زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - خاص وحصري - لم تعلم أنها ستكون مطمعا لـ"حارس" العمارة التي تقطن بها وبناتها ، ولم تعلم أن هنالك ذئبا بشرياً يترصدها ، ليحاول اصطيادها ، في احضان شيطانية ، ضاربا عرض الحائط بأخلاق بلد ملتزم ، وبلد احتضنه حيث أنه وافد مصري ، مُهمّشا ، أن الأردنيات "خوات الرجال" .
تفاصيل مؤثرة
بدأت هذه القصة ، التي تبرز تحت عنوان "أردنية والوحش" ، عندما قدمت سيدة أربعينية إلى الأردن برفقة بناتها ، حيث أنهنّ في ريعان شبابهن ، وقدمن إلى الأردن ، حيث بلدهنّ الذي سيقيهنّ من الغربة ، وسيجدن فيه وجوه الأردنيين أصحاب النخوة .
السيدة عمدت على استئجار "شقة" من بناية ، حيث كان حارسها شاب مصري ثلاثيني ، كان يعمل لخدمة سكان البناية ، وتلبية متطلباتهم ، وكان يعلم ان تلك السيدة تقطن وبناتها لوحدهنّ وهنا كانت بداية "الافتراس" .
السيدة ، كانت تعطف على ذلك الشاب المصري ، ولم تعلم أنه يخبئ أنيابا ، كشّر عنها بعد شهرين من وجودها في البناية، بعد ان عرض عليها "ليلة حمراء" ، مع خليجيين يعرفهم ، مستغلا وجودها وبناتها في المنزل ، وقد ظنّ أنه طلبه سيقابل بالإيجاب من قبلها ، إلا ان تلك الأردنية "العفيفة" ، صُدمت من هول الموقف ، ومن طلب ذلك "الوافد" ، الذي تنصّل عن جميع المبادئ والأخلاق ، وتناسى ان الأردنية التي يتحدث معها أردنية "طاهرة" ، وتناسى أنه مصري "مغترب" ، وجب احترام البلد الذي سببّ له لقمة عيش كريمة.
ما بعد ذلك
وقف الحارس مستهجنا غضب السيدة ، فهدّدها بالقتل ، حيث قال لها "رح اقطعك واتاويكي في حته الذبان الازرق ميعرفش مكانك" .
وبعدها ، قدمت شكوى لدى احدى المراكز الامنيه في عمان بحق الحارس المصري ، حيث تم اعتقاله لاحقا، إلا ان طيبة السيدة ، جعلتها مترددة في الاستمرار بالشكوى ، تعاطفا معه ، بالرغم من انه أراد استغلالها لغايات "دنيئة" ، وهددها بالقتل، في حال رفضها ، أو الافصاح عنه .
لتعد الذاكرة إلى خالد السيد
السيدة الأردنية ، تلك السيدة التي أظهرت أنها سيدة تستحق الاحترام ، في زمن كثرت فيه الأزقة المبللة باللأخلاقيات ، وفي زمن كثرت فيها الدعارة ، إلا أنها تمسكت بأخلاقهها أمام براثن الزمن ، ولنعد بالذاكرة إلى العامل المصري الذي كان يعمل في أحد المطاعم في العقبة خالد السيد عثمان ، حيث انتفضت السفارة المصرية في عمان لأجله ، وبدأ الإعلام المصري يهاجم الأردن والأردنيين ، بعدما تعرض السيد" للضرب من قبل نائب وشقيقه .
خالد السيد ، غادر الاردن ، والأردنيون متعاطفون معه ، حيث مواقع التواصل الاجتماعي ، والأخبار المتداولة تشيد بـ"أم الدنيا" مصر ، ومواطنيها، معبرين عن استيائهم حيال ما تعرض له المصري في بلدهم الأردن.
واليوم ، تقع سيدة اردنية ، فريسة شاب مصري، في بلدها الذي أرادته- الأردن- حصنا منيعا لها ولبناتها ، فلقد احسنت الى "الحارس" ، فقابلها بالإساءة ، تبسّمت تعاطفا له ، فقابلها بـ"الدناءة" ، تعاطفت معه ، فقابلها بـ"وحشية، هددها بالقتل فقابلته "بالصفح" .
وحش كاد يطيح بالسيدة وبناتها في ليلة ، ولم تنتفضَ لأجلها أية جهة ، لكن خالد السيد ، بات سيدا ليأخذ حقه من الأردن ، نتيجة للضرب الذي تعرض له ، أما الأردنية فلا بواكي لها ، في بلدها ، والمصري في الأردن ، وجد من يأخذ بيده ، فتناسى مشكلته أمام تعاطف الرأي العام الأردني معه .
فليسجلها الأردنيون
الحادثة مريرة ، ويبدو أن "الفخّ" ، استطاعت أن تتخلص منه السيدة الأردنية ، بقوتها في التمسك بما لديها من دماثة في الاخلاق ، فليسجلها الأردنيون ، أن الأردنيات أقوى من عثرات الزمن .
ولنعلم أن هذه الحادثة ، قطرة من بحر الأحداث اليومية ، لكنها تبقى القصة الواقعية ، شاهد على أن "هي الاخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات"