ربما يكون الحديث عن التعليم وسبل تطويره من الأحاديث التي لا تنتهي ، وجدلية "طرق التعليم الأمثل" أيضا ستبقى مدار بحث الى أن تقوم الساعة ، لكن ما لن يختلف عليه إثنان هو أن الأنسان سيبقى هو الأساس في هذا المحور ، وانا أقصد هنا الأنسان بعزيمته وإصراره.
لم أعتد الكتابة عن الأشخاص لقناعتي دائما وأبدا أن الدول لا تنمو وتتقدم بالاشخاص وانما بالعمل المؤسسي القائم على منهج وطريقة عليمة ، ذلك أن المؤسسة التي تعتمد على "شخص" على الأغلب ستفشل برحيله أو غيابه ، لكن القوانين والأنظمة تبقى وتعدل طبقا للحاجة والتطوير المطلوب ، وفي ظل الحديث عن فشل المؤسسة التعليمية لدينا بما تقدمه للطالب من علوم قائمة على التلقين ولا تعزز روح المواطنة من خلال بناء تشاركيات بين المؤسسات التعليمية المختلفة مع المجتمعات المحلية يكون الحديث عن "نقاط الضوء" ضرورة واجبة ... لعل هناك من يقرأ فيهتدي بمن أنار الطريق.
تقول زميلتي في رابطة مهندسي تكنولوجيا المعلومات – ساجدة السواعي - أنه تم توزيع عدد لا بأس بهِ من خريجي تكنولوجيا المعلومات ضمن مبادرة دمج التكنولوجيا في التعليم ، وكان نصيب السواعي العمل في مدرسة الصبيحي الثانوية للبنات،و تحدثت عن مديرة المدرسة السيدة فاطمة الحوارات وعن الأنشطة الامنهجية للمدرسة ، عن المحاضرات التوعوية للطالبات ، عن مساهمة الطالبات في تنظيف الشوارع ، وفي توزيع المساعدات على الفقراء والكثير الكثير من الأنشطة وعن تفاني السيدة الحوارات في تقديم كل ما تصل له يدها من عطاء الى طالباتها.
مدرسة حكومية ، في منطقة نائية ، بدون أدنى دعم خارجي ، لكنها الأوفر حظا بالعاملين فيها وانا متأكد تماما انه لولا وجود فريق يحترم من المدرسات في هذهِ المدرسة ما كان الحال على ما هو عليه ، لكم أن تتخيلو مدرسة تعمل من إصدار أرقام الجلوس لطالبات الثانوية إحتفالية وذكرى تُحترم بدل الضغط والتوتر الذي قد يتركه أثر الإمساك برقم الجلوس في مدارس أخرى...!
أنتم نقطة الضوء ... ولكم ننحني إحتراما.
قصي النسور