السلام، ونحن قادرون على فعل ذلك، إذا ما تم التعامل مع المفاوضات بحسن نية، وجدية وشجاعة".
بترا