زاد الاردن الاخباري -
جمال خليفة- المياه المعدنية المتدفقة من بين صخوره طيلة العام جعلت من وادي عفرا الذي يقع على بعد 26 كيلومترا شمالي مدينة الطفيلة في جنوب الأردن وجهة سياحية ذات أهمية كبيرة للزوار الباحثين عن الاستجمام والعلاج بما تحويه منطقة حمامات عفرا من وسائل الراحة للزوار متضمنة مركزا للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية.. وايضا بركا للاستحمام وثماني شاليهات مجهزة وخيما للمبيت ومبنى للخدمات ووحدات صحية ومصاطب للزوار يفترشونها للراحة ومشاهدة المناظر الخلابة.
كما يقع بالقرب من حمامات عفرا مقام فروة بن عمرو الجذامي اول شهيد في البلاد الشامية وخارج الجزيرة العربية. ويقال انه كان عاملا للروم على عمان من ارض البلقاء.
ووفقا للروايات التاريخية فإن الروم علموا بإسلام هذا الامير الغساني فأخذوه وحبسوه وقاموا بصلبه على صخور عفرا ، وهذا المقام يضم قبرا يقع على بعد 200 متر عن حمامات عفرا.
الخصائص العلاجية
وتتدفق المياه الحارة التي ترفد حمامات عفرا من أكثر من 15 نبعا لتشكل سيولا وشلالات تتجمع في برك مائية تمتلئ بالمعادن الشافية ، خمس برك للمياه المعدنية التي تغذيها مياه عدد من الينابيع هناك منها بركتان مغلقتان خاصة للنساء إضافة الى غرفة لـ"البخار". وتبلغ قوة تدفق مياه هذه الينابيع نحو 500 لتر في الثانية وتتراوح حرارتها بين 45 - 51 درجة مئوية على مدار العام. وتصل درجة الحرارة في احدى البرك المسماة المقلى نحو 51 درجة مئوية في حين تحوي المياه المعدنية الساخنة على الكالسيوم والصوديوم ، والمغنيسيوم ، والبايكربونات والكلوريد والكبريتات ، فيما اطلق على هذه المياه بالمياه الرادونية بفعل تركيز عنصر الرادون فيها بشكل لافت بمعدل (18,3) نانوكوري ـ لتر ، والتي يمكن الاستفادة منها في علاج امراض عدة تتعلق بالمفاصل والعظام وغيرها.
إن مياه حمامات عفرا ذات خصائص علاجية فريدة ومميزة ، تساهم في علاج كثير من الأمراض كاضطرابات الدورة الدموية وأمراض المفاصل والروماتيزم والعضلات وتشنجها وتيبسها ، وحالات تصلب الشرايين ، ومعالجة العقم ، وفقر الدم ، إضافة إلى المساعدة في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكثير من الأمراض المزمنة.
وقد إستخدمت حمامات عفرا منذ قديم الزمان لغايات العلاج ، ويعود استخدامها لزمن الرومان. فبعد أن احتل الرومان جنوب الأردن عام (106) ميلادية ، استخدم بعض الأغنياء من الشعب وطبقة الحكم الارستقراطية ، المياه المعدنية في عفرا للعلاج.
إشعاع طبيعي
ويذكر ان الدكتور عبدالوالي العجلوني قد سجَّل اعلى نقطة اشعاع طبيعي في العالم ، قام برصدها في الحمامات المعدنية في عفرا. مبينا ان الجرعات المنخفضة للاشعاع تساهم في تحسين مناعة الجسم وزيادة الذكاء عند الانسان ، وان القياس يعرف بالقيمة العلاجية المضافة للمياه المعدنية في عفرا.
وأشار الى ان الارقام التي سجلت في عدة دول من العالم حيال اعلى نقطة إشعاع في العالم كانت لا تزيد على (90) ميكروغراي في الساعة ، كانت نقطة "عفرا" الاكثر على مستوى العالم.
تأهيل الموقع
وضمن خطتها في تطوير وتأهيل المواقع السياحية الاردنية ، قامت وزارة السياحة بتأهيل مجرى سيل عفرا وتبطينه بالخرسانة مع إعادة تأهيل باقي مرافق الحمامات امام السياحة المحلية لجهة تهيئة الاجواء المناسبة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمياه الحارة للشفاء ، فيما اقيمت خلال مراحل التطوير في السنوات السابقة مشروعات تأهيلية تضمنت إنشاء وتأهيل خمس برك الى جانب إقامة شاليهات ومنامات للزوار في وساحات ومظلات ومبنى اداري ومرافق عامة ملحقة.
الخدمات الرئيسية
أعرب الكثير من زوار حمامات عفرا سواء من أبناء الوطن او ضيوفه ، على ان الموقع السياحي والعلاجي المهم يفتقر للخدمات الرئيسة من مياه وكهرباء ومحطات سياحية تمكن الزائر من الافادة من المياه العلاجية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية. مشيرين الى حاجة الموقع الماسة إلى الإنارة المستمرة إذ لا تفي المولدات الكهربائية التي تعمل على الديزل بديمومة الانارة بسبب كثرة الأعطال وضعف الإنارة ، معربين عن أملهم في توفير كافة الخدمات الرئيسية في هذا الموقع لأن ذلك سيساهم في ترويج الموقع وزيادة أعداد مرتاديه من السياح المحليين والأجانب.
كما وطالبوا بتوسعة الطريق السياحي المؤدي إلى هذا الموقع ووضع حواجز حديدية على جوانب الطريق.
الدستور