هبة نصف النواب تقريباً ضد حكومة النسور ليست مبرأة من الهوى والمصلحة وتزلفاً للناخبين، خاصة وأن هذه هي الدورة الأخيرة لمجلس النواب التي قد لا تكتمل إذا أقر قانون الانتخاب الجديد. أين كان هؤلاء من قبل، والنسور لم يتردد منذ اليوم الأول له في الدوار الرابع من رفع الأسعار، وتشريد العباد، والتنكيل بهم بكل السبل، لا يرقب بمواطن إلا ولا ذمة؟؟!!
ومثل هؤلاء النواب، كثير من المسؤولين والوزراء السابقين الذين استفاقوا بعد نوم، وما يهمهم مواطن مقهور أو حق مسلوب، وإنما تسويق لأنفسهم بمظهر الحريص على المواطن وتلمس معاناته وآلامه، وخوفاً على الوطن مما قد يحدث بسبب قهر المواطنين وحصارهم، وما هم إلا مخادعون مضللون يتاجرون بالوطن والمواطن، لا يهمهم حقيقة إلا أصوات تنهال عليهم في صناديق الانتخاب، وتهليل الصحافة لأقوالهم وأفعالهم الدنكيشتوية الوهمية.
يخاطبون الشعب المقهور استدراراً للأصوات، وأيديهم بيد الحكومة تشد أزرها، كيف لا وكلهم مستفيدون منتفعون تربطهم مصالح مع هذا أو ذاك من أعضاء الفريق الوزاري أو مسؤولي الحكومة!!
كفى استخفافاً بالمواطنين، ومتاجرة بالوطن، فما استعلى النسور إلا بدعمكم وتأييدكم وسكوتكم على ما اقترفت يداه مقابل أعطيات أو منح أو تسهيلات أو خدمات أو ...
إن أيدكم ملطخة بدماء المواطنين ودموعهم، فأنتم شركاء في الجريمة، متواطئون، تستنكرون بأصواتكم، وسكاكينكم تنهش بالمواطنين تقطيعاً وتنكيلاً.
نعم، كفرنا بالحكومات، ولكننا بمجالس النواب أكفر، ولمن على شاكلتهم أكفر وأكفر!!
تباً لكم جميعاً: حكومة ونواباً ومسؤولين سابقين طامحين بالعودة على جراحنا، فلأنتم أخطر على الوطن من كل عدو. نكبتنا بكم كبيرة، ومصيبتنا بكم عظيمة.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يزيحكم عن كاهل الوطن والمواطنين، ويريحنا منكم أجمعين، وأن يستبدل بكم آخرين، رحماء بالمواطنين، أشداء على الفاسدين.