ذوو اطفال تضرروا من ذخيرة المسدسات البلاستيكية يطالبون بمعاقبة مروجيها وسحبها من الاسواق

زاد الاردن الاخباري -

تلقت وكالة الانباء الاردنية (بترا) اتصالات من العديد من الاسر التي تعرض اطفالها لحالات احتراق مشابهة لحالة الطفل يزيد الذي تضررت يده نتيجة احتراق ذخيرة مسدسه البلاستيكي في جيبه بشكل تلقائي بثت الوكالة تقريرا عنها الاسبوع الماضي.

يقول المهندس كمال عمايرة والد الطفل جميل الذي يبلغ من العمر سبع سنوات ان طفله تعرض لحروق بالغة في يديه وفخذيه ويعاني جراءه من الم بالغ وتشوه فيها. ويضيف لـ (بترا) ان طفله بطبيعة الحال سيتغيب عن المدرسة بسبب حاجته لرعاية صحية في المنزل وسيحتاج وفقا لاطباء الى حوالي اسبوعين حتى يقترب من التماثل الى الشفاء مطالبا بسحب هذا النوع من الالعاب من الاسواق منعا لتعرض اطفال اخرين لحروق بسببها.

احمد صوالحة, والد الطفل امجد, تسعة اعوام, يقول ان يد طفله اليسرى احترقت بالطريقة ذاتها, وهي اشتعال ذخيرة المسدس البلاستيكي بشكل تلقائي دون ان يكون قد عرّضها لاي مصدر لهبي او حراري, متسائلا : من المسؤول عن تحويل فرح الاطفال وسعادة العيد الى تعاسة, وكيف سيعاقب مروجو وبائعو تلك الالعاب الخطرة?.

ويبين اختصاصي اول تجميل وترميم وحروق في مستشفى البشير الدكتور جعفر الحياري ان قسم الحروق في المستشفى عالج خلال عطلة العيد اكثر من حالة جراء اصابتها بحروق نتيجة اللعب بالمسدس ذي الذخيرة البلاستيكية, اذ شكل ذلك وفقا له مفارقة بسبب تشابه مكان الحرق ودرجته وطريقته, وهو حسب التصنيف العلمي حرق لهبي كيميائي.

ويؤكد مدير عام دائرة الجمارك الاردنية اللواء جمارك غالب الصرايرة ان الدائرة تجري وبشكل مستمر حملات تفتيشية لمصادرة أي نوع من الالعاب موجود في الاسواق بشكل غير قانوني وغير خاضع للمواصفات والمقاييس الاردنية ذات العلاقة.

ويبين انه ومهما كانت درجة السيطرة على المعابر الحدودية الا ان بعض من تسول لهم انفسهم التلاعب والغش يمرّرون عددا من العبوات المهربة بين بضائع تكون محملة على حاوية تحمل الاف الاطنان من البضائع.

ويقول : ونحن كدائرة ولاننا نتطلع الى تسهيل الاجراءات وتبسيطها وتشجيع الاستثمار لا يعقل ان يتم تنزيل كل البضائع الموجودة بالحاويات وتفتيشها واحدة تلو الاخرى,منعا لتأخير الناس وضمانا لتيسير امورهم على الوجه الامثل.

ويوضح اللواء جمارك الصرايرة انه والحالة هذه فان بعض ضعاف النفوس يستغلون الوضع ويوزعون بين بضائع مسموح بمرورها بضائع اخرى مهربة, لتصل الى الاسواق بهذه الطريقة, غير ان الدائرة تواصل عملها الهادف الى حماية المواطن من أي منتجات قد تضر بصحته او سلامته لتواصل الحملات التفتيشية في الاسواق لضبط ما تم تسريبه او تهريبه بطرق غير قانونية.

ويلفت الى ان بعض الحاويات حتى لو كانت محملة بعشرات الاطنان من البضائع وتم اخذ العلم بوجود مواد مهربة بها قد تشكل خطورة على المجتمع كالمخدرات وسواها, فان الحاوية تخضع بالكامل للتفتيش ولو استمر ذلك لساعات.

ويهيب بالمواطن التعاون مع دائرة الجمارك وعدم توفير فرص لرواج مثل تلك الالعاب الخطرة من خلال شرائها حتى لو كانت زهيدة الثمن داعيا التجار الى بيع الالعاب الخاضعة للمواصفات والمقاييس وعدم المتاجرة بأي مواد من شأنها الاضرار بالاطفال او أي متعامل بها

مدير مكافحة التهريب في دائرة الجمارك العقيد جمارك ضامن الفواز يقول ان الدائرة تدرك خطورة مثل هذه الالعاب على الاطفال واي متعامل بها, وكانت بدأت منذ شهر رمضان المبارك بحملات تفتيشية على المحال التجارية لمصادرة هذا النوع من الالعاب (المسدس ذو الخيرة البلاستيكية) وغيره من الالعاب الخطرة او الموجودة بالسوق بطريقة غير قانونية.

ويضيف انه تم ضبط كميات كبيرة من هذه الالعاب من الاسواق, وان الحملات التفتيشية ما زالت مستمرة حتى مصادرة آخر قطعة منها من الاسواق مشيرا الى ان الدائرة لا تكتفي بالمصادرة فقط بل باتلاف البضائع وتغريم من يبيعها.

وحول طريقة وصول تلك الالعاب غير الآمنة الى الاسواق يوضح ان الالعاب تصل الى المملكة عبر النقاط الحدودية المعروفة وتكون محملة بحاويات لها عدة مسارب, المسرب الاحمر ويخضع لتفتيش دقيق ومكثف, والاصفر يخضع لتدقيق وثائق, فيما لا يفتش المسرب الاخضر لاسباب تتعلق بحسن سيرة وتاريخ من يعملون عليه من السائقين, لكن المشكلة ان بعض ضعاف النفوس يستغلون هذا المسرب ويهرّبون مواد ممنوعة عبره, وقد تكون تلك الالعاب دخلت الى الاسواق بهذه الطريقة. ويؤكد ان مكافحة تهريب مثل هذه البضائع مستمرة وبشكل يومي, وان حملة مصادرة تلك الالعاب من جميع الاسواق بالمملكة مستمرة.

ووعد مساعد مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور محمود الزعبي بمتابعة موضوع تلك الالعاب وتقييم مخاطرها بغية سحبها من الاسواق. ويؤدي احتكاك مادة ذخيرة المسدس البلاستيكي الكيماوية التي قد تكون من البارود ولا سيما تحت اشعة الشمس الى الاشتعال دون استعمال أي نوع من انواع الكبريت كما يقول المتخصص في الكيمياء العضوية في الجامعة الاردنية الدكتور مراد الضامن.0

 

 بترا