وتستمر المعاناة في هذا الوطن، معاناة كل اسمر في الأردن، حاولنا دخول الحياة السياسية بشكل منظم وفق رأى وتوجيهات جلالة الملك، ووفق نصوص الدستور بان جميع الأردنيون سواء وان اختلفوا بالعرف أو اللون.
وكان ذلك عن طريق إنشاء حزب سياسي (التجمع المدني الأردني) ضم بين جنباته أطياف متعددة من كل أنحاء الأردن من الأغوار ومن البادية من الشمال والجنوب لا يوجد بينهم معالي أو سعادة أو دولة (لان المجتمع حرمهم من تلك الألقاب)، شباب وشيوخ ونساء تحمسوا للفكرة وعملوا عليها سنوات طوال ولم يقتصر الحزب على اللون الأسمر بل ضم بين جنباته عدد كبير من غير البشرة السمراء فكان قرار وزارة التنمية السياسية رفض ترخيص الحزب بحجة مخالفته لأحكام الفقرة (ب) من المادة الخامسة من قانون الأحزاب السياسية رقم (39) لسنة 2015 انه ” لا يجوز تأسيس الحزب على أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو فئوي أو على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الأصل. وهذا بحد ذاته اعتراف ونشر للعنصرية في الأردن.
وهنا نتوجه بالسؤال إلى أصحاب القرار وكل من رفض التوقيع على أحقية الحزب في أن يرى النور هل أصحاب البشرة السمراء في الأردن طائفيون أم على أساس العرق أي لسنا من الأردن أم فئة معينة ليس لنا حق أم على أساس الأصل أي جاءوا من المريخ ؟
صحيح بان غالبية أعضاء الحزب المؤسسين يغلب عليهم اللون الأسمر لكنهم من عدة عشائر أردنية عريقة ومن كل أنحاء الأردن ولا توجد بينهم غالبيتهم أية صلة قرابة ويحملون أرقام وطنية وهوية أحوال لم يكتب عليها أنهم فئة أو عرق أو طائفة وغيرها من المسميات المذكورة.
صبرنا سنوات طويلة ونحن مهمشون وأقولها وليس من باب الاستجداء بل من باب الحق من منكم رأى اسمر اللون سفيرا أو وزيرا أو عين في مجلس الأعيان منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية؟ أليس لهم حق في خدمة البلد ؟ أليس لهم حق في الوظائف العليا؟ متواجدين في الأغوار على ارض الرباط في البوادي وفي المدن والمخيمات. رفضهم المجتمع الأردني منذ سنوات طويلة حاولوا تنظيم أنفسهم في مجتمع سياسي حزبي ليساهموا في بناء الدولة لكنهم رفضوا من جديد.
إذا كانت لجنة ترخيص الأحزاب تعتبرهم ضمن المسميات السابقة فنريد منها التكرم بإصدار قرار بأنكم لستم من الأردن ولا تمتون له بصلة وكنتم ضيوفا طول سنوات حياتكم لا أكثر ولا اقل. وعندها سنقول لقد قدمنا مواكب الشهداء على ثرى الأردن وما زلنا، وحلفنا بتراب هذا الوطن وحملنا الهوية الأردنية، وأجدادنا واكبوا الدولة الأردنية منذ تأسيس الإمارة ولغاية الآن وسنبقى نعشق الأردن ونحمى ترابه الطهور ونردد قول الشاعر: بلادي وإن جارت على عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا على كرام. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك. .