زاد الاردن الاخباري -
لم تعد فوائد الموقع الاجتماعي الشهير "فيسبوك" تقتصر على التواصل بين الأصدقاء والمعارف، بل أصبح مصدرا هاما في توفير فرص عمل لكثير من السيدات المصريات، خاصة في مجال التجارة عبر الإنترنت، دون أن يخرجن من المنزل.
علا عصام -27 عاما- خريجة كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية إحدى هؤلاء السيدات اللاتي استفدن من الموقع في مجال التسويق.. تقول: "بعد أن وضعت طفلي الأول اضطررت لترك العمل، وخسرت مصدر دخلي الوحيد.. فكرت أن أبدأ عملا تجاريا صغيرا يكون مصدرا للدخل بميزانية صغيرة. ولأني كنت أرسم بطاقات المعايدة والتهاني والأفراح لصديقاتي فكرت في أن أحول الهواية إلى عمل، ووجدت في الفيسبوك ضالتي للعمل والكسب... أكسب ما يكفيني".
وتقول علا عصام: إن زوجها هو من يقوم بتوصيل البطاقات للزبائن؛ كإجراء احتياطي لحمايتها من أي مشكلات، مضيفة: "هو يجدها وسيلة للربح دون أن أترك المنزل والأطفال. كما أن التجارة على الإنترنت غير مكلفة وتحتاج ميزانية صغيرة".
وترى رشا عبد الله -رئيسة قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- أن فكرة مزاولة أنشطة تجارية على الفيسبوك أو الإنترنت عموما عملية ومفيدة؛ لكنها تحتاج كثيرا لتتبلور إلى تسوق إلكتروني بالمعنى الدقيق.
وتشير إلى أن "المصريين غير معتادين على التسوق الإلكتروني؛ لغياب الثقة في هذا النوع من التسوق، فضلا عن أن استخدام البطاقات الائتمانية محدود تقريبا بين اثنين بالمائة من عدد السكان".. غير أننا لا ننكر أهمية هذا النشاط، خاصة لأصحاب الملكات الإبداعية الذين يبحثون عن وسيلة لعرض مواهبهم، أو ربات البيوت اللاتي يرغبن في زيادة دخولهن، لا سيما مع ارتفاع البطالة بين النساء".
من جانبها تقول رانيا أبو بكر -29 عاما-: "الفيسبوك وسيلة رائعة للشراء. هناك كثير من السلع الشخصية المتوفرة عليه، فلا أحتاج للنزول لأعاني الزحام في شوارع القاهرة أو مراكزها التجارية لأحصل على ما أريد... نصف ساعة على الفيسبوك وأشتري احتياجاتي، وغالبا ما تصلني إلى المنزل".
ومن بين السلع المطروحة للبيع على الفيسبوك الملابس والحقائب وأدوات التجميل والحلي وكعك أعياد الميلاد والمناشف والأغطية والمفروشات، ومعظمها منتجات يدوية الصنع.
نقطة انطلاق
لكن سلمى صفوت -29 سنة- الصحفية ومصممة الحلي التي أنشأت صفحة باسمها لعرض منتجاتها على الفيسبوك تختلف مع هذا الرأي.. تقول: "الفيسبوك منبر رائع للتسويق والإعلان ليس أكثر... هو نقطة انطلاق يعرفك من خلالها الناس؛ لكنه لا يغني عن نشاط تجاري بالمعني الحقيقي".
وتضيف "أنوي أن أفتتح متجرا خاصا بي في المستقبل... هامش الربح الذي أحققه بسيط جدا، وجاء أقل من توقعاتي كثيرا".
نافذة تجارية
وأصبح الفيسبوك جزءا من الحياة اليومية لآلاف المصريين، وقال تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء صدر في مارس/آذار الماضي: إن مصر تحتل المرتبة الأولى عربيا في الدخول على الموقع، بعدد مستخدمين تخطى 2.4 مليوني شخص، في حين قفز عدد مستخدمي الإنترنت إلى 14.5 مليون بنهاية 2009م.
ومع الوقت تحول موقع التواصل الاجتماعي الشهير الذي أطلق عام 2004م إلى منبر للآراء السياسية، وساحة لدعوات التغيير الاجتماعي، ونافذة لممارسة أنشطة تجارية لزيادة الدخل وتحقيق الذات.
لكن جودة عبد الخالق -أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة- لا يعتبر هذه الأنشطة وسيلة فعالة حقا في مكافحة البطالة. ويقول: "نسبة العاطلين بين الشباب مرتفعة للغاية... كم من هؤلاء الشباب لديه جهاز كمبيوتر أو صفحة على الفيسبوك؟ عدد قليل جدا منهم يمكنه الاستمرار وتطوير الفكرة إلى مشروع تجاري بالمعنى الحقيقي، وهذا يتوقف على مهارات الشخص نفسه".
والبطالة بين الشباب من بين أكبر التحديات التي تواجهه الحكومة المصرية حاليا. ووفقا لموقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن معدل البطالة بين السكان البالغ عددهم 78 مليون نسمة وصل إلى 8.96% خلال الربع الثاني من 2010م.
وبحسب الموقع فإن معدل البطالة بين النساء يزيد عن ثلاثة أضعاف المعدل بين الرجال؛ إذ بلغ في 2009م أكثر من 19% مقارنة مع 5.6% بين الرجال.
mbc.net