زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - كانت وفاته تدمي القلوب ، في لحظة لم تكن في الحسبان ، استعجل القدر رحيله ، ليبكيه محبوه ، وطفلاه اللذان باتوا ينامان ويستيقظان على ذكرى والدهم الذي رحل دون سابق إنذار ، في صورة مأساوية وتفاصيل تقشعر لها الأبدان.
خليل – اسم مستعار – كان يتحدث في هاتفه الخلوي عن امور العمل على سطح منزل ، وانتهى من المحادثة ، وذهب لقضاء حاجته ، وكانت هنا بداية الفجيعة ...
وبعد انتهائه من ذلك ، تداركه الموت ، وكشّر عن أنيابه ، حيث سقط من ارتفاع عال ، فلم يكن حذرا من ان أمامه مكان خاص لمصعد لم ينته تركيبه بعد ،، فوقع وصرخاته المدوية تملؤ المكان ...
سقط ، وأصيب بكسور ، والتهاب حاد في العظم ، ونقل على إثرها غلى المستشفى ، على وقع صرخاته نتيجة لآلام سيطرت عليه ، ولم يكن في خاطره سوى اطفاله .
خليل ، علم أنه وضعه صعب للغاية ، نتيجة لإلتهاب حاد في العظم ، بحسب التقرير الطبي ، وأبلغوه ، أنه قد يخسر معظم جسده "بترا" ، الأمر الذي أصابه بموت نفسي ، ولم يتمالك نفسه من البكاء الذي لازمه ليلا ونهارا لمدة شهر بعد الحادثة ، وسط دعاء عائلته التي لازمته ، لكن الموت كان له أسرع ، علما أنه أجرى عملية جراحية لساعات ، خسر فيها أطرافه السفلية.
في لحظة ، ودّع الحياة ، تلقفه الموت بعد سقوطه أرضا ، وأصيب جسده بالألم ، والشلل ، في لحظة أرادوا قطع أطرافه حتى الحوض ، في لحظة جاء الموت ، وأصطحبه إلى عالم الغيب ، في لحظة بكى خليل نفسه ، وبكى على حاله ، فلقد كان قبل لحظات يسير على قدميه يهاتف شريكه في العمل ، ولكنه أصبح فريسة القدر وغادر الحياة بألم طفليه .
هذه الحياة ، نتجرّع كأس الموت فيها ، الذي لا مفرّ منه، في لحظة يختفي كل شي ، وتبقى الذكريات هي الحسرة .