زاد الاردن الاخباري -
عيد ابوقديري- لا يزال الحراك الانتخابي في محافظة الكرك غير واضح المعالم في دوائرها الست انتظارا لما تؤول اليه افرازات العشائر الكبرى وحسم الاعتراضات والطعون في الدوائر وان كانت جزئية بسيطة.
غير ان لهجة تأجيل الانتخابات وتغيير قانون الصوت الواحد بدأت تتعالى في اوساط حزبية وشعبية مؤثرة في الكرك وقد تنضم اليها محافظات اخرى.
وعلمت العرب اليوم ان مشاورات تجرى في كافة مناطق الكرك وبين شخصيات للمطالبة بتأجيل الانتخابات وتغيير قانون الصوت الواحد ويتم تنسيق ذلك مع شخصيات خارج المحافظة, فيما علم ان احدى العشائر المسيحية تحديدا في لواء القصر بانتظار انتهاء الطعون في المحاكم لتحديد موقفها من الانتخابات النيابية. الراغبون في الترشح في مناطق محافظة الكرك يقومون وعلى استحياء بحث الناخبين على الاهتمام وحشد الدعم من خلال الزيارات والتواجد في المناسبات العامة الا ان ذلك لا يجد صدى لدى الناخب الذي يبدو ان الاحباط اخذ يسيطر على الموقف في ظل وضع اقتصادي صعب طال شريحة واسعة من المواطنين وهموم كبيرة تكاد تقتل احلام الجميع الا ما ندر.
الغائب الاكبر في دوائر الكرك ذات الامتداد السياسي هو الحزب والقوى السياسية الاخرى واذا ما استمرت مقاطعة الاسلاميين للانتخابات فان جل مرشحي البرلمان في دوائر الكرك ستكون العشيرة هي مظلتهم في خوض الانتخابات النيابية. وسنستعرض الحراك الانتخابي في الدائرتين الاولى والثانية على ان يعقب ذلك رصد للدوائر الست الاخرى.فبالنسبة للخارطة الانتخابية للدائرة الاولى (قصبة الكرك ) والتي خصص لها ثلاثة مقاعد وقسمت الى ثلاث دوائر وهمية مقعدين مسلمين وثالث مسيحي ما زالت فيها العشائر بانتظار ما سيؤول اليه حوار الحكومة مع الاسلاميين للانطلاق الى اجماعات عشائرية مؤثرة وتحديد الدائرة الوهمية من اجل عدم تعارض العشائر مع بعضها البعض وبخاصة منها المؤثرة.
وعلمت العرب اليوم ان عشائر الغساسنة اكبر التجمعات العشائرية والمعايطة والحباشنة تجرى فيها مشاورات من اجل تحديد مرشح واحد لفرض سطوتها وانتزاع مقعد في هذه الانتخابات بينما يجري تشكيل تحالف من عشائر المسيحية لاعادة المقعد المسيحي الى العشائر المتواجدة في القصبة من خلال الطعن في تواجد عدد من الناخبين في الدائرة, ويحاول نائب سابق المضي قدما في الترشح وحشد كافة الامكانيات للفوز بالمقعد للمرة الخامسة على التوالي.فيما تعددت الراغبات في الترشح للمقعد المخصص للمرأة حيث تتهيأ اكثر من خمس نساء للترشح من عشائر صغيرة. غير ان خبيرا انتخابيا اكد ان الفرصة لمقعد الكرك سيكون من نصيب مرشحة عن الدوائر المسيحية في القصبة الاولى او الثانية لضآلة الاصوات في الدوائر الوهمية المسيحية. الخارطة الانتخابية في لواء القصر (الدائرة الثانية ) والتي حدد لها مقعدان مسلم ومسيحي يحكمها ثلاثة سيناريوهات اكثر وضوحا وستحسم يوم الخميس القادم. الأول ترشح رئيس مجلس النواب السابق عبد الهادي المجالي ونائب رئيس الوزراء الاسبق أيمن المجالي عن المقعد المسلم وهي الحالة الأكثر والأقرب توقعا ولن تكون المعركة الانتخابية سهلة رغم الغموض الذي يكتنفها لغاية الآن.وتشير بعض المعلومات أن م. عبد الهادي المجالي ماض في خوض الانتخابات النيابية بعد اجتماع يوم الخميس القادم مع عدد من ابناء عشيرة المجالي,وتشير التوقعات ان م. المجالي أبقى الباب مفتوحا أمام ترشحه لمجلس النواب في خطوة ذكية لحشد تأييد العشيرة ومطالبتهم بعودته للمجلس. في المقابل فان السياسي أيمن هزاع المجالي والذي يحظى بقاعدة شعبية عريضة وموروث سياسي عريق يجري مشاورات وزيارات للعديد من الاصدقاء والقواعد الانتخابية وان خوضه الانتخابات النيابية مؤكد في حال ترشح عبد الهادي المجالي وهي خطوة ستليها معركة انتخابية سياسية بين القطبين, وإذا ما تأكد ترشح الاثنين فأنهما سيتخذان من ثلاث قرى (الربة والياروت والقصر ) وهي مناطق سكن آل المجالي مسرحا لحوارات وتنافسات وتناحرات ستمتد إلى القرى الأخرى من اجل المساندة والدعم كما حصل في انتخابات عام 1997 إبان ترشح عبد الهادي المجالي وامجد هزاع المجالي وفوز الاثنين معا بأصوات كبيرة فاجأت الجميع.
أما السيناريو الثاني ابتعاد الاثنين معا وترشح وجوه جديدة على الساحة وهي خطوة تقود إلى معركة انتخابية خفية بين قطبي آل المجالي في دعم المرشحين الجدد كاستعراض القوى في العشيرة وتطرح اسماء هنا وهناك تحاول في حراكها لفت الانظار انتظارا لما سيؤول له توجه القطبين.
ويعد البعض سيناريو أخيرا وهو اتفاق القطبين على لم شمل عائلة المجالي والتفكير في إضافة انجاز آخر من خلال التوجه نحو مقاعد النساء بعد حسم مقعد الرجال من خلال ترشيح شخص واحد فقط وهي خطوة غير متوقعة. العشائر الاخرى في الدائرة تسعى الى السير في الترشح للمقاعد المخصصة للنساء وبخاصة عشيرة العمرو التي حازت على احد المقاعد في الدورة السابقة لكن الزحام يعيق الحركة وقد يكون للقانون تغييرات تقلل من فرص الفوز. المقعد المسيحي في الدائرة الثانية سيكون قريبا من عشيرة الحجازين وهناك عدد كبير من المرشحين لم تتضح صورة ترشحهم بعد لكن الدائرة الثانية هي الاقرب بانتزاع المقعد المخصص للنساء اذا ما ترشحت سيدة في الدائرة الوهمية المسيحية في لواء القصر وهو ما يدرس من قبل عدد من ابناء الدائرة بشكل مستفيض.
العرب اليوم