أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"التربية" تشارك بمهرجان مرتيل في المغرب الأردن .. إطلاق مسار الوادي المظلم السياحي في البترا الضريبة: الثلاثاء آخر موعد لتقديم طلبات التسوية الضريبية إلكترونيا المياه: تحقيق نتائج فوق المتوقع بالتصدي للاعتداءات الأردن .. حسان يتفقد مرافق صحية وإنتاجية في مادبا وزير الخارجية يؤكد دعم الأردن لسوريا وحفظ أمنها الحسين إربد يتصدر دوري المحترفين بفوز ثمين على شباب العقبة الصفدي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الروسي لهذا السبب .. أسماء الأسد ممنوعة من العودة إلى بريطانيا إعلام عبري: رصد 5 صواريخ أطلقت من بيت حانون باتجاه غلاف غزة وزير إسرائيلي: ستصل أبواب القدس إلى أبواب دمشق تحطم طائرة إماراتية خفيفة ومصرع قائدها ومرافقه روسيا: لم نتلق طلبات من سورية لمراجعة اتفاقات القواعد العسكرية المقاومة تستمر بإطلاق الصواريخ من غزة رئيس أذربيجان يطالب روسيا بالاعتراف بإسقاط الطائرة ومعاقبة المسؤولين "حريات النواب" تتبنى مذكرة نيابية لمقترح مشروع قانون للعفو العام امانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة الأردن .. طرح عطاء (عمان مدينة ذكية) في شباط 2025 النائب زهير الخشمان يوجه عدداً من الأسئلة الى الحكومة حول مشروع سكة الحديد وزير الشباب يؤكد أهمية ترجمة القرار الأممي 2250 حول الشباب والسلام والأمن
حكماء الإخوان .. أصحاب النقب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حكماء الإخوان .. أصحاب النقب

حكماء الإخوان .. أصحاب النقب

12-12-2015 12:02 PM

ابدأ مقالي هذا بقوله تعالى: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب " صدق الله العظيم.

 


عرف العالم عبر تاريخه الحكمة منذ بداية الخلق، ولم تكن مقتصرة على الإنسان ،فها هو الغراب يعلم ابن ادم كيف يواري سوءة أخيه ،و النملة تعلم نبي الله سليمان عليه السلام درساً من دروس القيادة وكيفية الحفاظ على الجيش والأتباع،والهدهد علمنا درسا في حسن التصرف وعرض الحجة.
وقد اختص الله سبحانه وتعالى أناساً بالحكمة ،واستعملهم لخير البشر، منهم الأنبياء (لقمان الحكيم) ومنهم القادة الأغنياء (ذو القرنين) ومنهم الأولياء ومنهم الفقراء ومنهم البسطاء ...الخ من أصناف البشر ، فلم تقتصر الحكمة على القادة السابقون كما أنها لم تقتصر على الأنبياء المعصومون.

 

فالحكمة صفة يمتاز بها الجندي والقائد والحاكم والمحكوم والغني والفقير والكبير والصغير .

 

والقصص كثيرة في هذا الجانب ، منها قصة الصحابي الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير موقع الجيش في معركة بدر ، وكلنا يذكر قصة ذلك الفتى الذى وقف في حضرة امير المؤمنين للحديث عن قومه ،فقال له الأمير تراجع ليتحدث من هو اكبر منك سناً فقال له الغلام لو كان الأمر بالسن فهناك من هو أحق منك بالخلافة ، وكثيرة هي القصص التي يحفل بها تاريخنا على ان الحكمة غير مرتبطة بمنصب ولا بموقع ولكنها مرتبطة بصفات وميزات.

 


واهم ميزة من ميزات هؤلاء الحكماء انهم كانوا يجمعون ولا يفرقون ، ويوحدون الصف ولا يشقون ، وقد علما ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه كفار قريش (قبل النبوة) بالحكمة ،عندما كادت تشتعل حرباً ضروس بين العرب بسبب النزاع على من يضع الحجر الأسود في مكانه ، فكان القرار الحكيم الذي رأب الصدع ووحد الصف ،وذلك بأن يوضع الحجر الأسود على ثوب يمسك كل شيخ عشيرة بطرف من أطراف ذلك الثوب ويحملونه إلى مكانه. نعم هذه هي الحكمة وهؤلاء هم الحكماء يجمعون ولا يفرقون ، يوحدون ولا يشقون .

 


ومن ميزات الحكماء أيضاً انه وعبر التاريخ لم يطلق احدهم على نفسه هذا اللقب بل اكتسبوه بفعل صنيعهم وسداد رأيهم ونتاج مشورتهم وسمو أخلاقهم.

 


أقول هذه الكلمات وأنا اسمع وأتابع حفلات تكريم شيوخ وكبار الإخوان المسلمين ، أصحاب السابقة الطيبة والرائحة العطرة ، أولئك الذين قدموا وأنجزوا لوطنهم ولإخوانهم ولدعوتهم ودينهم عبر عقود من الزمن ، ولم ينتظروا تشريفاً ولا تكريماً ولا منصباً ولا مديحاً ولا تسحيجاً ، ولم ينتظروا موقعا قياديا ،ولا منصباً زائلاً ولا زعامة كاذبة ، ولم يختلقوا الكلمات والقصص والعبارات ليربطوا استمرار دعوتهم وتطويرها بوجودهم في مراكز قيادية ،وإنما عملوا بصمت ،وقدموا بزهد ،فحملوا الدعوة وحملتهم ،ورفعوا الراية ورفعتهم ، وهؤلاء ليسوا الأقلية بل هم الأكثرية فقد تجاوز عددهم المئات ،وكثير منهم لم يشغل منصبا قياديا ولا مركزا مرموقا ، ولم يتلوث بتلميع الإعلام الخداع ،ولا بمديح الأتباع ، فكانوا نعم الجنود ونعم القيادات .

 


حفظ الود وعدم الفجور في الخصومة صفة عظيمة من صفات الحكماء فكثير من الذين خطوا طريقا منفردا لخدمة دينهم ومجتمعهم متحللين من بيعة قائدهم حفظوا للإخوان ودهم وحبهم وتاريخهم فارتقت مكانتهم في عيون إخوانهم وحفظوا لهم عظيم صنيعهم .

 


هؤلاء هم حكماء الإخوان المسلمين بحق ، الذين يستحقون التكريم والتشريف ، ويستحقون لقب حكماء الإخوان بجدارة ،كما أن هناك أمثالهم بالآلاف كانوا كصاحب النقب، ذلك الجندي المجهول الذي نصر الله به جيش المسلمين بحكمته وحنكته وحسن تصرفه وسداد قراره ،حيث قام بحفر نقب في جدار العدو والدخول منه وفتح باب الحصن اما جيوش المسلمين ، ولم نعرف حتى تاريخنا هذا من هو ولأي عشيرة ينتسب ، ولم يطالب بأخذ حقه في القيادة ودوره في الزعامة ، وإنما اكتفى بدعاء المسلمين له في باطن الغيب ، وكان خليفة المسلمين يدعو في كل صلاة "اللهم احشرني مع صاحب النقب".

 


واخيراً اللهم احشرنا مع صاحب النقب وارزقنا الحكمة واجعلنا من الذين يجمعون ولا يفرقون ،ويوحدون الصف ولا يشقون ،اللهم اجمع صفنا ووحد كلمتنا وارنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع