زاد الاردن الاخباري -
رغم بلوغه سن الأربعين؛ إلا أن المواطن الإماراتي (م.ح) يعتبر أن عمره الحقيقـي لا يتجاوز عامين، وهي المدة التي تعافى خلالها من آفة إدمان المخدّرات، وتحوّل إلى إنسان سويّ حريص على صلاته وعمله، ويخطط لتكوين أسرة سعيدة.
ويقول (م.ح) لصحيفة "الإمارات اليوم"، إنه أمضى 17 عاما من شبابه "مغيّبا في عتمة المخدّرات العميقة والسجون"؛ إذ بدأ التعاطي وعمره 19 عاما، وحُكم عليه خمس مرات بالسجن، عدا المرات التي كان يُطلق سراحه فيها من النيابة.
ويستذكر أن بداية قصة إدمانه كانت مع الكحول، قبل أن تتطوّر لاحقا إلى الهيروين، لافتا إلى أن "الظروف المعيشية، إلى جانب وجود شقيق له مدمن أسهما في إدمانه".
ويوضح أنه بدْء تعاطي المخدّرات كان في عام 1990، لكن أول إبرة هيروين تعاطاها كانت في عام 2004، موضحا "كنت أدرك تماما مخاطر الإبرة المخدّرة، لكني اضطررت إليها بعدما كنت في حاجة شديدة إلى جرعة مخدّرات، فلم أجد الكمية الكافية إلى أن أقنعني أحدهم بالإبرة".
وحُكم على (م.ح) بالسجن خمس مرات؛ أولاها كانت في عام 1993 لمدة ستة أشهر، وآخرها عام 2004 لمدة أربعة أعوام، لكنه خرج بعفو عام، فقرر ألا يعود إلى ماضيه مرة أخرى.
وعقب خروجه من السجن اتصل به بعض رفاق المخدّرات، لكنه طلب منهم عدم التحدّث في الموضوع مرة أخرى، وبدأ يصلّي حتى يمحو صورة الحياة القديمة من ذهنه، ويتسلح بالإيمان ضد هذه الآفة.
وبمجرد خروجه استفاد (م.ح) من برنامج "الكوادر الوطنية لتوظيف المدمنين" بالإمارات، مؤكدا أن الحلقة المفقودة في حياة المدمن هي العمل؛ "لأن حالة الفراغ التي يعيشها بعد خروجه من السجن تقوده إلى التعاطي ثانية، وخصوصا إذا عانى عزلا اجتماعيا".
ويسعى (م.ح) الذي يعمل حاليا موظفا في خدمة العملاء بشركة خاصة منذ نهاية 2007 إلى الزواج وتكوين أسرة.