يبدو ان استمرار الانقسام الفلسطيني اتاح المجال لبعض المرضى الاجتماعين والمصابين بمرض مركب العظمة للبحث عن وسيلة أو لعبة جديدة ، يستغلونها للظهور على الفضائيات الباحثة عن خبر مهما كان فارغ مضمونه ..
جاء ها المرض في ظل هيمنة نهج التوتالتاريا الشمولي على سلطة لم تكتمل اركانها بعد ، وفي ظل هيمنة الفصيل الواحد ، وعودة ظاهرة غريزة القطيع في مجتمعاتنا التي لم يبدو انها تأثرت بعد بمجتمع واقتصاد المعرفة الذى خلقته ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا ..
فترانا نسمع كل يوم عن بزوغ نجم قاتم غير متلألأ، وتحت مسمي جديد فتارة نسمع بتجمع حزب شخصيات الكنبة الداعي لإنهاء الانقسام ، وتارة اخري تجمع باسم شخصيات الخمسين كرسي لإنهاء الانقسام ،وطورا يظهر من فاته الحظ في الانخراط في هذا البازار ليسارع بتأسيس تجمع مستقل عن الكنبة والكرسي باسم حزب التنكة الأنتيكة – ايضا الداعي لإنهاء الانقسام ..
نفرح كفلسطينيين متطلعين للحمة صف الوطن ، والخروج من هذه المنعطفات الخطيرة والمآزق التي اوصلنا اليها امراء الانقسام ، حينما نسمع عن هذه المسميات ، ونزعم انا مجتمعنا أفرز قيادات جديدة وبديلة ، ربما يوجهوا شراع السفينة الفلسطينية صوب رياح التغيير المنشود حتى ولو كان يسير ببطء..
الا اننا سرعان ما نري ونسمع بزوغ نجوم الردح الإعلامي المعتاد بين تلك التجمعات (الكنبة والكرسي والتنكة) ، ونري كل منهم يزعم انه من الماركة الاكثر جودة ، وان التجمع الآخر لا يمثله وانها تشابه في الاسماء وربما في الشعارات ، ويستقل عن التجمعات الثلاثة تجمعات كتكوتيه أخري ، تعلن انها الممثل الوحيد للداعين لانهاء الانقسام ، ويحتج مسئول الكنبة والكرسي ويحرد حزب التنكة ، ويشن هجوما بلسانه ال ( الإف 100 ) علي الكتاكيت الصغيرة، ويتهمها بالارتباط بأمراء الانقسام المركزيين ، أو جهات إقليمية تخريبية ..
والنتيجة ان امراء الانقسام يضحكون وينشدون معا ( زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا **** فابشر بطول سلامة يا مربع ).